وسط غضب وتضامن.. ما تطورات الحالة الصحية للأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي؟

يعاني الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي من آثار تعذيب وسط موجة غضب وتضامن من الشعب الفلسطينى

وسط غضب وتضامن.. ما تطورات الحالة الصحية للأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي؟
زكريا الزبيدي

أشعل الأسير الفلسطيني زكريا زبيدي، أحد الهاربين من سجن جلبوع، مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أنباء نقله إلى العناية المركزة "بعد تدهور حالته الصحية بسبب التعذيب"، بينما تنفي إسرائيل ذلك، ما ولد مواجهات حادة بين فلسطينيين وإسرائيليين تنذر بالتفاقم.

اعتقال زبيدي

في ١١ سبتمبر الجاري، اعتقلت السلطات الإسرائيلية، 4 سجناء من بين 6 فلسطينيين هربوا من سجن جلبوع شديد التحصين شمال إسرائيل، هما زكريا الزبيدي ومحمد العارضة، في جبل الطور قرب القدس، بعد أن اعتقلت يعقوب قادري ومحمود العارضة الجمعة في مدينة الناصرة شمال إسرائيل.

ويأتي ذلك، بعد إعلان أجهزة الأمن الإسرائيلية هروب ستة أسرى من سجن جلبوع شديد الحراسة، عبر نفق، حيث أكدت "هآرتس" العبرية، أن "عملية فرار يبدو أنها كانت محبوكة جيدا، "فالفحص الأولي أظهر أن الهاربين الستة كانوا في نفس الزنزانة، وأنهم حفروا نفقا بطول عشرات الأمتار".

فيما أكدت حركة الجهاد أن أي مساس بحياة الأسيرين، يعني إعلان الحرب على الشعب الفلسطيني، بحسب بيان الحركة.

زكريا تحت التعذيب

وخلال الساعات الماضية، اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي، وسم "#زكريا_تحت_التعذيب" و"#كلنا_زكريا"، و"#أنقذوا_زكريا_الزبيدي"، الذي تفاعل خلاله عشرات الآلاف للحديث عن الأسير الفلسطيني لدى إسرائيل زكريا زبيدي.

وانتشر الوسم بعد أن نشر جبريل زبيدي، شقيق زكريا، تدوينة عبر صفحته على فيسبوك قال فيها إن شقيقه "نقل إلى مستشفى شعري هتسيدك بعد تعذيب تعرض له على يد المخابرات الإسرائيلية عند التحقيق"، ثم نشر فيديو يقول إنه من داخل المستشفى، داعيا الفلسطينيين في الداخل إلى دعم أخيه والاطمئنان عليه.

وعقب ذلك، طالب نادي الأسير الفلسطيني في بيان "بالكشف عن مصير زبيدي ورفاقه الثلاثة الذين أعيد اعتقالهم"، مناشدة المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بالتحرك العاجل في هذا الاتجاه.

وقال المتحدث الإعلامي باسم نادي الأسير، عبد الله زغاري، إن "عدم ظهور زبيدي بشكل واضح في الفيديوهات المنقولة من المحكمة بعد إعادة اعتقاله ومنع المحامين من لقائه تؤكد مخاوفهم بشأن حقيقة وضعه الصحي".

تضارب إسرائيلي

وخلال ذلك ظهر تضارب إسرائيلي حول الواقعة، حيث نشرت مصلحة السجون الإسرائيلية بيانا "تنفي فيه نقل زبيدي إلى المستشفى"، كما قال مسؤولون في مستشفى "شعري هتسيدك" إن زبيدي لم يأت إليهم.

وفي الوقت نفسه، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن زبيدي نقل إلى مستشفى"رامبار" لتلقي العلاج من إصابات تعرض لها خلال إعادة اعتقاله، ولكن مستشفى "رامبار" نفى أن يكون استقبل زبيدي في أي وقت.

وكشف محاميه أن زبيدي "حضر إلى الجلسة مصابا" وأنه طلب من المحكمة نقل زبيدي للمستشفى لتلقي العلاج.

نفير عام

وبعد انتشار أخبار تدهور حالة زكريا زبيدي، دعت جهات فلسطينية إلى "النفير العام"، وقال رواد وسائل التواصل الاجتماعي إنه يوجد فيديو تسمع فيه دعوة عبر مكبرات الصوت، لكتائب شهداء الأقصى والفصائل، إلى "النفير العام" نصرة لزكريا زبيدي، من جنين التي ينتمي إليها الأسير.

تعذيب زبيدي

ومن ناحيتها، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أن المحامي فيلدمان تمكن ظهر اليوم الأربعاء من زيارة الأسير زكريا الزبيدي بمعتقل "الجلمة"، لافتة إلى تفاصيل جديدة حول حالته.


 
وقالت الهيئة إنه بعد زيارة فيلدمان تبين أن "الأسير الزبيدي تعرض للضرب والتنكيل خلال عملية اعتقاله مع الأسير محمد العارضة، ما أدى إلى إصابته بكسر في الفك وكسرين في الأضلاع"، لافتة إلى أنه "تم نقل الزبيدي إلى أحد المشافي الإسرائيلية وأعطي المسكنات فقط بعد الاعتقال، كما يعاني من كدمات وخدوش في مختلف أنحاء جسده بفعل الضرب والتنكيل".

وحذرت من "مغبة مواصلة عزل الأسرى الأربعة بظروف صعبة، وفي زنازين تفتقر لأدنى مقومات الحياة الآدمية، وبعيدا عن المؤسسات الحقوقية والطواقم القانونية التابعة لها، ومن تعرضهم للتعذيب والمعاملة السيئة والتنكيلية من قبل المحققين والسجانين".

فيما قال فيلدمان، محامي زكريا الزبيدي "إن الأسير لم يشارك في أعمال الحفر، وانضم إلى غرفة الأسرى الستة قبل يوم واحد من خروجهم من النفق، الذي استغرق حفره قرابة العام".

كما نقل المحامي عن الزبيدي قوله: "إنهم وعلى مدار الأيام الأربعة التي تحرروا فيها، لم يطلبوا المساعدة من أحد، حرصا على أهلنا بالداخل المحتل من أي تبعات أو عقوبات إسرائيلية بحقهم، ولم يشربوا الماء طوال فترة تحررهم، وكانوا يأكلون ما يجدون من ثمار في البساتين كالصبر والتين وغيره".