خلال مشاركتها بقمة العشرين.. السعودية تعلن عن ممرات عابرة للقارات
أعلنت السعودية عن ممرات عابرة للقارات
شاركت السعودية بقمة مجموعة العشرين في نيودلهي تحت شعار "أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد"، لتحقق إنجازات مثمرة على مستوى القمة، ومشاركة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز في رئاسة وفد السعودية إلى قمة العشرين يمثل أكثر من 85 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وأكثر من ثلاثة أرباع التجارة العالمية، وما يقرب من ثلثي سكان العالم.
ووسط التحديات التي تواجه جدول أعمال القمة نظير الانقسام غير المسبوق الذي يمر به العالم ودول المجموعة، لعوامل عدة، آخرها الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا، والتوترات السياسية التي حدثت، في الآونة الأخيرة، بعدد من البلدان الإفريقية، تقود السعودية العالم نحو اقتصاد مثمر.
ممرات اقتصادية هامة
وخلال القمة أعلن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، توقيع مذكرة تفاهم لمشروع اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وأضاف على هامش كلمته بـ"قمة العشرين" في نيودلهي، أن المشروع الاقتصادي سيسهم بتطوير البنى التحتية التي تشمل سككاً حديدية، وسيربط موانئ الشرق الأوسط وأوروبا والهند.
حيث قال ولي العهد السعودي: إن الممر الاقتصادي سيوفر فرص عمل طويلة الأمد، موضحا: "الممر الاقتصادي سيزيد التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا".
تأمين الطاقة للعالم
والممر الاقتصادي الذي أعلن عنه الأمير محمد بن سلمان هو إسهام في ضمان أمن الطاقة العالمي، والعمل على مد خطوط أنابيب لتصدير الكهرباء والهيدروجين، حيث يزيد التبادل التجاري بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وقد وقعت حكومتا السعودة وأميركا يوم أمس 8 سبتمبر 2023 مذكرة تفاهم بين البلدين.
وقال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن مذكرة التفاهم التي وقعت خلال قمة العشرين والتي تهدف إلى تأسيس ممرات عبور خضراء عابرة للقارات، هي جزء من مشروع السعودية 2030، الذي يهدف إلى بيئة خضراء وأيضاً الاستفادة من موقع المملكة الجغرافي الإستراتيجي، الذي يربط قارتي آسيا بأوروبا.
وأضاف غباشي، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن الممرات تهدف إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب وكذلك إنشاء خطوط للسكك الحديدية.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، طارق فهمي، أن مشروع الممرات السعودية يعتبر طريق الحرير الجديد الذي يهدف إلى ربط العالم ببعضه لتوفير الطاقة وزيادة الاستثمار، وأيضًا لفتح أفق جديدة للمملكة في ظل الانتهاء من استخدام الوقود الأحفوري وتبديله بوقود نظيف للبيئة.
وأشار فهمي، في تصريحات خاصة، أن المشروع يهدف إلى تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع من خلال ربط السكك الحديدية والموانئ، لتكون الممرات عبارة عن محور جديد للبيئة الخضراء للعالم.