بالأرقام.. جرائم الحوثيين لا تتوقف بحق شعب اليمن وأطفاله
تواصل ميلشيا الحوثي الإرهابية ارتكاب جرائمها ضد الشعب اليمني
لم تكن انتهاكات ميليشيا الحوثي مجرد حوادث عابرة أو جرائم حرب معتادة، وإنما تجاوزت ذلك إلى منهجية وفكر متأصل لدى الجماعة الإرهابية، واستخدام واضح لسياسة الأرض المحروقة في اليمن وما جاورها من بلدان، وذلك كله بدفع وتحريك من النظام الإيراني الذي أعمته أطماعه عن واقعه الداخلي، وبات يلاحق المنطقة بميليشيات إرهابية على غرار الحوثي وحزب الله.
ولطالما كشفت التقارير الحقوقية عن جرائم الحوثيين في اليمن، ومن أبرزها تقرير أصدره "التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان"، والذي وثق بعضًا من انتهاكات ميليشيا الحوثي في محافظة مأرب منذ نهاية 2014 وحتى منتصف2021.
ورصد التقرير 2287 حالة انتهاك، وكشف عن انتهاكات فظيعة مارستها ميليشيا الحوثي بمختلف أنواع الأسلحة على المدينة التي نزح إليها أكثر من مليونَيْ يمني.
انتهاكات متنوعة
وأوضح مطهر البذيخي، في بيان التحالف الحقوقي آنذاك، طبيعة الجرائم التي ارتكبها الحوثيون، بما فيها مخلّفات حرب الحوثيين على مأرب من ديسمبر 2014م وحتى يونيو من 2021م.
وقال البذيجي، خلال لقاء ببرنامج "المساء اليمني" على قناة "بلقيس"، إن "التقرير ركّز على قضيتين أساسيتين: الأولى هي القصف على الأحياء السكنية ومخيمات النازحين بالصواريخ والمدافع والطيران المسيّر، كما أن القضية الثانية هي زراعة الألغام والمتفجرات من قِبل ميليشيا الحوثي".
ضحايا قصف الأحياء السكنية
وحول طبيعة الانتهاكات الواردة في التقرير، قال البذيجي: إن "القصف العشوائي من قِبل الحوثيين على الأحياء السكنية ومخيمات النازحين في مأرب أدى إلى مقتل وإصابة 2032، سقط منهم 767 قتيلا جراء القصف والألغام".
وأشار إلى أن "معظم الضحايا الذين سقطوا جراء هجمات الحوثيين على مأرب هم من الأطفال والنساء".
جرائم لا تتوقف
واستمرت جريمة قصف الحوثيين في قصف المدنيين في مأرب، حيث قال رئيس منظمة "سام" للحقوق والحريات، توفيق الحميدي: "إن الملاحظ هو تكرار هذه الجريمة بصورة مستمرة دون أي اعتبار لمواقف المجتمع الدولي أو القوانين الدولية".
وأكد الحميدي على أن "استمرار جماعة الحوثي في هذه الجرائم هو نتيجة لإدراكها بأن المجتمع الدولي لن تتجاوز مواقفه أكثر من بيانات التنديد، كما أنها تدرك عدم قدرة الشرعية على التعامل بصورة جدية وضاغطة على المجتمع الدولي لوقف هذه الهجمات".
وأشار الحميدي إلى أن الحوثيين "أطلقوا أكثر من 800 قذيفة صاروخية مختلفة على مدينة مأرب، سقط على إثرها المئات من المدنيين خصوصًا الأطفال والنساء".
واتهم الحميدي الأمم المتحدة بأنها "هي من يوفّر الغطاء السياسي لجماعة الحوثي، كونها تتعامل معه كقوة موجودة على الأرض".
مقتل 2000 طفل جندهم الحوثيون
وكانت أكبر جرائم الحوثي تتعلق بالأطفال، سواء من جندتهم وزجت بهم للهلاك أو من قتلتهم في قصفها على المدن اليمنية، وشردتهم وأضاعت مستقبلهم.
ويكشف مروان نعمان، نائب المفوض الدائم لدى الأمم المتحدة، أنه تم توثيق مقتل أكثر من ٢٠٠٠ طفل ممن جندهم الحوثي.
وفي اجتماع رفيع المستوى معني بحماية الأطفال في النزاع المسلح خلال جائحة كورونا، الذي عقد برعاية الاتحاد الأوروبي وبلجيكا والنيجر على هامش الدورة الـ 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال نعمان في كلمته: "أوضح أنّ الهجوم الأخير على مدينة مأرب أنه أدى إلى مقتل قرابة 2000 طفل، جندتهم ميليشيا الحوثي الانقلابية في صفوفها"، وفق ما نقلت وكالة سبأ الرسمية.
تجنيد 35 ألف طفل للحرب
وأشار المسؤول الأمني إلى أن ميليشيا الحوثي جندت أكثر من 35 ألف طفل منذ عام 2014، منهم 17% دون سن 11 عاماً، بينما يقاتل 6729 طفلاً بنشاط في جبهات الحوثيين.
وأضاف نعمان أن ميليشيات الحوثي الطائفية لا ترى في اليمنيين، بمن فيهم الأطفال، سوى وقود لحربها، لافتاً إلى خطورة استخدام ميليشيات الحوثي الإرهابية للمدارس والمساجد والمخيمات الصيفية في غسل أدمغة ما لا يقل عن 60 ألف طفل، وتدريبهم وإرسالهم إلى الجبهات.
قناصة الحوثي تحصد أرواح الأطفال
كما كشف عن أنّ قناصة ميليشيات الحوثي تحصد أرواح الأطفال يومياً بطريقة بشعة في مدينة "تعز" التي تعاني حصاراً خانقاً من قبل الحوثيين منذ 7 أعوام.
وفي تلك الدورة للأمم المتحدة، شدد نعمان على أهمية تحرك المجتمع الدولي الفوري لوقف جرائم الحوثيين الشنيعة بحق الأطفال والشعب اليمني، حيث ما تزال ميليشيات الحوثي تشكل خطراً كبيراً على الأطفال وتواصل القتل والتشويه والاختطاف والانتهاك الجنسي وتجنيد الأطفال في حربها العبثية ضد الشعب اليمني.