وضاح بن عطية: الإخوان وراء تصاعد الاغتيالات في جنوب اليمن بهدف زعزعة الاستقرار

وضاح بن عطية: الإخوان وراء تصاعد الاغتيالات في جنوب اليمن بهدف زعزعة الاستقرار

وضاح بن عطية: الإخوان وراء تصاعد الاغتيالات في جنوب اليمن بهدف زعزعة الاستقرار
حزب الإصلاح

في تصعيدٍ جديدٍ للحرب المستعرة في اليمن، عاد تنظيم الإخوان في اليمن ليتصدر المشهد مجددًا، لكن هذه المرة من خلال سلاحٍ قاتلٍ جديدٍ يضاف إلى قائمة أساليبهم في مواجهة خصومهم في الجنوب اليمني.

تتوالى التقارير عن عمليات اغتيال تستهدف شخصيات جنوبية بارزة، بما في ذلك قادة عسكريين وأمنيين وصحفيين ونشطاء سياسيين.
هذه العمليات تأتي في وقت حساس من الصراع الدائر في اليمن بين القوى المحلية والإقليمية المختلفة؛ مما يثير تساؤلات حول تطور استراتيجية الإخوان في حربهم ضد الجنوب اليمني وأهدافهم المستقبلية.

الواقع الحالي


منذ بدء الحرب في اليمن عام 2015، دخلت البلاد في حالة من الفوضى السياسية والعسكرية. وفي هذه الأثناء، تحول الجنوب اليمني إلى ساحة للعديد من الصراعات المتشابكة، مع تزايد النفوذ الإماراتي والسعودي، وبروز التوترات بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.

بينما يواجه الجنوب تهديدات من جماعة الحوثي في الشمال، تمثل جماعة الإخوان المسلمين - والتي كانت تشارك في حكومة هادي - أحد أبرز اللاعبين الذين يسعون للهيمنة على الجنوب.

ومع تزايد النزاع على النفوذ في الجنوب، بدأ تنظيم الإخوان في استخدام أساليب أكثر دموية لتحقيق أهدافه.

ما الجديد؟

خلال الأشهر الأخيرة، لوحظ تصاعد حاد في عمليات الاغتيالات التي ينفذها مسلحون ينتمون إلى تنظيم الإخوان أو متعاونون معهم ضد شخصيات جنوبية مهمة. هذه العمليات تتراوح بين الاغتيالات المباشرة إلى محاولات اغتيال تستهدف شخصيات سياسية وعسكرية معارضة.

من أبرز الاغتيالات التي أثارت الجدل في الأوساط الجنوبية هو اغتيال العميد عبد الرب الشدادي، أحد القادة العسكريين في القوات الجنوبية، بالإضافة إلى اغتيال العديد من الصحفيين الذين كانوا ينتقدون سياسة الإخوان في الجنوب. كما تزايدت محاولات اغتيال المسؤولين المحليين في المدن الجنوبية الكبرى مثل عدن وحضرموت.

الاستراتيجية الإخوانية:

إن استخدام سلاح الاغتيالات يأتي في إطار استراتيجية تنظيم الإخوان المسلمين التي تهدف إلى تقويض الاستقرار في الجنوب اليمني وزعزعة أمنه. هناك قناعة لدى البعض بأن هذه العمليات جزء من خطة أكبر لإضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي ومناصريه الذين يطالبون بانفصال الجنوب عن الشمال.

يعتقد المحللون، أن الإخوان يواجهون تحديات كبيرة في ظل تزايد النفوذ الإماراتي في الجنوب، ويعتمدون على تقنيات غير تقليدية مثل الاغتيالات والترهيب كوسيلة لإجبار الخصوم على الانصياع لرغباتهم السياسية.

التداعيات على الأمن والاستقرار

الاغتيالات لم تقتصر على الأفراد فحسب، بل أثرت أيضًا على استقرار المنطقة بأسرها. الحكومة المحلية في الجنوب تشهد اضطرابات سياسية وأمنية متزايدة، في وقت كان يأمل فيه الجنوبيون بتحقيق الأمن والاستقرار بعد سنوات طويلة من الصراع.

كما أن هذه العمليات تساهم في زيادة الانقسام بين القوى السياسية في الجنوب، حيث تتهم بعض الجماعات الجنوبية الموالية للمجلس الانتقالي الإخوان المسلمين بمحاولة زعزعة الوضع الأمني وخلق فوضى تؤدي إلى إضعاف موقف الجنوب في المستقبل السياسي لليمن.


واتهم القيادي البارز في المجلس الانتقالي الجنوبي، وضاح بن عطية، جماعة الإخوان بالوقوف خلف سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت شخصيات جنوبية بارزة في الفترة الأخيرة، في إطار سعيهم للهيمنة على الجنوب اليمني وإضعاف موقف المجلس الانتقالي.

في تصريح خاص للعرب مباشر، أكد بن عطية، أن "الاغتيالات التي تطال القادة العسكريين والسياسيين والصحفيين الجنوبيين ليست عمليات عشوائية، بل هي جزء من خطة مدروسة تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الجنوب، بهدف تهيئة الأرضية لاستمرار النفوذ الإخواني".

وأشار بن عطية، أن هذه العمليات تأتي في وقت حساس للغاية، حيث يسعى الجنوبيون إلى تعزيز سلطتهم المحلية وتثبيت أقدامهم في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية.

واتهم بن عطية تنظيم الإخوان المسلمين بتبني أساليب إرهابية من خلال دعم خلايا مسلحة تقوم بتنفيذ الاغتيالات والتفجيرات في المدن الجنوبية، لخلق بيئة من الفوضى والانقسام داخل المجتمع الجنوبي.

وأضاف: أن "المجلس الانتقالي الجنوبي لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الأعمال الإجرامية، وسيتخذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمن الجنوب وحماية أبنائه".

وأوضح بن عطية، أن "الجنوب لن يسمح لأي جهة مهما كانت بتخريب استقراره، وأنه سيظل ثابتًا في موقفه الذي يدعو إلى استقلال الجنوب وحق أبنائه في تقرير مصيرهم بعيدًا عن التدخلات الخارجية".

وشدد على أن العمليات الأخيرة لن تثني المجلس الانتقالي عن مواصلة مشواره في استعادة الأمن وتحقيق تطلعات شعب الجنوب.