بعد تجسسها على المحكمة الجنائية الدولية: هل تنهار سمعة إسرائيل الدولية.. خبراء يجيبون؟بعد تجسسها على المحكمة الجنائية الدولية: هل تنهار سمعة إسرائيل الدولية.. خبراء يجيبون؟
بعد تجسسها على المحكمة الجنائية الدولية: هل تنهار سمعة إسرائيل الدولية
تعصف بإسرائيل فضيحة جديدة بعد كشف صحيفة الغارديان البريطانية عن تجسسها على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، وتهديداتها الموجهة للمدعية العامة السابقة، فاتو بنسودا. هذه الفضيحة التي وصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية بـ"القذرة والخطيرة" تضيف بعدًا جديدًا للأزمة السياسية التي تواجهها إسرائيل، مراقبون اعتبروا الكشف يسلط الضوء على سلوكيات مثيرة للجدل من جانب إسرائيل، والتي تواجه الآن موجة من الانتقادات الحادة من وسائل الإعلام المحلية ودولية حول الأساليب التي تتبعها إسرائيل في حماية مصالحها السياسية والأمنية على الساحة الدولية.
*جنون وهستيريا*
تعليقًا على تقرير صحيفة الجارديان البريطانية، أشارت القناة الـ13 الإسرائيلية إلى أن تهديد المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية يُعد تصرفًا "قذرًا وخطيرًا وحمقًا بشكل لا يمكن تصوره"، وأعرب المحلل السياسي للقناة، رفيف دروكر، عن دهشته من تهديد رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، لبنسودا بشكل مباشر لمنعها من إصدار مذكرات اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، وأكد دروكر أن هذا الفعل ينم عن مستوى عالٍ من الجنون والهستيريا.
من جانبه، أضاف المحلل السياسي ألون بن دافيد، في القناة نفسها، أنه لم يشهد في تاريخ الموساد حادثة يقابل فيها رئيس الجهاز هدفه مباشرة بهدف تهديده، مما يزيد من حجم الفضيحة. أما مقدمة البرامج السياسية في قناة "كان"، أيالا حسون، فقد أعربت عن عدم ثقتها بكوهين، واصفة إياه بـ"الكاذب والمحتال وعدو إسرائيل"، مشيرة إلى أن سلوكه يُشبه تصرفات العصابات المافيوية.
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل الشؤون السياسية في القناة، عميخاي شتاين، بأن مسؤولًا كبيرًا في المحكمة الجنائية الدولية أكد له أنهم كانوا على علم بمحاولات التجسس الإسرائيلية، وأن المحكمة رصدت العديد من محاولات الاختراق من جانب إسرائيل ودول أخرى تسعى للحصول على معلومات حول عمل المحكمة بهدف التشويش عليه.
أشار شتاين إلى أن رد مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على تقرير الغارديان لم يتضمن نفيًا قاطعًا، بل ألمح إلى صحة بعض ما ورد فيه، مما يعزز من مصداقية الاتهامات الموجهة.
*حالة من الجمود*
في سياق آخر، قال وزير الدفاع الأسبق، أفيغدور ليبرمان، في مقابلة على القناة الـ12: إن إسرائيل تواجه خطرًا وجوديًا، موضحًا أن البلاد تعيش حالة من الجمود منذ ثمانية أشهر، مضيفًا أن الخيارات أمام إسرائيل محدودة، فإما توحيد الجهود لإنقاذ البلاد من دمار محتمل، أو أن يرحل نتنياهو أو تذهب الدولة بأسرها.
من جهة أخرى، أوضحت محللة الشؤون السياسية في القناة الـ12، دانا فايس، أن مجلس الحرب ووزير الدفاع، يوآف غالانت، والأجهزة الأمنية يدركون أن عملية رفح في جنوب قطاع غزة تمثل الفرصة الأخيرة لممارسة ضغط عسكري كبير على حركة حماس، وأكدت فايس أن فاعلية هذا الضغط ما تزال موضع اختبار، وأن المجلس يواجه تحديًا كبيرًا في كيفية التعامل مع مطلب المقاومة بوقف الحرب مقابل صفقة تبادل.
*يزيد علاقاتها بالغرب تعقيدًا*
من جانبه، يقول الباحث في الشؤون الإسرائيلية، ناهد أبو غوش: إن عمليات التجسس على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تُظهر جانبًا مظلمًا من النشاطات الاستخباراتية الإسرائيلية.
وأضاف أبوغوش في حديثه لـ"العرب مباشر"، هذه الخطوات قد تكون دافعة لإسرائيل في محاولتها الدفاع عن مسؤوليها من المحاسبة الدولية، لكنها في الوقت ذاته تعكس حالة من الذعر وعدم الثقة في المؤسسات الدولية.
وأضاف الباحث في الشؤون الإسرائيلية، أن مثل هذه الفضيحة "ستؤدي إلى تداعيات سلبية على سمعة إسرائيل الدولية، وستعقد من جهودها الدبلوماسية في المستقبل."
وأضاف أبوغوش، إن تهديدات رئيس الموساد السابق، يوسي كوهين، للمدعية العامة السابقة فاتو بنسودا تعكس نهجًا عدوانيًا وغير تقليدي في السياسة الإسرائيلية الخارجية.
وأكد أن هذا النوع من السلوك لا يعبر فقط عن الانحراف عن المعايير الدبلوماسية، بل يشير إلى استعداد إسرائيل لاتخاذ خطوات غير تقليدية لحماية مصالحها، ومع ذلك، فإن هذا النهج قد يأتي بنتائج عكسية، "مما يزيد من عزلتها على الساحة الدولية ويضعها تحت المجهر."
وتابع: ما حدث خطأً استراتيجيًا يمكن أن يؤثر على علاقات إسرائيل مع الدول الغربية التي تقدر الشفافية وسيادة القانون، موضحًا إن استخدام مثل هذه الأساليب يعكس حالة من الاضطراب وعدم اليقين في السياسة الإسرائيلية الحالية، بدلاً من تعزيز موقفها الدولي المنهار بفعل جرائمها ضد المدنيين في غزة.