الكل يموت في السودان.. موظفو الإغاثة يتعرضون للاستهداف والقتل

الكل يموت في السودان.. موظفو الإغاثة يتعرضون للاستهداف والقتل

الكل يموت في السودان.. موظفو الإغاثة يتعرضون للاستهداف والقتل
صورة أرشيفية

تشهد مدينة الفاشر تصاعدًا حادًا في العنف وسط معارك ضارية بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. في ظل هذه الظروف، أطلقت منظمات الإغاثة الدولية تحذيرات قوية حول المخاطر التي يواجهها المدنيون وعمال الإغاثة في السودان. هذا التقرير يلقي الضوء على تطورات الوضع في الفاشر والتحذيرات الدولية المستمرة.

*تحذيرات منظمات الإغاثة*

في ظل استمرار الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ إزاء تأثير العنف على المدنيين وعمال الإغاثة. 

وأوضح المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن المدنيين والعاملين في المجال الصحي والإنساني يعانون بشكل كبير ويفقدون حياتهم وسط هذه الأعمال العنيفة. وطالب غيبريسوس بحماية المدنيين والعاملين في المجال الصحي وتقديم المساعدات الإنسانية لهم.

في سياق متصل، استدعت وزارة الخارجية السودانية مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية بالإنابة، هلا خضر، بعد استخدام أحد قيادات قوات الدعم السريع الزي الرسمي للمنظمة. طالبت الوزارة بتوضيح ملابسات هذا الحادث وإصدار إدانة واضحة لاستغلال شعار المنظمة لارتكاب جرائم. وأشارت الوزارة إلى أن صمت المنظمة حيال هذه الحادثة يثير الشكوك حول موقفها من انتهاكات قوات الدعم السريع.

*مناشدات دولية لحماية المدنيين*

دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأطراف المتحاربة في الفاشر بولاية شمال دارفور إلى حماية المدنيين. وأكدت اللجنة عبر منصة إكس، أن مدينة الفاشر تضم مئات الآلاف من السكان، ويجب على الأطراف المتقاتلة تجنب استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان. في حين حذرت كليمنتاين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، من الوضع الإنساني "المروع" الذي يواجهه سكان مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها نتيجة القتال المستمر.

*الوضع الميداني في الفاشر*

تشهد مدينة الفاشر منذ عدة أيام معارك شرسة بين الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه من جهة، وقوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة على المدينة من جهة أخرى. وقد تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على أربع ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور، بينما لا يزال الجيش السوداني يحتفظ بسيطرته على الفاشر.

أعادت هذه المواجهات في الفاشر إلى الأذهان ذكريات الحرب الأهلية التي عانى منها إقليم دارفور قبل عقدين، والتي خلفت آلاف القتلى ومجازر كبرى بين القبائل العربية والإفريقية. وتعد الفاشر الآن مسرحاً لمعارك عنيفة قد تؤدي إلى تجدد الصراعات القديمة وتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.

*بين نارين*

وفي تعليقه على الوضع الراهن، أشار المحلل السياسي السوداني، عادل حمد، إلى أن "الصراع الحالي في الفاشر يعكس تعقيدات الوضع السياسي والأمني في السودان بشكل عام، وهو ما يزيد من معاناة السكان المدنيين الذين يعيشون بين نارين".

وأضاف حمد في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن هناك حاجة ملحة لتدخل دولي فعال يضمن وقف إطلاق النار وتقديم الدعم الإنساني للسكان المتضررين، ولكن يبدو أن الأطراف المتحاربة تستغل الوضع لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية دون اعتبار للتداعيات الإنسانية الكارثية.

وأوضح المحلل السياسي السوداني، أن الحل الأمثل للوضع يجب أن يكون عبر حوار سياسي شامل يضم كافة الأطراف، بما في ذلك المجتمع المدني والمنظمات الدولية، دون ذلك، ستظل الفاشر ومعها السودان بأسره، رهينة للصراعات المسلحة التي لا تسعى إلا لتحقيق مصالحها الضيقة.

واختتم حديثه، تستمر معاناة المدنيين في الفاشر في ظل غياب أي بادرة لوقف القتال بين القوات المتصارعة، تزداد الأوضاع سوءاً مع تصاعد العنف، وسط تحذيرات دولية ومناشدات لحماية المدنيين وعمال الإغاثة، تبقى الأوضاع في الفاشر شاهداً على معاناة طويلة الأمد وتحديًا كبيرًا أمام المجتمع الدولي لتحقيق السلام والاستقرار في السودان، في ظل هذه الظروف، يبقى الأمل معقوداً على تحرك دولي جاد وفعال لتحقيق وقف إطلاق النار وتقديم المساعدة الإنسانية للسكان المتضررين.