ديلي ميل: شهادات ووقائع تكشف كيف اشترت قطر الدعاية لأجل كأس العالم بثمن باهظ
كشفت صحيفة ديلي ميل عن شهادات شراء قطر الدعاية لأجل كأس العالم
قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن قطر التي ستستقبل 1.5 مليون مشجع لكرة القدم العام المقبل، كانت منهمكة قبل وصولهم في محاولة لتلميع صورتها المهتزة أمام الرأي العام العالمي.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن قطر ستسمح للجماهير برفع أعلام قوس قزح الخاصة بالمثليين في المباريات حتى لو كان ذلك ضد عقائد المجتمع القطري الذي يعنف المثليين، وذلك في إطار ما كشفت عنه الصحيفة بشأن عدد من قصص الشباب المثليين الذين يعانون في حياتهم الاجتماعية في قطر.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن لاعبي كرة القدم الإنجليز تحديدًا، بما يتمتعون به من وعي، قرروا التطرق لكل السلبيات في قطر، والحديث عنها، للتخلص من كل أشكال عدم المساواة، حسبما صرح الكابتن هاري كين.
وأضافت الصحيفة: أنه على الرغم من إصرار المدرب جاريث ساوث جيت، على واجبهم في التحدث علنًا عن القضايا الاجتماعية، فقد التزم اللاعبون الصمت بشكل ملحوظ فيما يخص التمييز بين البشر في قطر.
صفقة ديفيد بيكهام
وقالت "ديلي ميل": إن ديفيد بيكهام هو أحد أبطال إنجلترا السابقين الذين لن يتخذوا موقفا مثل زملائه، وذلك على الرغم من إعلانه ذات مرة أنه تشرف بكونه أيقونة للأشخاص من مثليي الجنس.
وكشفت الصحيفة عن أن السبب هو توقيع اللاعب لصفقة مع قطر هذا العام، يعتقد أنها لا تقل عن 10 ملايين جنيه إسترليني، حتى لا يبتعد عن انتقاد قطر أمام وسائل الإعلام، حسبما أكد مواطنون قطريون للصحيفة.
دولة بلا ديمقراطية
وأشارت الصحيفة إلى أن قطر التي تحظر الأحزاب السياسية، أجرت انتخابات لا قيمة لها لأول مرة في تاريخها الممتد على مدى 50 عامًا، مضيفة أنه سواء أكانت تلك الانتخابات تمثل إصلاحًا حقيقيًا أو أنها مجرد حيلة دعائية لإرضاء العالم الذي يراقب، فإن التصويت فيها لن يفيد القطريين بشيء.
قضية العمال المهاجرين
كما أشارت ديلي ميل إلى الانتقادات التي تواجهها قطر بسبب معاملتها للعمال المهاجرين، الذين مات الكثير منهم في الحر الشديد في بناء الملاعب التي سيخوض فيها رجال ساوث جيت مبارياتهم، بالإضافة إلى تمييز الإمارة الصغيرة الواضح ضد المرأة.
وبحسب ديلي ميل، أشار ساوثجيت إلى أن لاعبيه قد يعالجون قضايا حقوق الإنسان بعد التأهل، لكن نشطاء يعتقدون أنه كان عليهم فعل ذلك قبل اللعب على أرض قطر.
وقال في الشهر الماضي: "أعتقد أن لاعبينا سيرغبون، في الوقت المناسب، في معرفة المزيد"، "لكن من المهم أيضًا ألا نضع في منتصف شيء لمصلحة الناس لمحاولة فضحنا أو إحراجنا".
وقالت ديلي ميل: إن نشطاء انتقدوا حملة لتقصي الحقائق إلى قطر في أغسطس، التي أرسلتها الهيئة الحاكمة لكرة القدم الأوروبية، بما في ذلك رئيس الاتحاد الإنجليزي مارك بولينجهام، لفشلهم في التحاور مع "منظمات حقوقية مهمة" حول جرائم قطر التي صاحبت بناء الملاعب والحصول على استضافة المونديال.
ضحايا العنف الجنسي في قطر
كما نوهت الصحيفة البريطانية إلى عوار آخر في القوانين القطرية، الذي يحمل الذنب للنساء المغتصبات، مضيفة أن ضحايا العنف الجنسي من النساء ممن "يمكن أن يصبحن المتهمات بسهولة" في قطر بسبب نظرة الحكومة المتطرفة للشريعة الإسلامية، وهو ما يحذر منه نشطاء.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الأمور واحدة من بين جميع أشكال الإجحاف والظلم التي تواجهها المرأة في قطر.
ويقول نشطاء: إن ضحايا العنف الجنسي "يمكن أن يصبحوا المتهمين بسهولة" في الدولة الخليجية الاستبدادية، بسبب تفسير الحكومة المتطرف للشريعة الإسلامية.
وبحسب الصحيفة، ظهرت العديد من الحالات لرجال زعموا أنهم أنهوا قصص العنف الجنسي بالتراضي؛ ما جعل المتهم يواجه فقط تهماً بممارسة الجنس خارج إطار الزواج، لتصبح عقوبته الوحيدة هي جريمة "الزنا"، وعادة ما تكون السجن لمدة عام، وإذا كانت المرأة مسلمة غير متزوجة، فإنها تصل إلى 100 جلدة فقط.
وفي تصريحات لصحيفة "ميل أون صنداي"، أعربت روثنا بيجوم، باحثة في مجال حقوق المرأة في هيومان رايتس ووتش، عن مخاوفها من أن قوانين الزنا، مؤكدة أنها قد تطال ضيوف كأس العالم العام المقبل.
وقالت الباحثة الحقوقية: "قلقنا هو أن قطر ستشهد حتما زيادة في حالات العنف الجنسي خلال كأس العالم، وخطر أن تصبح النساء، وربما مشجعات كرة القدم من دول أخرى، ضحيتين مزدوجتين".
ولفتت إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، لا يوجد دعم لضحايا العنف الجنسي.. وهو أمر مقلق للغاية.
معاقبة النساء في قطر
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي بدأت فيه قطر الضغط من أجل الحصول على كأس العالم، توقفت القصص عن النساء اللائي يُعاقبن بموجب قوانين الزنا عن الظهور في الصحف التي تديرها الدولة.
ومنذ ذلك الحين، سعت قطر إلى إخفاء أي شيء قد يقدم صورة سلبية.
وأضافت أنه في مارس/آذار، سلط تقرير لـ"هيومن رايتس ووتش" الضوء على التمييز من خلال نظام ولاية الرجل، الذي يتطلب منهم الحصول على موافقة الذكور على الزواج أو الدراسة أو السفر. وتقول إن المرأة القطرية تواجه "تمييزا عميقا في جميع مناحي حياتها تقريبا". الأمثلة كثيرة.
شكوى بريطانية
ولجأت امرأة بريطانية هجرها زوجها القطري، إلى وزارة الخارجية، تشكو من أنها غير قادرة على العودة إلى المملكة المتحدة مع أطفالها لأنه يرفض إعطاء إذنه.
وقالت المرأة التي تعيش في الدوحة: المجتمع والقانون في صفه -تقصد زوجها- إنه دائمًا ما يحابي الرجل، لكنه كان يسيء إلينا أثناء زواجنا ويضربني بسبب بعض الإهانات المتصورة. لم يرني الأطفال منذ سنوات، ومع ذلك لا يزال يعتدي علي.
وأضافت: "أنا محاصرة هنا. حاولت الحصول على الطلاق ولكن تم رفضه. إذا ذهبت إلى المطار مع أطفالي، فسيتم اعتقالي".
هروب فتاة قطرية
وأضافت الصحيفة: أنه في عام 2019، هربت نوف المعاضيد، البالغة من العمر آنذاك 21 عامًا، من قطر بعد سنوات من العنف الأسري. وقالت إنها "سُمح لها فقط بالذهاب إلى المدرسة والعودة. أي شيء آخر، مع الاعتداء عليها بالضرب.
وأكدت الصحيفة أنه لا يمكن للنساء غير المتزوجات دون سن 25 عامًا السفر إلى الخارج دون إذن ولي الأمر الذكر، لكن معضيد أخذت هاتف والدها واستخدمته للحصول على تصريح الخروج، ثم قفزت من نافذة غرفة نومها لتذهب إلى المطار. وسافرت إلى أوكرانيا ثم إلى المملكة المتحدة، حيث طلبت اللجوء.
تمييز في الرعاية الصحية
وأكدت ديلي ميل أن النساء تواجه التمييز أيضا عند محاولتهن الحصول على الرعاية الصحية. زعمت إحدى النساء أن مستشفى النساء الحكومي في الدوحة عرض ملصقًا نصح النساء أنهن إذا كن غير متزوجات ويحتجن إلى رؤية طبيب نسائي، فأنت بحاجة إلى إذن والدك. إذا كنت متزوجًا، عليك إبراز شهادة زواج وبطاقة هوية زوجك.
فيما تحدث أحد الأطباء دون الكشف عن هويته، وقال للباحثين إنه إذا كانت المرأة "حامل، أو تأتي للإجهاض أو شيء متعلق بالحمل، فإننا نحتاج عادة إلى تأكيد أنها متزوجة، ولحصولها على شهادة بأنها متزوجة أو مطلقة".
كما يتم توفير رعاية الطوارئ -عندما تكون امرأة غير متزوجة في حالة مخاض، على سبيل المثال- ولكن المستشفيات قد تبلغ الشرطة عن المرأة.
واقعة المطار
وأضافت أنه في إحدى الحالات الصادمة العام الماضي، خضعت مسافرات في الخطوط الجوية -بما في ذلك 13 أسترالية- لفحوصات مهبلية "مروعة" من قبل المسؤولين القطريين، في محاولة للعثور على امرأة تخلت عن مولودها الجديد في مطار الدوحة.
وفي الوقت نفسه، فإن كرة القدم النسائية، على الرغم من وجودها، لا تتقدم أبدا. في حين تم تشكيل فريق قطري وطني للسيدات مع بعض الضجة والبروباجندا في عام 2010، مضيفة أنه من الغريب أن ذلك الاعلان كان قبل شهرين فقط من فوز البلد بحقوق استضافة كأس العالم 2022.