محلل سياسي سوداني: إطالة الحرب تهدد بانهيار الدولة بشكل كامل
محلل سياسي سوداني: إطالة الحرب تهدد بانهيار الدولة بشكل كامل

يعاني المواطنون في السودان من تزايد حدة الأزمات الإنسانية جراء إطالة أمد الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، والتي انعكست بشكل مباشر على تفاصيل حياتهم اليومية. فقد تسببت العمليات العسكرية المتواصلة في نزوح مئات الآلاف من العائلات من منازلهم إلى مناطق أكثر أمانًا، فيما يواجه آخرون صعوبة في الوصول إلى الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.
وتشير تقارير المنظمات الدولية، أن استمرار القتال أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية بصورة غير مسبوقة، حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل حاد مع ندرة المعروض في الأسواق، إلى جانب انهيار سلاسل الإمداد وتوقف حركة النقل بين المدن.
كما تعاني المستشفيات من نقص شديد في الأدوية والمستلزمات الطبية، ما جعلها عاجزة عن تقديم الخدمات للمصابين والمرضى.
من جانبهم، أكد مواطنون في العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات، أن الحرب طالت أكثر مما توقعوا، وأنها باتت تهدد حياتهم اليومية ومعيشتهم بشكل مباشر، في ظل غياب أفق واضح للحل السياسي أو وقف إطلاق النار.
وأوضح بعض النازحين، أن الظروف القاسية دفعتهم للاعتماد على المساعدات الإنسانية المحدودة، بينما يظل آخرون محاصرين داخل مناطق القتال بلا مأوى أو إغاثة.
وتحذر منظمات الإغاثة من أن استمرار النزاع قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل أكبر، لاسيما مع دخول البلاد في أزمة اقتصادية خانقة ونقص حاد في الخدمات الأساسية، الأمر الذي يجعل ملايين السودانيين مهددين بالجوع والمرض، في وقت لم تتوصل فيه الجهود الإقليمية والدولية إلى أي اختراق حقيقي في مسار التسوية السياسية.
وحذر المحلل السياسي السوداني الدكتور محمد عبدالله من التداعيات الخطيرة لإطالة أمد الحرب المستمرة في السودان، مؤكدًا أن استمرار القتال دون أفق سياسي واضح يعرض البلاد لخطر الانهيار الكامل ويضاعف من معاناة المدنيين.
وقال عبدالله -في تصريحات للعرب مباشر-: إن "الحرب الحالية لم تعد صراعًا عسكريًا فحسب، بل تحولت إلى أزمة شاملة تمس حياة كل مواطن سوداني، حيث ارتفعت معدلات النزوح والجوع، وتوقفت الخدمات الأساسية بشكل شبه تام".
وأشار أن غياب التوافق السياسي بين الأطراف المتحاربة، وتعدد التدخلات الإقليمية والدولية، جعل من الأزمة أكثر تعقيدًا وأبعد عن الحل.
وأضاف: أن استمرار النزاع يدفع ملايين السودانيين إلى حافة المجاعة، في ظل الانهيار الاقتصادي الكامل ونقص الغذاء والدواء، محذرًا من أن الأوضاع الإنسانية الراهنة قد تتحول إلى "كارثة ممتدة" إذا لم تتدخل الأطراف الفاعلة دوليًا وإقليميًا للضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار.
كما شدد عبدالله على أن أي حل سياسي يجب أن يكون شاملًا ويضمن تمثيل كافة القوى المدنية، معتبرًا أن تجاهل صوت الشارع السوداني سيؤدي إلى إعادة إنتاج الأزمة بشكل أكبر.
وختم بالقول: "الشعب السوداني هو الخاسر الأكبر، وكل يوم يمر دون وقف للحرب يعني المزيد من الانهيار والمعاناة".