3 سنوات على عودة طالبان إلى الحكم.. أفغانستان تعيش أسوأ أزمة إنسانية
3 سنوات على عودة طالبان إلى الحكم.. أفغانستان تعيش أسوأ أزمة إنسانية
منذ ثلاث سنوات قامت حركة طالبان الأفغانية بالاستيلاء علي السلطة في البلاد، مع رحيل القوات الأمريكية عن البلاد تاركة فوضى عارمة وراءها، ورغم الجهود التي تبذلها هذه الحركة لإرساء الأمن، إلا أنها ما تزال تواجه تهديدات أمنية من قبل تنظيم "داعش" الارهابي، كما ما يزال أيضاً وضع النساء مأساويا وفي تدهور مستمر في البلاد بشكل كبير.
تحت حكم طالبان، أفغانستان هي الدولة الوحيدة التي تمنع فيها الفتيات من التعليم بعد الصف السادس، كما انتهكت طالبان حق المرأة في حرية التنقل، ومنعتها من العديد من أشكال العمل، وفككت حماية النساء والفتيات اللواتي يتعرضن للعنف الجندري، وخلقت حواجز أمام حصولهن على الرعاية الصحية، ومنعتهن من ممارسة الرياضة وحتى زيارة المتنزهات، فماذا حملت أفغانستان بعد 3 سنوات من تواجد طالبان على رأس السلطة.
تدهور عام في البلاد
أصبحت البلاد تعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم، أكثر من 28 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، أي ما يقارب الثلثين من إجمالي السكان، إضافة إلى الوضع الاجتماعي المتردي، تدهور أيضًا وضع حقوق الإنسان في البلاد، كما تقلصت حقوق النساء بشكل كبير إذ يمنعن من العمل والدراسة ولا يتمتعن بالحرية إلى درجة أنه بات من المستحيل أن يعشن حياة عادية.
ففي المجال الاقتصادي، وعلى الرغم من التحسن النوعي الحاصل في الحركة الاقتصادية وإمكانات تنقل التجار والبضائع بشكل آمن من كابول إلى هرات غربا أو إلى مزار الشريف شرقا ومناطق أخرى من البلاد، فإن الناتج المحلي الإجمالي شهد تراجعا كبيرا في عامي 2021 و2022 قدرت نسبته بنحو 26 بالمئة، وفق تقارير البنك العالمي.
تمييز وعدم احترام كرامة الإنسان
ووفقاً لإحصائيات دولية، فإن 80% من النساء اللواتي بلغن سن الدراسة لم يلتحقن بأي مؤسسة تعليمية، في العام الثاني من الحكم فرضت سلسلة جديدة من قرارات الحظر على النساء مثل ارتياد الحدائق والصالات الرياضية والجامعات ، فضلاً عن إغلاق صالونات التجميل في عموم البلاد، وبحسب حقوقيين فإن طالبان أصدرت 51 حظراً ضد النساء منذ وصولها إلى السلطة.
منذ يناير 2024، تحتجز طالبان النساء والفتيات في كابول ومقاطعات أخرى بسبب ما اسمته "الحجاب السيئ" - أي عدم الالتزام بقواعد اللباس المقررة، وقد أفاد خبراء أمميون بأن بعض المعتقلات يحتجزن بمعزل عن العالم الخارجي لأيام ويتعرضن "للعنف الجسدي والتهديد والترهيب". وبالإضافة إلى القيود المشددة على حقوق النساء والفتيات، قيدت طالبان بشدة حرية التعبير والإعلام واحتجزت المتظاهرين، والمنتقدين، والصحفيين وعذبتهم.
بينما على الصعيد الأمني، فرغم التحسن الذي طرأ على البلاد من خلال إمكانية التنقل والسفر ما بين ولايات أفغانستان بأمان إلا أن التهديدات الإرهابية، لا سيما من قبل تنظيم "داعش" ما تزال قائمة وتمثل رهاناً كبيرًا لطالبان.
وعلى الرغم من عودة ما يقرب من 665 ألف أفغاني من باكستان إلى أفغانستان، فإن العديد من اللاجئين الأفغان ما يزالون يعيشون في حالة من الغموض بإيران وتركيا والإمارات العربية المتحدة ولا يعلمون كيف سيكون مستقبلهم في المنفى طالما ما تزال طالبان في الحكم.