واقع مرير.. مستخدمو النت في إيران وقواعد الحجب إثر الاحتجاجات.. ما القصة؟
يعاني مستخدمو النت في إيران قواعد الحجب إثر الاحتجاجات
يعد حجب الإنترنت في إيران وسيلة الملالي لكبح حركة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد على مدار الأعوام السابقة والاحتجاجات المتنامية خلال هذه الفترة، التي تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي لتوثيق القمع والانتهاكات والمعارضة على النظام الإيراني.
ويلجأ النظام الإيراني لإغلاق الإنترنت وحجبه في العديد من المناطق التي تشددت وتتسع فيها الاحتجاجات المطالبة بسقوط النظام، حيث منعت إيران الوصول إلى العديد من المنصات التي يعتمد عليها الإيرانيون في احتجاجاتهم.
وسيلة للاحتجاج
منذ اندلاع الاحتجاجات الإيرانية في 16 سبتمبر الماضي، بعد وفاة الفتاة الإيرانية الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق عقب اعتقالها بثلاثة أيام لمخالفتها اللباس الإلزامي في إيران، ويعتمد النظام الإيراني على حجب الإنترنت على الرغم من أضرار ذلك على البلاد، لقمع الاحتجاجات.
ويأتي ذلك في الوقت الذي امتدت فيه المظاهرات المناهضة للنظام إلى الفضاء الإلكتروني، وانتشرت مقاطع فيديو لنساء يحرقن حجابهن، وقامت نساء أخريات بنشر مقاطع فيديو قمن فيها بقص شعورهن احتجاجًا على القانون الإيراني الإلزامي في البلاد.
حجب إيران للإنترنت
أفاد تقرير عبر صحيفة إيران إنترناشيونال الإيرانية بنسختها الفارسية، بأن النظام الإيراني يشعر بالإحباط بشأن كيفية منع الإنترنت في البلاد لاستئناف الاحتجاجات، حيث يسعى العديد من الإيرانيين للوصول إلى الإنترنت بحيل ذكية، ولذلك يسعى الملالي لحجب الإنترنت من خلال شبكة الإنترنت العالمية.
فقد أعطى النظام مهلة 10 أيام لشركة Meta Platforms الأميركية، المالكة لتطبيق WhatsApp Messenger و Instagram ، لإنشاء مكاتب في البلاد إذا أرادوا إلغاء حظر تطبيقاتها، مشيرة إلى أن الغرض من هذه الخطوة هو السيطرة على أنشطتها، وهو طلب رفضته الشركة.
كما تعد منصة إنستغرام المنصة الدولية الرئيسية الوحيدة التي لا يزال الوصول إليها متاحًا، والتي يستخدمها الإيرانيون على نطاق واسع لنشر مقاطع الفيديو لوصول احتجاجاتهم، هذا هو أحد العوائق الرئيسية لخطة البرلمان لإغلاق جميع شبكات التواصل الاجتماعي الأجنبية.
وأشار التقرير إلى أن الكثيرين يعتقدون أن النظام أراد أن يكون لديه عذر لمنع المنصات الإعلامية نهائيًا لأنه يبدو غير قادر على وقف تدفق المعلومات حول الاحتجاجات سواء داخل البلاد أو إلى العالم الخارجي.
وقال أبو الحسن فيروز آبادي رئيس المركز الوطني للفضاء الإلكتروني الإيراني خلال الفترة الماضية: "إذا لم يرد ميتا على رسالتنا، فقد يكون هذا مقدمة لحجب دائم".
واقع مرير .. وعلاقات سرية بالدوائر الحكومية
زادت خبرة المواطنين الإيرانيين في الوصول إلى استخدام الإنترنت بحيل أخرى بعد تشديد القيود المفروضة على الإنترنت، إلا أنهم اصطدموا بواقع مر، فبائعو تطبيقات كسر الحجب (VPN)، الذين لدى جزء كبير منهم علاقات علنية وسرية مع الدوائر الحكومية، قاموا بزيادة رسوم اشتراكهم عدة مرات خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وبالرغم من وصول العديد إلى استخدام الإنترنت رغم الحجب، فإن العديد أيضاً قد حرم بالفعل من الوصول إلى الإنترنت وهم محدودو الدخل في البلاد، حيث تسببت هذه القضية في حرمان العديد من المستخدمين ممن كانوا يوفرون الإنترنت من البائعين أنفسهم من شراء اشتراك.
وجعل ذلك من الصعب على الأسر الإيرانية أن تدفع مبلغا يصل إلى نحو 100 ألف تومان إيراني (ما يقارب 24 دولارا)، شهريا لاستخدام تطبيقات تجاوز الحجب إلى جانب دفع مبالغ لباقات الإنترنت.