توحي المواقف التركية الأخيرة من تطورات المصالحة مع مصر بتوجه جديد في سياسة أنقرة تجاه القاهرة، مقابل عودة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وكسر حصارها بالشرق الأوسط.

تعد مصر واحدة من أكثر الاقتصادات أهمية بالمنطقة وشريان التجارة الإستراتيجية الرئيسي بالشرق الأوسط، حيث تأتي إشارات التقارب التركية لمصر، بالتزامن مع انهيار الاقتصاد التركي المتهالك جراء السياسات المالية الفاشلة للرئيس رجب طيب أردوغان.

يزور نائب وزير خارجية تركيا سادات أونال، مصر، اليوم الاثنين، في زيارة تعد هي الأولى لمسؤولين أتراك إلى القاهرة منذ عام 2013.

تداعيات الزيارة

تأتي الزيارة كمحاولة جديدة من تركيا للتقارب مع مصر، وكسر الحصار المفروض عليها في ظل توطيد العلاقات المصرية مع قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي، أملا بحلحلة أزماتها المتعددة عبر بوابة القاهرة، والتي تعتبر رمانة الميزان في المنطقة.

أولى الاجتماعات الرسمية

ومن المقرر عقد أولى اجتماعات الوفد التركي، صباح غد الثلاثاء، حول عودة العلاقات الثنائية بين البلدين مع وفد مصري برئاسة نائب وزير الخارجية، بالتزامن مع تنسيق زيارة متتالية لمسؤولين أتراك بارزين من بينهم وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات التركي إلى القاهرة.

الملف الليبي والقضايا العالقة أبرز الملفات المطروحة
ومن أبرز القضايا المطروحة على مائدة الحوار بين الوفدين المصري والتركي، بالإضافة لتناول الرؤية التركية بشأن الملف الليبي، فضلًا عن إقرار مذكرة حول تشكيل لجنة صداقة برلمانية بين البرلمان التركي ونظيريه المصري والليبي.

دعوة لزيارة مسؤولين مصريين تركيا

كما أنه من المرتقب توجيه الوفد التركي الدعوة لمسؤولين مصريين لزيارة تركيا وعقد اجتماعات الدبلوماسية والأمنية، لمناقشة الملفات العالقة بين البلدين ومراجعة ما تم تنفيذه.

الجدير بالذكر أن مستشار الرئيس التركي إبراهيم قالين، كان قد أعلن في وقت سابق، أن وفداً تركياً سيزور القاهرة أوائل مايو / أيار الجاري، وأن المحادثات التي ستجرى بين البلدين والتي من المتوقع أن تساعد بالجهود المبذولة لإنهاء الحرب في ليبيا.

هذا وكانت قد ألزمت السلطات التركية، القنوات التلفزيونية التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، التي تبث من إسطنبول، بالالتزام بميثاق الشرف الصحفي والإعلامي، وتجنب التهجم والتطاول على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والحكومة المصرية، والتخلي عن أسلوب التحريض والإساءة للدولة المصرية ودول الخليج.

كما فرضت السلطات التركية الإقامة الجبرية على قيادات إخوانية وإعلاميين من العاملين بتلك القنوات، وطالبت 30 من القيادات بالتزام الصمت وعدم الإدلاء بتصريحات سياسية مثيرة، مشيرة إلى أن الأيام القادمة قد تشهد تدقيق حسابات بعض القيادات والإعلاميين بالبنوك، وترحيل بعضهم، وتسليم أعداد من المطلوبين من جانب السلطات المصرية لإدانتهم بجرائم في مصر.