وسط رعب شديد.. هل بات خطر الترحيل يداهم الإخوان في تركيا؟
يعيش عناصر جماعة الإخوان الهاربين إلي تركيا حالة من الرعب خوفا من ترحيلهم
حالة من الانقسام والرعب تعيشها قيادات جماعة الإخوان الهاربة في تركيا، في ظل التهديدات التركية بترحيل القياديين الإخوانيين علاء السماحى ويحيى موسى الهاربين في تركيا والمدرجين على قوائم الإرهاب الأميركية، في أعقاب لقاءات قيادات إخوانية مع المعارضة التركية.
تعهد إخواني بعدم تهديد أمن تركيا
ووقعت قيادات إخوانية هاربة في تركيا، على تعهد باحترام أمن أنقرة وعدم تهديد الأمن القومي التركي، وسط تحذيرات للجماعة الإرهابية من التواصل مع شخصيات سياسية تركية.
لقاء الجماعة مع المعارضة التركية
هذا وكان قد أعلن كرم الله أوغلو رئيس حزب السعادة التركي المعارض، عقد اجتماع مع وفد من قيادات تنظيم الإخوان المتواجدين في تركيا، بالتزامن مع التحركات التركية للتقارب مع مصر، مما يهدد عناصر الجماعة بالطرد أو الترحيل للقاهرة.
وقف برامج الإخوان في تركيا
وكانت قد أصدرت السلطات التركية، تعليمات بوقف برامج جماعة الإخوان الإرهابية على المنصات والفضائيات التي تبث من إسطنبول، وإلزامهم بعدم انتقاد القاهرة، أو تحويلها لفضائيات خاصة للمنوعات والدراما، مهددة بعقوبات قد تصل لإغلاق البث نهائيًا وترحيل المخالفين خارج البلاد.
جبهات جديد لمواجهة التقارب التركي
قال خالد الزعتر المحلل السياسي السعودي: إن محاولات الإخوان للتواصل مع المعارضة التركية، هي بمثابة محاولة انتهاج سياسة "لي الذراع" وفتح جبهات جديدة بالداخل التركي لمواجهة المحاولات التركية للتقارب مع مصر.
تركيا ليس لديها إمكانية التراجع
وأضاف الزعتر، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن تلك المحاولات سيكون مصيرها الفشل، مشيرًا إلى أن النظام التركي لم يتبق لديه إمكانية التراجع عن هذه الخطوات؛ من أجل فك الاختناق السياسي والاقتصادي الذي تعيشه تركيا.
تركيا الملاذ الآمن للإخوان
وتابع المحلل السياسي السعودي، أن جماعة الإخوان الإرهابية تدرك أن خسارة تركيا، تعد بمثابة التضحية بأهم ملاذ آمن لها، خاصة بعدما باتت مرفوضة شعبيًا وسياسيًا، ولذلك تقدم تنازلات على علاقتها مع تركيا ووفائها الكامل لنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
قطيعة شكلية
وأوضح أنه رغم الإجراءات التي اتخذتها تركيا للتقارب مع مصر، مثل وقف برامج القنوات الإخوانية، فهي لا تعني قطيعة كاملة بين النظام التركي والإخوان، لافتا إلى أن الطرفين لا يريدان أن يخسرا بعضهما البعض.
وأشار إلى أن أردوغان ينظر للإخوان بأنه أداة مهمة لاستخدامها كأداة ضغط سياسية مستقبلًا، في الوقت الذي يرى التنظيم الإرهابي أن تركيا هي الملاذ الآمن، الذي لا يمكن الحصول على بديل له.
دلالات بيان الإخوان بشأن تركيا
وأكد الزعتر، أن الوصول إلى القطيعة الكاملة بين الإخوان وتركيا، ليس من الممكن التحقق، موضحًا أن البيان الذي أصدرته جماعة الإخوان، يؤكد على عمق العلاقة بين الطرفين ويكشف حقيقة النظرة الإخوانية لتركيا، التي تحكمها الوفاء الكامل لنظام أردوغان.
الجدير بالذكر أن تركيا أعلنت عن عزمها عقد جولة جديدة من المفاوضات مصر والمملكة العربية السعودية، في محاولة أخيرة لإعادة العلاقات وكسر عزلة أنقرة الإقليمية، والتي نتجت من عدائها لهم.
واختتم أن جماعة الإخوان لم تعد فكرة وتنظيماً كما كانت في فترة سابقة منذ سقوطها في مصر ورفضها شعبياً، مؤكدا بأنها تحولت إلى مجرد شخصيات تفتقد للتنظيم والقبول الشعبي وبالتالي فإن إنفراط عقد العلاقة بين تركيا وجماعة الإخوان وترحيل شخصياتها وقياداتها من تركيا سيكون ضربة قاصمة لجماعة الإخوان التي تحاول لملمة نفسها وإعادة الاعتبار لتنظيمها الذي أصبح في حكم المفكك.