تركيا.. أردوغان يروّج لـ حصد مكاسب دبلوماسية للتغطية على الفشل الداخلي
يروج أردوغان يروّج لحصد مكاسب دبلوماسية للتغطية على الفشل الداخلي
يعيش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حالة من القلق كلما اقترب ميعاد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها العام المقبل، ويسعى أردوغان لتحقيق أي مكاسب خارجية تدعم استمراره في منصبه بعد أن حقق نتائج هي الأسوأ في التاريخ التركي على المستوى الداخلي، ومع صعوبة تحسين الأوضاع داخليًا خلال الفترة القليلة المتبقية، لم يجد أردوغان سوى تحقيق مكاسب دبلوماسية خارجية لتحسين صورته ومحاولة تضخيم أي مكسب وهو ما حدث، حيث استغل الرئيس التركي إنجازا وحيدا له على المسرح العالمي، وقال أمام حشد من آلاف الأشخاص في شمال غربي تركيا في عطلة نهاية الأسبوع، بعد يوم من إجراء محادثات في روسيا مع الرئيس فلاديمير بوتين، "تمر تركيا بأقوى فترة لها سياسيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا".
تناقضات أردوغان
تصريحات أردوغان تتناقض مع الصورة الاقتصادية القاتمة في الداخل، مع ارتفاع التضخم إلى 79٪ واقتراب الليرة من أدنى مستوياتها القياسية التي سجلتها خلال أزمة العملة الأخيرة التي تفاقمت خلال الفترة الماضية، حيث يلقي المعارضون باللوم على سياسات أردوغان الاقتصادية غير التقليدية، بما في ذلك سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة على الرغم من ارتفاع التضخم وإقالة ثلاثة محافظين للبنوك المركزية منذ عام 2019، ما ترك البلاد تعاني من عجز كبير في الحساب الجاري والاعتماد على التمويل الخارجي لدعم الاقتصاد، قال أردوغان إن ثمار السياسات الاقتصادية للحكومة - إعطاء الأولوية للصادرات والإنتاج والاستثمار - ستصبح أكثر وضوحًا في الربع الأول من عام 2023، بحسب صحيفة "آرب ويكلي" الدولية.
مكانة زائفة
وفي ظل هذه الأزمات يصور المسؤولون الحكوميون وكبار أعضاء الحزب الحاكم، حزب العدالة والتنمية، أردوغان على أنه رجل دولة يقف ضد منافسيه في الانتخابات الذين لا يقتربون من مطابقة أوراق اعتماده الدولية، وقال مسؤول تركي رفيع: "سواء أحببته أم لا، فإن أردوغان زعيم"، مجادلاً بأنه لا توجد شخصية دولية أخرى لديها نفس المستوى من الاتصال مع كبار اللاعبين العالميين، قائلاً "لا يوجد زعيم في تركيا يمكن أن يحل محله".
وأكدت الصحيفة، أن هذه الصورة الزائفة التي يسعى أردوغان ورجاله لتصديرها للشعب ليس لها أي أهمية، فالجميع يعلم أنه يواجه تحديا انتخابيا صعبا للغاية، من الممكن أن يطيح به، خصوصًا لو نجحت أحزاب المعارضة في تكوين تحالف والاتفاق على مرشح واحد، ففي هذه الحالة سيكون لأردوغان النسبة الأقل في الانتخابات، حيث تتصدر مخاوف حالة الاقتصاد المنهار، ويقول أردوغان توبراك، النائب من حزب الشعب الجمهوري المعارض والمستشار البارز لزعيم الحزب: "الحكومة تستخدم السياسة الخارجية كمواد للتغطية على الكارثة الاقتصادية التي جرّت البلاد إليها، وتروي حكايات" النصر الدبلوماسي "في الداخل"، مضيفًا أنه حتى على الصعيد الدبلوماسي، كان أردوغان يقدم تنازلات "تضر بكرامة بلدنا وتجره إلى الضعف".