دماء في مثلث الموت.. هجوم إرهابي لداعش يفتك بجنود النيجر

دماء في مثلث الموت.. هجوم إرهابي لداعش يفتك بجنود النيجر

دماء في مثلث الموت.. هجوم إرهابي لداعش يفتك بجنود النيجر
هجوم النيجر

يشهد مثلث النيجر، الذي يضم النيجر ونيجيريا وبوركينا فاسو، تصاعدًا مستمرًا في تحركات تنظيم داعش الإرهابي؛ مما يثير مخاوف كبيرة بشأن الاستقرار الإقليمي، والتنظيم، الذي يعتمد على استراتيجية التوسع في المناطق الهشة، استغل الفراغ الأمني الناجم عن الأزمات السياسية والانقلابات العسكرية في المنطقة، خاصة في النيجر التي تعاني من تحديات داخلية منذ الإطاحة بالحكومة المنتخبة في 2023.

وقد توسعت عمليات داعش في منطقة الساحل والصحراء الكبرى بشكل ملحوظ، حيث أصبحت مناطق واسعة خارج سيطرة الحكومات المركزية، مما وفر بيئة مثالية لتحركات التنظيم. 

وفقًا لتقارير أمنية، ينشط التنظيم في الحدود المشتركة بين الدول الثلاث، ويستهدف القرى والمناطق الريفية بشكل رئيسي لتنفيذ هجماته. يعتمد داعش على تكتيكات تشمل الهجمات المباغتة، وزرع العبوات الناسفة، وخطف الرهائن للحصول على الفديات.

تحالف مع حركات وقوى أكبر

التنظيم عزز من تحالفاته مع الجماعات الإرهابية الأخرى مثل "بوكو حرام" في نيجيريا، مما يضاعف من خطورة الوضع.

 تشير التقارير، أن داعش يستفيد من شبكات التهريب غير الشرعية للحصول على التمويل والأسلحة، مستغلاً تجارة المخدرات والأسلحة والهجرة غير الشرعية لتمويل عملياته. 

هذه التحالفات جعلت من التنظيم قوة يصعب احتواؤها، خاصة في ظل غياب التنسيق الفعّال بين الدول المتضررة.

التدخلات العسكرية الإقليمية والدولية لم تفلح حتى الآن في احتواء تصاعد نشاط داعش. قوة "G5 الساحل" الإقليمية، التي تضم النيجر وبوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا، تعاني من نقص في التمويل والتنسيق، مما يحد من فعاليتها. بالمقابل، تستمر الولايات المتحدة وفرنسا في تقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي، إلا أن انسحاب القوات الفرنسية من النيجر في 2024 قد أضعف الجهود الدولية لاحتواء التهديد.

الإرهاب يعود ليضرب مجددًا في النيجر، حيث أسفر هجوم دموي عن مقتل 10 جنود في منطقة تُعرف بـ"مثلث الموت"، وهي معقل لتنظيمي داعش والقاعدة.

وأعلن الجيش النيجري مساء الأربعاء مقتل 10 جنود وإصابة 7 آخرين في "هجوم إرهابي" استهدف قرية بيتيلموله الواقعة غربي البلاد قرب الحدود مع بوركينا فاسو. لكن البيان العسكري لم يتطرق إلى تفاصيل إضافية حول ملابسات الهجوم.

في الوقت نفسه، انتشرت أنباء عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن وقوع هجوم آخر استهدف بلدة شاتومان في المنطقة ذاتها، وأسفر عن سقوط ضحايا. 

إلا إن المجلس العسكري الحاكم نفى هذه التقارير واصفًا إياها بـ"المعلومات غير الدقيقة".

رغم نفي السلطات، تحدثت تقارير إعلامية عن مواجهات عنيفة في إقليم تيرا القريب، مشيرة إلى مقتل نحو 100 جندي نيجري و50 مدنيًا في اشتباكات مع مجموعات إرهابية.

 وفقًا لإذاعة فرنسا الدولية، وقع الهجوم خلال السوق الأسبوعية في بلدة شاتومان، التي عادةً ما تؤمنها قوات الجيش بالنظر إلى استهداف الأسواق من قِبل التنظيمات المسلحة.

وشهد الثلاثاء الماضي اجتياح مسلحين على متن دراجات نارية للقرية، حيث كان عددهم يفوق بكثير عدد الجنود المتمركزين هناك. 

وطوّق المسلحون السوق قبل أن يشنوا هجومًا مكثفًا على قوات الجيش. وبحسب مصادر أمنية وطبية، قُتل ما لا يقل عن 90 جنديًا وأُصيب نحو 50 مدنيًا في الهجوم.

لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الاعتداء حتى الآن، لكن منطقة تيلابيري، الواقعة بالقرب من العاصمة نيامي، تشهد نشاطًا مكثفًا لتنظيم القاعدة و"داعش في الصحراء الكبرى"، ما يجعلها بؤرة ملتهبة للصراع المسلح في المنطقة.