فويس أوف أميركا: قيادات تركيا وقطر يجتمعون وسط العزلة الدولية المتزايدة
أكدت فويس أوف أميركا أن قيادات تركيا وقطر يجتمعون وسط العزلة الدولية المتزايدة
بدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الاثنين، زيارة تستغرق يومين إلى قطر، حليفه الوحيد تقريبًا، وسط توقعات بأن تكون أفغانستان والدعم الاقتصادي لاقتصاد تركيا المتهاوي وسط الأزمات السياسية لأنقرة، على جدول أعمال المحادثات بين قيادات البلدين.
تركيا تحت حصار الضغوط
وحسبما ذكرت صحيفة "فويس أوف أميركا" الأميركية، فإن زيارة أردوغان تأتي في وقت تواجه فيه تركيا ضغوطًا اقتصادية شديدة، ومن المتوقع أن يسعى الرئيس التركي للحصول على دعم مالي من قطر، الإمارة الغنية بالغاز.
وبحسب الصحيفة، قال مسؤولون أتراك وقطريون، إن زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان لقطر التي تستغرق يومين تهدف إلى زيادة تعميق التعاون الثنائي.
وأشارت إلى أنه من المقرر أن يترأس أردوغان اجتماع اللجنة الإستراتيجية العليا بين تركيا وقطر يوم الثلاثاء، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة، إذ طور الزعيمان علاقة وثيقة مبنية على المصالح المشتركة، كما يقول السفير التركي السابق لدى قطر، ميثات ريندي.
مصالح أمنية مقابل مصالح اقتصادية
وأشارت "فويس أوف أميركا" إلى أن العلاقات التركية القطرية مهمة لكلا البلدين، لافتة إلى أن قطر ترى في الأتراك فرصة لتحديث القوات المسلحة القطرية وتدريب القوات المسلحة القطرية على يد تركيا، خصوصا وأن تركيا تسعى لإقناع الدوحة بأنها وفرت نوعا من المظلة الأمنية للقطريين.
وأضافت الصحيفة: أن هذا بدوره أفاد تركيا بالطبع، لأن قطر استثمرت بكثافة في تركيا أيضًا، إلا أن المساعدات الاقتصادية الهائلة لتركيا لم تفد شيئًا في منع انهيار الاقتصاد التركي، خصوصا وأن الليرة أصبحت بلا قيمة، وأصبح الدولار الواحد يعادل نحو 15 ليرة تركية.
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه تم تعزيز العلاقات الأمنية من خلال بناء قاعدة عسكرية تركية في قطر، ويقول محللون: إن مثل هذا الدعم كان حيويا للدوحة لمقاومة الضغط السعودي الذي كان مكثفا في بعض الأحيان، ففي عام 2017، فرضت الرياض حصارًا على قطر لمدة أربع سنوات.
فاتورة مفتوحة
وتؤكد "فويس أوف أميركا" على أن زيارة أردوغان تأتي في وقت شديد الحساسية بالنسبة لتركيا التي تعيش أسوأ أزماتها الاقتصادية؛ إذ تواجه تركيا ضغوطًا اقتصادية شديدة، ومن المتوقع أن يسعى الزعيم التركي للحصول على دعم مالي من الإمارة الغنية بالطاقة.
وأشارت إلى أنه في هذا العام، فقدت العملة التركية ما يقرب من 50% من قيمتها، مع فرار المستثمرين الدوليين بسبب سياسات أردوغان الاقتصادية غير المنطقية.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، متحدثا في الدوحة يوم الاثنين، إن تركيا لا تسعى للحصول على مبلغ محدد من الأموال من قطر، بل تسعى إلى تحسين العلاقات الاقتصادية الشاملة، ما يعني أن أنقرة ستطالب الدوحة بفاتورة مفتوحة على مصراعيها دون رقم محدد.
فيما يقول حسين باججي، رئيس معهد السياسة الخارجية ومقره أنقرة، إن أردوغان من المرجح أن يتطلع إلى قطر لإضافة استثماراتها البالغة عشرين مليار دولار في تركيا.
وأضاف: أن كل استثمار أجنبي مهم بالنسبة لتركيا، لافتًا إلى أن قطر تظل بالنسبة لتركيا المصدر البديل للاستثمار الدولي.
أهداف استعمارية مشتركة
وظلت قطر حليفا مقربًا لتركيا في وقت تدهورت فيه علاقات أنقرة مع حلفائها الغربيين التقليديين، حيث يشترك البلدان في أهداف متشابهة، وسيسعى البلدان في هذه الزيارة إلى التوسع في هذه الأهداف، إذ تدعم البلدان حركات الإسلام السياسي المتطرفة في المنطقة، إضافة إلى تعاونهما في سوريا وليبيا للحصول على توسعات لهما وامتيازات في هذه الدول التي دمرتها ميليشيات إرهابية مدعومة من قطر وتركيا.
ويقول محلل السياسة الخارجية باجسي: إن هذه المحادثات في قطر ستركز على أفغانستان، حيث يعمل البلدان على إعادة فتح مطار كابول الدولي، مضيفًا أن قطر لديها المال، وتركيا لديها الفنيون. وقد أرسلت تركيا بالفعل عددًا كبيرًا من الفنيين إلى المطار في أفغانستان، وسيعمل مطار كابول قريبًا على المستوى الدولي".