أزمة أصابت اللبنانيين باليأس.. المواطنون يغلقون الشوارع بعد نفاد الوقود

أغلق الشعب اللبناني الشوارع بسبب نفاذ الوقود

أزمة أصابت اللبنانيين باليأس.. المواطنون يغلقون الشوارع بعد نفاد الوقود
صورة أرشيفية

إلى جانب أزمات اقتصادية وغذائية طاحنة يعيشها لبنان، كانت أزمة الوقود هي المنحى الأكثر خطورة في ظل اختفائه من البلاد، الأمر الذي أثر على مناحي الحياة اليومية، سواء الطاقة الكهربائية أو المياه. 

ولم تظهر في الأفق أي حلول حتى الآن لأزمة الوقود الحادة في لبنان، على الرغم من تداعيات الأزمة المشهودة من خسائر مادية وبشرية، دون أي بادرة حل من الداخل أو حتى الخارج. 

لا تزال أزمة المحروقات في لبنان تشتد، حيث إن الشركات المستوردة لا توزعها، وذلك بسبب الخلاف بين الحكومة ومصرف لبنان، حول رفع الدعم عن هذه المادة.

رفع الدعم

وكان مصرف لبنان أعلن الخميس الماضي، رفع الدعم عن المحروقات، حيث شهدت محطات المحروقات في البلاد طوابير لتعبئة الوقود الذي بدأ ينفد تدريجيا من الأسواق.

ويعيش لبنان أزمة وقود متفاقمة وهائلة في ظل معاناة أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن جميع المناطق لساعات طويلة، وإلى فقدان المواد الأساسية كالبنزين والمازوت من الأسواق.

"الكورة" ترفع خراطيمها

وأغلقت معظم محطات الوقود في قضاء الكورة أبوابها ورفعت خراطيمها، وعلقت لافتات كتبت عليها: "مغلق حتى إشعار آخر".


وبحسب التقارير المحلية، أعلن بعض محطات قضاء الكورة الآخر الإقفال التام، بينما يعيش السائقون معاناة الانتظار الطويل في طوابير أمام المحطات لتعبئة خزانات سياراتهم بلترات قليلة من البنزين، في حين تشهد معظم المحطات إشكالات وإطلاق رصاص وجرحى بسبب الشجار على أفضلية التعبئة.

ولجأ العديد من المواطنين إلى إقفال الطرق أمام المحطات التي رفعت خراطيمها، حيث قطع محتجون الطريق السريع في منطقة شكا في الاتجاهين عند إحدى محطات المحروقات، احتجاجا على عدم تعبئة الوقود للسيارات التي تنتظر، إذ ركن السائقون سيارتهم في وسط مسلكي الطريق السريع، ما تسبب بزحمة سير خانقة.

كذلك، شهدت منطقة بيت الشعار قطع طريق بالإطارات المشتعلة، من قبل المحتجين، فيما أعلن التحكم المروري قطع السير في الاتجاهين في محلة الجية. كما احتج عدد من المواطنين وقطعوا السير على المسلك الشرقي لأوتوستراد أنطلياس وبولفار ميرنا الشالوحي في الاتجاهين.

اعتصام السائقين

وحسبما نقلت صحيفة "النهار" اللبنانية، فقد بات سائقون غاضبون ليلتهم في سياراتهم أمام إحدى محطات المحروقات، و"أقدموا على إقفال طريق عام زوق مصبح - كسروان قبالة مفرق مغارة جعيتا، وافترشوا الأرض بسبب امتناع المحطة عن تعبئة سياراتهم بالوقود، ما تسبب بزحمة سير خانقة وحضرت قوة من الجيش للعمل على فتح الطريق".

 كما شهد مسلكا الطريق السريع في البترون زحمة سير خانقة بسبب طوابير السيارات التي تنتظر عند محطات الوقود لتعبئة خزاناتها. وامتدت أرتال السيارات لكيلومترات عدة، ما أعاق حركة السير على الأوتوستراد في الاتجاهين.

كما قطع اللبنانيون طريق الجناح الماريوت بالسواتر والحجارة وحاويات النفايات، احتجاجا على أزمة المحروقات، في حين أعيد فتح أوتوستراد الدامور بعد أن تم إقفاله بالشاحنات الأمر الذي تسبب بزحمة سير خانقة.

المواطنون يغلقون المحطات 

وفى مشهد جديد على الساحة اللبنانية، تدخل العديد من المواطنين اليائسين وأقدموا بأنفسهم على إقفال الطرق أمام المحطات التي رفعت خراطيمها، حيث قطع محتجون الطريق السريع في منطقة شكا في الاتجاهين عند إحدى محطات المحروقات، احتجاجا على عدم تعبئة الوقود للسيارات التي تنتظر، حيث ركن السائقون سيارتهم في وسط مسلكي الطريق السريع، ما تسبب بزحمة سير خانقة.

حزب الله يزج لبنان في أزمات إيران 

وأثار إعلان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عن وصول أول سفينة مازوت وبنزين إيرانية إلى الأراضي اللبنانية قلقاً واسعًا بين الشعب اللبناني وقياداته السياسية، مؤكدين أن هذه الخطوة ليست لمساعدة لبنان في هذا الملف، وإنما هي إعلان خطير بزج لبنان في صراعات داخلية وخارجية.

وقال رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، إن سفن الدعم الإيرانية ستحمل معها إلى اللبنانيين مخاطر وعقوبات إضافية على شاكلة العقوبات التي تخضع لها فنزويلا ودول أخرى.

أزمة قديمة

وحسبما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية، أشار رياض عيسى، الناشط والسياسي اللبناني، إلى أن أزمة الوقود في لبنان ليست جديدة بسبب الأوضاع الاقتصادية الحالية، بل قديمة وعمرها عشرات السنين، حيث يعتبر ملف النفط في لبنان واستيراد الوقود من الملفات الشائكة.

وأضاف أنه منذ 20 عامًا استلم وزارة النفط فريق معين من السياسيين اللبنانيين وفشلوا في إدارة هذا الملف فشلًا كبيرًا، حيث تدفع لبنان مليارات الدولارات من أجل استيراد الوقود وتشغيل الكهرباء في المنازل.

التهريب إلى سوريا

واعتبر المحلل السياسي اللبناني، أن المشكلة الحقيقية للوقود تتعلق بالسماسرة وعمليات التهريب التي زادت مع بدء الأزمة في سوريا، حيث تهرب كميات كبيرة من الوقود والمازوت من لبنان إلى سوريا، وستظل مستمرة طالما سعر الوقود في لبنان أرخص من سوريا.

وشدد عيسى على أن الدولة اللبنانية تدعم الوقود وتدفع مبالغ كبيرة لتحافظ على سعره في الأسواق، إلا أن التجار والمسؤولين يقومون بتهريبه إلى سوريا ليستفيد به المواطنون السوريون لا المواطنون اللبنانيون، مثل بقية الصناعة المدعومة.