هزائم متتالية.. انقسامات وصراعات داخل تنظيم الإخوان.. هل هي النهاية؟
تتواصل الانقسامات والصراعات داخل تنظيم الإخوان
حالة من التخبط يعيشها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث يعاني التنظيم من انقسامات وصراعات ضخمة من شأنها أن تضع كلمة النهاية في قصة التنظيم الإرهابي، ويبدو أن حالة الانقسام التي سعت إليها الجماعة في مختلف البلاد العربية لم تتحقق سوى داخل صفوفها ليدخل التنظيم الإرهابي في نفق مظلم بغير أمل في الرجوع.
انقسام الداخلي
قرر مجلس الشورى في التنظيم خلال هذه الفترة، فصل إخوان الخارج عن الداخل، بسبب ما يعانيه التنظيم من انقسامات حادة وصراعات من خلال جبهتي الإخوان في لندن وإسطنبول، وجاء ذلك بعد أيام من قرار جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين، فصل إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد الإخواني، بالإضافة إلى قائد جبهة لندن و13 قيادياً من أتباعه، ومن جهته، تعهد قائد جبهة لندن بالرد على تلك القرارات التي تمثلت في توسيع مجلس الشورى العام الذي شكله واقتصاره على الخارج، بالإضافة إلى محاولته للتواصل مع إخوان الداخل المصري، عن طريق قناة اتصال غير القناة التي يسيطر عليها محمود حسين.
توجيه الرأي العام
زعمت جماعة الإخوان الإرهابية أن قرار الفصل والذي يظهر حدة الانقسامات والصراعات للجماعة بأنه قرار إداري فقط، وأن الجماعة كيان واحد، مشيرة إلى أن قرارها جاء لتخفيف الضغط عن إخوان الداخل الذين قالت إنهم يعيشون ظروفا أمنية صعبة، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى معاناة الداخل في التنظيم من صراعات وكواليس سرية أكثر مما يخرج للعلن، الأمر الذي يؤدي إلى توقعات بطرح فكرة تدوير منصب المرشد.
وتسعى الجماعة الإرهابية إلى دعم مخطط جديد لتمرير مشروع في المنطقة العربية بهدف الإبقاء على وجود الجماعة، حيث يسعى المخطط إلى التبرؤ من مصطلحات سيد قطب ومحاولة توجيه الرأي العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتحسين شعبيتهم المنهارة في الشرق الأوسط.
صراع على التمويل
يقول طارق البشبيشي الباحث في الشؤون الإسلام السياسي: إن الجماعة في حالة ترنح حقيقية وهذه نتيجة طبيعية لسلسلة الهزائم والنكبات التي منيت بها خاصة بعد زلزال 30 يونيو الذي عصف بها تماما.
وأضاف البشبيشي في تصريحات لـ"العرب مباشر": أن الانقسامات نتيجة طبيعية لحالة الانهيار التاريخي التي يمر بها التنظيم، مشيرا إلى أن العراك الحالي بين جبهة لندن وجبهة إسطنبول متشعب ومعقد، وجزء منه بسبب التمويل ومن الذي يستحق السيطرة على أموال التنظيم، مضيفًا، أن الجزء الآخر وهو الأعقد، أن المخابرات البريطانية التي تدعم إخوان لندن تريد أن تتحول الجماعة إلى تيار وليس تنظيما، حيث يجر عليهم "التنظيم" الهزائم وفاتورة بقائه متماسكا باهظة، كما تريد المخابرات البريطانية أن يجتمع كل خصوم مصر وخصوم 30 يونيو في تيار واحد في القلب منه تنظيم الإخوان لكي يؤتي هذا التحالف المشبوه ثماره، ويتم إسقاط النظام المصري والعودة لمربع الفوضى مرة أخرى.
حيث أكد البشبيشي أن هذا هو هدف بريطانيا الحالي، أما جماعة إسطنبول فترى أن ما تسعى إليه جماعة لندن هو إعلان وفاة التنظيم تماما وتفككه، كما أنها ترى أن فريضة الوقت هي الحفاظ على التنظيم ولملمة أشلائه في انتظار لحظة معينة يعود فيها كما حدث قبل ذلك عندما عاد التنظيم مرة أخرى في عصر السادات وحسني مبارك.
شروخ لا تلتئم
من جانبه، قال سامح عيد الباحث في شؤون الإسلام السياسي، إن التنظيم الإخواني يواجه انقسامات هي الأكثر حدة في تاريخ الجماعة، مشيرا إلى أن الصراعات داخل الجماعة الإرهابية لها طبيعة مختلفة.
وأضاف عيد في تصريحات لـ"العرب مباشر": أن الانقسامات حول الأموال تعتبر من الانقسامات الشائكة بينهما، فمجموعة حسين محمود في إسطنبول يدعمها الحداد وهو أحد أقطاب الإخوان المالية، وأيضا مصطفى طلبة القائم بأعمال المرشد، أما إبراهيم منير فأيضًا يملك شبكات كثيرة في مصر وخارجها، مضيفًا أن الانقسام على المستوى المالي حاد جدا، وعلى مستوى التنظيم أيضًا عنصر الثقة بين العناصر في داخل الجماعة أصابه العديد من الشروخ العميقة ومن الصعب أن تلتئم.