بعد اشتباكات مستشفى الشفاء.. هل فشلت إسرائيل في تحقيق أي انتصار في غزة؟
اشتباكات بمستشفى الشفاء في غزة
استمر القتال العنيف حول مستشفى الشفاء في مدينة غزة، حيث اشتبكت القوات الإسرائيلية مع مقاتلي حركة حماس بعد سيطرة الاحتلال على المجمع الطبي ذو الموقع الاستراتيجي في غارة جديدة خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، وفقًا لما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وأفاد شهود عيان عن وقوع عدة غارات جوية ومعارك شرسة بالأسلحة النارية مع تزايد المخاوف على سلامة مئات المدنيين في المنطقة المجاورة مباشرة للمستشفى.
عمليات إسرائيلية
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون: إن القوات "تواصل عمليات دقيقة في مستشفى الشفاء لإحباط عمليات حماس" وقتلت 20 من نشطاء حماس هناك، بما في ذلك فائق المبحوح، الذي عرفوه بأنه رئيس مديرية العمليات للأمن الداخلي لحماس، واعتقلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 80 شخصًا، وقتل جندي واحد في الغارة.
وقال مسؤولون إسرائيليون: إن الغارة استندت إلى "معلومات استخباراتية تشير إلى استخدام كبار إرهابيي حماس للمستشفى لقيادة الهجمات".
وأكدت الصحيفة، أن عودة مقاتلي حركة حماس بقوة إلى وسط وشمال قطاع غزة يكشف فشل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وعدم تحقيقها أي نجاح حتى الآن.
اتصال بايدن ونتنياهو
وأوضحت الصحيفة، أنه بشكل منفصل، تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في أول مكالمة بينهما منذ منتصف فبراير.
ووصف جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، المكالمة بأنها عملية، لكنه قال: إن الرئيس الأمريكي دحض حجج الاحتلال الإسرائيلي التي قدمها نتنياهو فيما يتعلق بإطالة أمد الحرب واجتياح مدينة رفح بريًا.
وكرر سوليفان حجة الولايات المتحدة بأن شن عملية برية كبيرة في رفح سيكون خطأ، قائلاً: "إنها ستؤدي إلى مقتل المزيد من المدنيين الأبرياء، وتفاقم الأزمة الإنسانية الأليمة بالفعل، وتعميق الفوضى في غزة، وزيادة عزلة إسرائيل دولياً".
وأضاف: “لا يمكن لأي خطة عسكرية أن تنجح دون خطة إنسانية متكاملة وخطة سياسية”.
وقال نتنياهو: إن الرجلين، اللذين أصبحت علاقتهما متوترة بشكل متزايد، ناقشا التزام إسرائيل بتحقيق جميع الأهداف التي حددتها للحرب وهي القضاء على حماس، إطلاق سراح جميع الرهائن وضمان أن غزة لن تشكل بعد الآن تهديدًا لإسرائيل.
وأضاف نتنياهو: أن ذلك سيتم مع توفير المساعدات الإنسانية اللازمة التي تساعد على تحقيق تلك الأهداف.
كابوس غزة
وأكدت الصحيفة، أن القتال والدمار في شمال غزة أجبر آلاف الفلسطينيين على البحث عن مأوى في مخيم الشفاء، والعيش في خيام مؤقتة في أراضيه.
وأعرب تيدروس أدهانوم غيبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية، عن قلقه العميق بشأن القتال، الذي قال إنه "يعرض العاملين في مجال الصحة والمرضى والمدنيين للخطر".
وكتب على موقع X: "نحن قلقون للغاية بشأن الوضع في مستشفى الشفاء في شمال غزة، لا ينبغي للمستشفيات أن تكون ساحات قتال أبدًا".
ووصف شهود العيان بداية العملية الإسرائيلية في منطقة الرمال بمدينة غزة، حيث يقع المستشفى، حيث قال محمد علي (32 عاما) وهو أب لطفلين ويعيش على بعد ما يزيد قليلا عن ميل من المستشفى "فجأة بدأنا نسمع أصوات انفجارات وعدة تفجيرات وسرعان ما بدأت الدبابات في التدحرج".
وأضاف: "لقد جاؤوا من الطريق الغربي واتجهوا نحو الشفاء، ثم تزايدت أصوات إطلاق النار والانفجارات".
وتابع: "لا نعرف ما الذي يحدث، لكن يبدو الأمر كما لو كان غزوًا جديدًا لمدينة غزة".
وقالت حماس: إن الجيش الإسرائيلي ارتكب جريمة جديدة باستهداف مباني المستشفى بشكل مباشر دون مراعاة للمرضى أو الطواقم الطبية أو النازحين فيها.