تاريخ طويل للإرهاب.. اتهامات جديدة لقطر بالدعم المالي لـداعش الإرهابي

اتهامات جديدة وجهت لقطر بالدعم المالي لـداعش الإرهابي

تاريخ طويل للإرهاب.. اتهامات جديدة لقطر بالدعم المالي لـداعش الإرهابي
أمير قطر تميم بن حمد

دائماً ما تطال دولة قطر اتهامات بدعم الإرهاب ولكنه ليس من فراغ، حيث إن لقطر تاريخاً طويلاً مع التنظيمات الإرهابية. 

وقد قدمت قطر دعمًا اقتصاديًا وسياسيًا، بشكل مباشر أو غير مباشر، لجميع المنظمات الإرهابية المتطرفة؛ الإخوان والقاعدة وحتى المنظمات التابعة لداعش".

فهي الدولة التي ضمت أعمال يوسف القرضاوي، أحد أهم منظري الإخوان والمعروف بآرائه المتطرفة وتبرير إبادة اليهود خلال الهولوكوست، في قطر لسنوات عديدة وتحت رعايتها".

كما "منحت قطر حق اللجوء لقادة التنظيمات الإرهابية الأخرى، ونظامها التعليمي غارق في الوعظ بالجهاد والتفجيرات الانتحارية، ووسائل الإعلام التي تديرها الحكومة مليئة بالتصريحات المعادية للسامية وإنكار الهولوكوست".

المؤسسات القطرية وداعش

ووفقاً لتقرير جديد عبر وكالة أسوشتيد برس الأميركية، اتهامات جديدة بالإرهاب طالت الأسرة الحاكمة لدولة قطر وترتبط بـ"تمويل" أحد قادة تنظيم داعش.

فقد تواجه قطر دعوى قضائية ضد مؤسسات قطرية بشأن علاقة مالية مزعومة بالإرهاب، حولت 800 ألف دولار لقاضي داعش، بالتزامن مع تحقيق فيدرالي بشأن تقديم خالد بن حمد آل ثاني أموالا وإمدادت لجبهة النصرة في سوريا. 

وأفادات التقارير بأن الدعوى القضائية رفعها أقارب صحفي أميركي قتل على أيدي تنظيم داعش، فيما يجري أيضا تحقيق فيدرالي منفصل يتعلق بأحد أفراد العائلة الحاكمة، وفق وكالة أسوشيتد برس.

وقالت عائلة الصحفي الأميركي، ستيفن سوتلوف في دعوى قضائية الجمعة، إن مؤسسات قطرية بارزة حوّلت حوالي 800 ألف دولار إلى قاضي داعش الذي أمر بقتل سوتلوف وصحفي أميركي آخر هو جيمس فولي.

وفي غضون ذلك، كشفت مصادر خاصة لـ"العرب مباشر" عن اتصالات قطر مع اللوبيهات المعروفة بمساعدتهما لقطر، لإنهاء الخلاف الجاري حول ذلك. 

وكان تنظيم داعش الإرهابي قد قام بقطع رأس سوتلوف وفولي في 2014، وصور عملية القتل ونشرها في مقاطع فيديو في وقتها.

وقالت عائلة سوتلوف: "نريد أن نفعل كل ما في وسعنا للتأكد من أنه لا توجد أسرة أخرى تعاني مما عانينا منه".

علاقات إرهابية 

وحسب التقرير الأميركي، فقد حقق مدعون فيدراليون في علاقات محتملة بين جماعات إرهابية وخالد بن حمد آل ثاني، الأخ غير الشقيق لأمير قطر، وفقا لوثائق ومصادر مطلعة. 

ونقلت الوكالة عن شخصين مطلعين قولهما: "إن تحقيق هيئة محلفين كبرى، في محكمة المنطقة الجنوبية في نيويورك يركز جزئيا على ما إذا كان خالد آل ثاني قد قدم الأموال والإمدادات لجبهة النصرة في سوريا أم لا".

وقال محامو عائلة سوتلوف: إن المسؤولين القطريين إما يعرفون وإما يتجاهلون "بتهور" حقيقة أن إرهابيّ تنظيم داعش الذين يُزعم أنهم يمولونهم سيستهدفون الأميركيين بالخطف والتعذيب والقتل.

ولا تسمح القوانين في الولايات المتحدة بمقاضاة دول أجنبية أو مسؤولين حكوميين في المحاكم الأميركية، لكن قانون مكافحة الإرهاب الأميركي يسمح للضحايا بالسعي إلى الحصول على تعويضات من الكيانات المرتبطة بحكومات أجنبية.

ويزعم أن المتهمين في قضية سوتلوف، هما مؤسسة قطر الخيرية وبنك قطر الوطني.

وتقول أوراق القضية: إن مؤسسة خيرية قطرية والبنك الوطني قدما 800 ألف دولار إلى فاضل السالم، الذي أصبح قاضيا شرعيا في تنظيم داعش، بعد أن وصل إلى سوريا مرورا بتركيا.

وأوضحت أن السالم وقّع قرار قتل فولي وسوتلوف، وكان هو يترأس قافلة نقلتهما من سجن في الرقة بسوريا إلى المدينة التي قتلا فيها.

ولم تكشف دعوى سوتلوف المرفوعة في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا عن كيفية الحصول على المعلومات الواردة في الشكوى، لكنها تتضمن مستوى عاليا من التفاصيل، مثل رقم حساب مصرفي محدد، ومقاطع من بيان مكتوب بخط اليد للإقرار بالمدفوعات والسجلات القضائية لتنظيم داعش.

وتزعم الدعوى أيضا أن أفراد العائلة المالكة القطرية ومسؤولين حكوميين عملوا مع جماعة الإخوان المسلمين والمخابرات التركية لتمويل الجماعات المتطرفة في سوريا بهدف تقويض نظام الأسد.

وأشار التقرير إلى أن قطر تعتبر أحد حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، وهي تتمتع بعلاقة قوية مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، كما أنها قامت بدور هام في عمليات الإجلاء من أفغانستان، ناهيك عن أن مخزونها الضخم من الغاز الطبيعي يمكن أن يساعد في الحفاظ على أسواق الطاقة في أوروبا وسط حرب في أوكرانيا.

وقالت السفارة القطرية لوكالة أسوشيتد برس: إنها بحاجة إلى المزيد من المعلومات قبل أن تتمكن من التعليق على التحقيق الجاري.

ومكان وجود خالد سالم الحالي غير معروف، لكن المدعين العامين الأميركيين أحرزوا تقدما كبيرا في قضايا جنائية منفصلة ضد اثنين من مقاتلي تنظيم داعش البريطانيين المسؤولين عن مقتل سوتلوف وثلاثة أسرى أميركيين آخرين.

وفي وقت سابق من هذا العام، صنف بايدن قطر حليفا رئيسيا من خارج الناتو، في خطوة للحصول على موافقة لبيعها طائرات عسكرية بأكثر من 500 مليون دولار.

وقال بايدن في يناير الماضي أثناء استضافته أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني: إن "قطر صديق جيد وشريك موثوق".

كما تعتبر قطر من أقوى الداعمين الدوليين للثورة ضد الرئيس السوري بشار الأسد، وواجهت منذ فترة طويلة انتقادات من مسؤولين أميركيين لسماحها أو تشجيعها على تمويل جماعات متطرفة في سوريا، ناهيك عن دعمها المباشر وغير المباشر لجماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس. 

ووردت تقارير مماثلة عن قطريين بارزين يمولون الجماعات الإرهابية في قضيتين جاريتين رفعتا في لندن نيابة عن اللاجئين السوريين.

وقال بن إميرسون، المحامي المقيم في لندن ويمثل اللاجئين، إن هناك أدلة واضحة على أن المسؤولين الأميركيين اختاروا غض الطرف عن تمويل الإرهاب القطري في سوريا لأن الولايات المتحدة بحاجة إلى مساعدة قطر في مجالات أخرى"، وأضاف: "هذه سياسة واقعية في الواقع".