رفح تشعل الخلافات الأمريكية الإسرائيلية من جديد.. ماذا يحدث في الكواليس؟
رفح تشعل الخلافات الأمريكية الإسرائيلية من جديد
مع اقتراب نهاية رحلته السريعة إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، أنهى وزير الخارجية أنتوني بلينكن اجتماعاته مع الرئيس الإسرائيلي وأقارب الرهائن الأمريكيين الذين تحتجزهم حماس، وغادر فندقه المطل على الشاطئ في تل أبيب وصافح المتظاهرين المتجمعين في الخارج، وطمأنهم بأن هناك صفقة جديدة بشأن الرهائن مقابل وقف إطلاق النار على الطاولة، والتي يجب على حماس قبولها، ولكن يبدو أن الانقسامات والخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل تتفاقم بقوة.
انقسامات كبرى
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن إظهار التعاطف العلني مع المتظاهرين المحبطين هو أمر تجنبه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ بدء الحرب في أكتوبر، ومؤخرًا، ركز تعليقاته العلنية الأخيرة على هجوم بري وشيك - غزو مدينة رفح في جنوب غزة "مع أو بدون" اتفاق لوقف إطلاق النار، كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريحات سابقة له.
وتابعت، أنه على الرغم من أنها لم تكن المرة الأولى التي وعد فيها نتنياهو بغزو آخر معقل لحماس في غزة، إلا أن المسؤولين الأمريكيين فوجئوا بتوقيت التعليق، فالتهديد بشن هجوم على رفح يمكن أن يضغط على حماس لقبول الصفقة، ولكن فقط إذا اعتقد قادة حماس أن إطلاق سراح الرهائن مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين ووقف القتال لمدة ستة أسابيع يمكن أن يؤدي في النهاية إلى وقف دائم لإطلاق النار وتجنب معركة دامية في رفح، بخلاف ذلك لا يمكن الضغط على حماس لقبول صفقة الرهائن.
وأضافت، أنه بعد ما يقرب من سبعة أشهر من الحرب، تبدو الأهداف المعلنة والجهود الدبلوماسية للولايات المتحدة وإسرائيل متباعدة أكثر من أي وقت مضى – وهي فجوة تستمر في الاتساع في ظل الضرورات السياسية الداخلية للرئيس بايدن والسيد نتنياهو.
كواليس الأزمة
وأشارت الصحيفة، إلى أن الرئيس الأمريكي جو بادين وكبار مساعديه يتصورن طريقًا يتضمن قيام حماس بإطلاق سراح حوالي ثلاثين رهينة في غضون أسابيع، وقيام الجانبين بتفعيل وقف مؤقت لإطلاق النار يؤدي إلى إطلاق سراح دائم والمزيد من الرهائن، والدول العربية البارزة بما في ذلك المملكة العربية السعودية، وافقت على المشاركة في جهود إعادة الإعمار والأمن، وكذلك في تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.
وقد أبدى المسؤولون الإسرائيليون بعض المرونة مؤخرًا فيما يتعلق بشروط اتفاق وقف إطلاق النار، قائلين: إنهم سيخفضون عدد الرهائن الذين يتعين على حماس إطلاق سراحهم في الجولة الأولية إلى 33 بدلاً من 40.
ومع ذلك، حتى مع استسلام إسرائيل بشأن هذه النقاط، رفض نتنياهو فكرة وقف دائم لإطلاق النار وضاعف من تعهده العلني بالقضاء على حماس والعديد من المقاتلين الذين يقول إنهم ما زالوا في رفح - على الرغم من الاعتقاد السائد بين المسؤولين الأمريكيين. أن هدفه لا يمكن تحقيقه.
ويعارض المسؤولون الأمريكيون غزو رفح، ويقولون: إن إسرائيل يجب أن تنفذ عمليات محددة ضد قادة حماس، وليس هجومًا كبيرًا.
وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إنه عندما التقى بلينكن مع نتنياهو في تل أبيب يوم الأربعاء، كرر "الموقف الواضح" للولايات المتحدة بشأن رفح.
وأردفت الصحيفة الأمريكية، أن الضغوط التي تتعرض لها إدارة بايدن واضحة أيضًا، فمن المرجح أن يتفكك ائتلاف التصويت الليبرالي الذي ينتمي إليه بايدن مع تزايد المعارضة لدعمه الثابت لإسرائيل في الحرب، ما يعرض للخطر فرصه في هزيمة دونالد ترامب، المنافس الجمهوري، في نوفمبر المقبل، وقد أدى احتجاج الطلاب على سياسة السيد بايدن في حرم الجامعات الأمريكية وحملات القمع التي قامت بها الشرطة إلى تسليط الضوء على هذه القضية.
وتجد الولايات المتحدة نفسها تتصدى لانتقادات الشركاء والحكومات العربية في جميع أنحاء آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتحمي إسرائيل من القرارات المؤيدة للفلسطينيين في الأمم المتحدة، وسط اتهامات لواشنطن بالنفاق، من الواضح أن دعم بايدن لإسرائيل سيجعل من الصعب عليه كسب الدعم للسياسات الأمريكية التي تهدف إلى مواجهة روسيا والصين، وخاصة في دول الجنوب العالمي.