انتخابات كبرى تشهدها العراق، حدث انتخابي يغيب عن البلاد منذ ما يقرب من سنوات، الانتخابات لمجالس المحافظات أو ما يعرف بالانتخابات المحلية في العراق كانت شهدت تواجدا لآخر مرة منذ إبريل 2013. 

وقد تأجلت الانتخابات منذ 2018 إلى الآن، وذلك إثر التظاهرات الشعبية في بغداد التي طالبت بحل المجالس بعد الاتهامات بالفساد، وفي 28 أكتوبر 2019 صوت مجلس النواب على إلغاء مجالس المحافظات غير المنتظمة. 

السوداني والتعهد بإعادة عمل المجالس 

بداية من تولي محمد شياع السوداني رئاسة وزراء العراق، تعهد بإعادة عمل مجالس المحافظات، وفقاً لورقة الاتفاق بين القوى السياسية التي تشكلت على إثرها الحكومة، وصوت وقتها البرلمان على موعد إجراء انتخابات جديدة.

حيث بحسب الدستور العراقي، تتمتع مجالس المحافظات بصلاحيات واسعة إدارية ومالية، وهي لا تخضع لسيطرة أو إشراف أي وزارة أو أي جهة غير مرتبطة بوزارة، وتعد بمثابة السلطة التشريعية والرقابية في كل محافظة، من خلال انتخاب المحافظ ونائبيه، واختيار رئيس لمجلس المحافظة.

والمجالس لها الحق في إقالة المحافظين ورؤساء الدوائر، وإعداد الموازنة الخاصة بالمجلس والمصادقة على مشروع الموازنة الخاصة المحالة من المحافظ، إلى جانب الكثير من الصلاحيات الأخرى، بما يمكنها من إدارة شؤونها وفق مبدأ اللامركزية الإدارية، دون أن يتعارض ذلك مع الدستور والقوانين الاتحادية.

بَدْء التصويت بشكل سَلِسل 

وقد فتحت مراكز الاقتراع الخاصة بانتخابات مجالس المحافظات في مختلف المدن العراقية، وقد بدأت القوات الأمنية بالإقبال على مراكز الاقتراع للمشاركة في الانتخابات المحلية ضمن التصويت الخاص،  حيث في أربيل، فتحت مراكز الاقتراع أبوابها لاستقبال الناخبين من النازحين المشمولين بالتصويت الخاص، حيث لم يتم تسجيل أي خرق أمني في عملية التصويت حتى الآن .

ذلك على الرغم من عدم تواجد التيار الصدري بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر، خاصة بعد إعلانه الانسحاب من الحياة السياسية، ودعا أنصاره إلى مقاطعة الانتخابات.

في ظل ذلك يقول المحلل السياسي العراقي عبد الكريم الوزان: إن موقف الصدر من الانتخابات ألقى بظلاله على الشارع العراقي، ما دفع الكثير من أتباعه إلى إقناع الناس بعدم المشاركة، متبعين أحياناً مع البعض أساليب لإجبارهم على مقاطعة الانتخابات، ما أسفر عن عرقلة الدعاية في بعض المحافظات، ولكن ما يحدث حتى الآن هو تواجد الانتخابات بسلاسة وهدوء وهو ما يحسب لرئيس الحكومة محمد شياع السوداني. 

وأضاف الوزان في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن نسبة المشاركة في التصويت الخاص بلغت حتى الآن 38%، وهي نسبة ضعيفة ومن المتوقع أن تزيد بنسب أقل بكثير، وهناك دعم حكومي لنجاح الانتخابات المحلية ولكن هناك أيضاً ما يشغل المواطن العراقي وهناك تيارات قامت بدعوات المقاطعة، والأهم هو حتى الآن سلاسة العملية الانتخابية التي لم تشهد عنفاً.