الإمارات والعراق.. روابط تاريخية وتطور نحو التقدم

تجمع الإمارات والعراق روابط تاريخية

الإمارات والعراق.. روابط تاريخية وتطور نحو التقدم
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والسوداني

تجمع الإمارات والعراق علاقات مميزة جدا فهي علاقات أخوية متنامية، وخلال الفترة الماضية شهدت العديد من التطور بين البلدين من تبادل الزيارات ومذكرات التفاهم واتفاقات التعاون بينهما، تدعم الاستقرار والازدهار.

وتسعى دائماً الإمارات إلى مساندة العراق لاستعادة الأمجاد بالعودة إلى حضنه العربي والإسلامي، كما يجمع البلدين الكثير من روابط الأخوة والتاريخ والمصير المشترك والعروبة، وتعتبر علاقات البلدين نموذجاً يحتذى به في العلاقات الثنائية بين الأشقاء؛ إذ كان العراق من أولى الدول التي دعمت استقلال دولة الإمارات العربية المتحدة في سنة 1971.

المزيد من التقدم

وفي هذا السياق يقول النائب العراقي عائد الهلالي: شهدت العلاقات العراقية العربية في الفترة الماضية مزيدا من التقدم في ظل السياسات التي انتهجتها الحكومة العراقية الحالية، لتقليل الفجوة ما بين العراق وبين محيطه الإقليمي وبالذات الأردن ومصر من جهة، ودول الخليج من جهة ثانية؛ حيث أدى هذا التقارب إلى عقد عدد كبير من الاتفاقيات السياسية والأمنية والاقتصادية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": وقد اتفق العراق مع دولة الإمارات على مجموعة من الإجراءات التي من شأنها تطوير العلاقات الاقتصادية ورفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين. جاء ذلك في بيان مشترك بين جمهورية العراق ودولة الإمارات العربية المتحدة، نشره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال الفترة الماضية.

وأضاف الهلالي: كان قد توجه رئيس الحكومة العراقية الإمارات، الخميس 9 فبراير الماضي، في زيارة رسمية استمرت ليومين، التقى خلالها السوداني مسؤولي دولة الإمارات وبحث معهم العديد من الملفات وتم الاتفاق على تطوير الإطار الناظم للتجارة الثنائية بين البلدين، والارتقاء به إلى مستوى الشراكة الشاملة، والعمل على دعم الاستثمارات الإماراتية القائمة والمستقبلية في العراق وفتح الآفاق أمام الشراكات الجديدة، كذلك رفع مستويات التبادل التجاري بين البلدين.

الاستفادة من التجربة الإماراتية لمواجهة التغير المناخي 

وتابع الهلالي: كذلك الاستفادة من التجربة الإماراتية التي قامت بها  حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، في ظل النقص الحاد في إطلاقات المياه من الجانب التركي التي أثرت بشكل كبير على المساحات المخصصة للزراعة، كذلك تسببت باتساع مساحات التصحر في العراق وهذا أدى إلى تهديد للأمن الغذائي العراقي، وعليه فإن التجربة الإماراتية جديرة بالاهتمام وهي تأخذ حيزا من تفكير حكومة السيد السوداني.

وأكد الهلالي بقوله: ولا يفوتنا أن نذكر أن دولة الإمارات كانت قد  تبنت مبادرة "إحياء روح الموصل" بالشراكة مع منظمة اليونسكو لإعادة بناء (جامع النوري وكنيستي الطاهرة والساعة).

وأضاف: يعمل الجانبان على تعزيز التعاون السياسي والدبلوماسي والتجاري والاقتصادي، وتبادلا وجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وأكدا أهمية العمل المشترك لتطوير مختلف جوانب العلاقات الثنائية.

انعقاد الدورة العاشرة المشتركة بين البلدين

فيما أشار الهلالي إلى أن العراق والإمارات قد اتفقا على أهمية انعقاد الدورة العاشرة من اللجنة المشتركة بين البلدين، لما لها من أثر مهم في تعزيز العلاقات ومتابعة جميع الملفات الثنائية في المجالات ذات الاهتمام المشترك.

كما تم الاتفاق على تطوير الإطار الناظم للتجارة الثنائية بين البلدين، والارتقاء به إلى مستوى الشراكة الشاملة، لتحقيق تكامل اقتصادي أوسع بين الدولتين، وتفعيل الدبلوماسية الاقتصادية ودفع معدلات النمو الاقتصادي بشكل عام؛ حيث إن مستوى التبادل التجاري بين الدولتين قد سجل ارتفاعا ملحوظا وصل إلى أكثر من 17 مليار دولار عام 2022.

وأكد أن العراق يسعى إلى  توسيع وتطوير التعاون الثنائي في المجالات الصحية والسياحية والثقافية والرياضية؛ وذلك لما لها من أهمية في تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين، كما أن البلدين من الممكن أن يلعبا دورا كبيرا في دعم الاستقرار بالمنطقة وتحقيق رخاء شعوبها، عن طريق تعزيز التواصل والحوار وبناء الجسور الذي يعد السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار والأمن والازدهار الإقليمي والدولي.

ويرغب العراق في مشاركة الإمارات الفاعلة في مجالات الاستثمار وخصوصا في الطاقة والبنى التحتية، وكذلك طريق التنمية الذي يعمل العراق على إطلاق العمل به خلال الأشهر القليلة الماضية بعد أن وضع كل الإمكانيات المخصصة له، كما ينتظر العراق زيارة رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد بعد أن وجهت له الدعوة لما لهذه الزيارة من أهمية كبرى في تعزيز العمل المشترك بين البلدين.