بعد انهيار النظام الصحي.. التواصل الاجتماعي وسيلة أطباء السودان لعلاج المرضى
يستخدم الأطباء مواقع التواصل الاجتماعي لعلاج المرضي
يلجأ الأطباء السودانيون إلى وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى المرضى؛ حيث تكافح المستشفيات والمرافق الصحية من أجل العمل أو إغلاقها بالكامل في أعمال العنف، حيث أنشأ المتطوعون خطوط مساعدة على مدار 24 ساعة على منصات المراسلة بما في ذلك واتس آب، ويعمل بها مئات الأطباء والمتخصصين.
انهيار النظام الصحي
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن منظمة الصحة العالمية، أفادت بأن 16% فقط من مستشفيات العاصمة الخرطوم تعمل بكامل طاقتها، ففي الأسبوع الماضي، قُتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص، بينهم طفل، في غارة جوية خارج مستشفى شرق النيل في شمال الخرطوم، بينما أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن مستشفى الجنينة التعليمي، في غرب دارفور، تعرض للنهب في 28 أبريل، وأبلغ الأطباء في البلاد عن تهديدات بالقتل، وتم الإفراج يوم الاثنين عن متطوعين كانا يعملان على إعادة فتح مستشفى في بحري بعد أن احتجزهما الجيش لعدة أيام.
قال الدكتور خالد الشيخ أحمدانا، المنسق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود في الخرطوم: "إن عدد ضحايا اللاعنف -المرضى الذين لا يستطيعون الوصول إلى المرافق الصحية أو الرعاية الجيدة أو الأدوية- آخذ في الازدياد".
وتابع: "الوضع مريع بالنسبة لمن يعانون من أمراض مزمنة وحديثي الولادة، إنه أمر صعب للغاية بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي الذين يحتاجون إلى غسيل الكلى، والذين يعانون من أمراض القلب والسرطان والناعور وكذلك حديثو الولادة والذين يحتاجون إلى رعاية التوليد وأمراض النساء".
يعمل المسعفون والقابلات المتطوعون للوصول إلى المرضى عبر تطبيق واتس آب، حيث قال الشيخ أحمدان: "إنهم يحاولون ربط النساء بقابلة في المنطقة حتى يتمكنوا من الولادة في منازلهم. لكننا لا نعرف ما إذا كان لديهم إمدادات طبية كاملة لإجراء عمليات ولادة آمنة ونظيفة".
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنه حتى قبل الحرب، كان معدل وفيات الأمهات في السودان مرتفعًا، حيث بلغ عدد الوفيات بين الأمهات 295 لكل 100 ألف ولادة حية، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، كما استجاب الأطباء في السودان وخارجه للأزمة من خلال توفير خطوط مساعدة مجانية على مدار الساعة ومتاحة لأي شخص في البلاد يحتاج إلى مشورة صحية.
خطوط ساخنة
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن جمعية الأطباء السودانيين فتحت في قطر خط مساعدة في غضون يومين من بدء النزاع، وبحسب الجمعية، فإن الخط الساخن يضم 136 طبيباً من أكثر من 36 تخصصاً، وقد قدم استشارات لمئات الأشخاص، حيث تأمل الجمعية في فتح خط ساخن منفصل للصحة العقلية، يديره علماء النفس والأطباء النفسيون.
قال عمير زين، الطبيب النفسي السوداني المقيم في الدوحة، والذي يعمل على خط المساعدة: "الناس يتصلون بكل أنواع المشاكل، من الأمراض الجلدية إلى أمراض النساء، عندما يتصل شخص ما، يتحدث أولاً إلى الطبيب الذي يقوم بإجراء مكالمات الفرز، ثم تتم إحالتهم إلى أخصائي. نحن نتناوب في إجراء نوبات الفرز".
وتابع: "في بعض الأحيان عليك أن تخبر الشخص أنه بحاجة للذهاب إلى المستشفى، نوجهه لفتح مرافق. تقدم جمعية الأطباء السودانيين تحديثات حول المستشفيات المفتوحة، لكن هذا يتغير كثيرًا".
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن نقص الأدوية أو المعلومات حول الصيدليات المفتوحة يمثل تحديًا كبيرًا، حيث قال زين: "كثير من الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية عقلية موجودة مسبقًا يتواصلون ليسألوا عما إذا كان ينبغي عليهم زيادة جرعاتهم أو تغييرها".
وقال زين: إن العديد من الناس كانت تظهر عليهم علامات الصدمة المبكرة، مضيفًا "أقدم لهم النصائح حول تقنيات الاسترخاء وأحاول التحقق من مشاعرهم".