توغل الدبابات الإسرائيلية في رفح.. تداعيات وغضب دولي
توغل الدبابات الإسرائيلية في رفح.. تداعيات وغضب دولي
يشهد قطاع غزة تصعيدًا غير مسبوق في التوترات العسكرية، حيث وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى وسط مدينة رفح في جنوب القطاع، مما أثار موجة من الذعر والغضب بين السكان المدنيين وأدى إلى استنكار دولي واسع، فهل يزيد الاجتياح الإسرائيلي الأزمة مع المجتمع الدولي بشكل عام ومع مصر بشكل خاص، وما التداعيات الانسانية الناجمة عن هذا التوغل.
*الوصول إلى وسط رفح*
بعد مرور ثلاثة أسابيع من بدء العملية البرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة، وصلت الدبابات الإسرائيلية إلى وسط مدينة رفح.
قد أفاد شهود عيان لوكالة "العرب مباشر"، أنهم شاهدوا الدبابات قرب مسجد العودة، أحد المعالم الرئيسية في المدينة. بينما أكد الجيش الإسرائيلي استمرار عملياته العسكرية في المنطقة دون أن يقدم تفاصيل حول تقدمه إلى وسط المدينة.
القوات الإسرائيلية أطلقت نيراناً كثيفة في محيط مسجد العودة وسط رفح، وأوضحت "وكالة الأنباء الفلسطينية" أن عدد القتلى نتيجة القصف الإسرائيلي في رفح ارتفع إلى عشرة أشخاص بعد مقتل ثلاثة آخرين في استهداف منطقة الإسكان الأبيض غرب المدينة.
وأضافت الوكالة، أن المدفعية والطائرات المُسيرة الإسرائيلية استهدفت حي تل السلطان غرب رفح، حيث تم قصف الطابق العلوي من المستشفى الإندونيسي في الحي.
*تداعيات على القطاع الصحي*
أعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل أكثر من 36096 فلسطينيًا وإصابة 81136 آخرين منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر.
وأكدت الوزارة خروج أربعة مستشفيات وعيادتين من الخدمة جراء "العدوان الإسرائيلي" على محافظة رفح، مشيرة إلى أن هذا العدوان أدى إلى خروج مستشفى أبو يوسف النجار، وعيادة أبو الوليد المركزية، ومستشفى رفح الميداني 2، ومستشفى الكويت التخصصي من الخدمة.
كما تعرض المستشفى الميداني الإندونيسي وعيادة تل السلطان للقصف؛ مما أدى إلى خروجهما عن الخدمة، وبقاء مستشفى تل السلطان للولادة هو المستشفى الوحيد الذي يصارع من أجل تقديم الخدمات للمرضى في رفح.
*ليلة من القصف العنيف*
شهدت رفح ليلة من القصف العنيف بالطائرات والدبابات، وصفها الشهود بأنها "أسوأ ليالي القصف"، وأفاد الشهود بأن القصف الإسرائيلي الليلة الماضية أودى بحياة 45 فلسطينيًا على الأقل، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وذلك في مخيم للنازحين.
كما أسفر القصف عن مقتل 26 فلسطينيًا آخرين منذ تلك الضربة، وتقدمت الدبابات الإسرائيلية نحو الأحياء الغربية واتخذت مواقع على قمة تل زعرب، حيث وقعت معارك بالأسلحة النارية بين القوات الإسرائيلية ومقاتلين بقيادة "حماس".
أفاد شهود عيان في رفح، بأن الجيش الإسرائيلي استدعى مركبات مدرعة تعمل عن بعد، دون وجود أفراد بداخلها أو حولها.
ومنذ بدء التوغل الإسرائيلي بالسيطرة على معبر رفح الحدودي مع مصر، تجوب الدبابات أطراف رفح، دون أن تدخل المدينة بشكل كامل بعد.
*ردود الفعل الدولية*
أثار القصف العنيف الذي استهدف مخيم النازحين واستمرار الهجمات الإسرائيلية على رفح استنكارًا دوليًا واسعًا، دعا زعماء من مختلف أنحاء العالم إلى تنفيذ أمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم الإسرائيلي. ومع ذلك، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية بحجة أن الحكم الدولي يمنحها مساحة للاستمرار في العمليات.
وأفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بأن نحو مليون شخص فروا من الهجوم الإسرائيلي على رفح منذ أوائل مايو.
من جانبهم يرى مراقبون، أن رغم صدور حكم من محكمة العدل الدولية بوقف الهجمات، تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة، بشكل يزيد من تعقيد الوضع الإنساني هناك، في ظل هذا التدهور المستمر، ويبقى الأمل معقودًا على جهود المجتمع الدولي لوقف العنف وتقديم الدعم الإنساني للمتضررين.