سر الأوبئة المفاجئة.. لماذا يعود العمال المهاجرون من قطر محملين بالأمراض المزمنة؟
يعود العمال المهاجرون من قطر محملين بالأمراض المزمنة؟
أنفقت قطر 300 مليار دولار استعدادًا لاستضافة أغلى كأس عالم على الإطلاق، تكشف طفرة البناء هذه الآن عن تكلفة صحية مقلقة للعمال الكادحين في البلد الأكثر سخونة في العالم، فعلى مدى العقد الماضي، لفتت وفيات العمال المشاركين في البناء المرتبط بكأس العالم في قطر الانتباه العالمي إلى ظروف عملهم، ومع ذلك، يقول الباحثون: إن هناك مشكلة أوسع تظهر بين المهاجرين ذوي الدخل المنخفض وهي وباء مرض الكلى المزمن.
أمراض مزمنة
وبحسب صحيفة "يابان تايمز"، فإن العديد من العمال العائدين من قطر وتحديدًا أولئك الذين عملوا على بناء البنية التحتية اللازمة لكأس العالم غادروا بلدانهم الأصلية بصحة جيدة وعادوا مصابين بأمراض الكلى بعد تعرضهم لدرجات حرارة شديدة وظروف قاسية أثناء العمل، وفقًا لما قاله جيسون جلاسر، الرئيس التنفيذي لمنظمة أبحاث المناخ والصحة الدولية لا إيسلا نتوورك.
في غضون ذلك، وثق البحث الذي أجرته لا إيسلا أيضًا وجود صلة بين الإصابة بأمراض الكلى المزمنة في أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك بين عمال قصب السكر في أميركا الوسطى والتي من المحتمل أن تكون مرتبطة بعملهم الشاق في درجات حرارة عالية، ويحذر المتخصصون الطبيون من أنه نظرًا لأن تغير المناخ يؤدي إلى موجات حرارة أطول وأكثر تواترًا، فإن عدد الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى سيزداد؛ ما يؤثر على مساحة واسعة من العالم - مما يجعل من الضروري إعادة فحص قوانين العمل والممارسات المهنية، وتحديدًا في قطر والتي ثبت أكبر عدد من الإصابات بها.
تعويضات ومظالم
وبحسب الصحيفة اليابانية، فإنه يمكن أن يولد الإجهاد الحراري مجموعة كاملة من عوامل الخطر التي تمنع الكلى من العمل بشكل صحيح، بدءًا من الجفاف إلى إغلاق نظام التمثيل الغذائي بالكامل، وفقًا لمؤسسة الكلى الوطنية، هناك القليل من التقارير الإحصائية حول هذا الموضوع. في دراسة استقصائية أجريت على 38 طبيب كلى في نيبال العام الماضي، قال 92% من الأطباء: إن أمراض الكلى بين العمال المهاجرين العائدين من قطر من غير المرجح أن تكون ناجمة عن مشكلات صحية أساسية، حيث أشار المؤلفون إلى أن ظروف العمل في درجات الحرارة الشديدة من المحتمل أن يؤجج الحالة.
وأضافت: أن هذه المشكلة موجودة في قطر منذ سنوات طويلة، إلا أن فوزها بتنظيم بطولة كأس العالم عام 2010، دفعها إلى دائرة الضوء مع زيادة أعمال البناء بها، حيث قام العمال خلال 12 عامًا فقط ببناء دولة من أنقاض وصحراء، فلم يكن لدى قطر فنادق أو ملاعب تصلح لاستضافة مثل هذه البطولة الضخمة، وفي بيان، ادعى مسؤول حكومي قطري، أنها اتخذت إجراءات مكثفة خلال العقد الماضي من أجل سلامة العمال، مشيرًا إلى تقرير صادر عن منظمة العمل الدولية، والذي قال إنه كان هناك انخفاض كبير في الإجهاد الحراري المتعلق بالمشكلات الصحية، ولكن يبدو أن هذه التصريحات لا تمت للواقع بصلة.
وأشارت إلى أن مجموعة من المنظمات بما في ذلك منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وفير سكوير طالبت بدفع ما لا يقل عن 440 مليون دولار لتعويض العمال عن مجموعة متنوعة من المظالم، وقال المنظمون: إن بعض الوفيات فقط في مواقع كأس العالم كانت مرتبطة بالعمل.
أمراض مفاجئة
وبحسب الصحيفة اليابانية، فإنه في بنغلاديش، عاد فاروق إلى وطنه من الدوحة، العاصمة القطرية، في عام 2018 بعد أن قام بأعمال بناء مجاري لشركة هندسية فرنسية، وقال: إن عمله يعرضه أحيانًا لطقس حار مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية، وأضاف: "بمجرد أن أصل تحت الأرض، لم أستطع التمييز بين النهار والليل، وفي الخارج، كان الجو حارًا جدًا أكثر سخونة مما هو عليه في بنغلاديش"، وأشار إلى أنه بعد أسبوعين من عودته إلى المنزل، شعر بهزة في يديه ورجت ساقيه وقت الصلاة، وأظهرت الاختبارات أن مستويات الكرياتينين لديه وهي مادة كيميائية ينتجها الجسم بشكل طبيعي ولكنها ترتفع عند ظهور مرض الكلى - ارتفعت إلى 14.5. المستويات الطبيعية أقرب إلى 1. وهو يحتاج الآن إلى غسيل كلوي منتظم، وهو إجراء يتم فيه إزالة الفضلات والسوائل الزائدة من الجسم، وهو أمر أصيب به العشرات من زملائه.