من دمشق إلى صنعاء.. عدوى الانتفاضات تهدد عرش الحوثيين
من دمشق إلى صنعاء.. عدوى الانتفاضات تهدد عرش الحوثيين
في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة التي تشهدها المنطقة، خاصة مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، تبدو ميليشيا الحوثي في اليمن أمام مرحلة حساسة ومليئة بالتحديات.
التحركات العسكرية والأمنية التي تُجريها الجماعة في مناطق سيطرتها تشير إلى قلق متزايد من انتقال عدوى الانتفاضات الشعبية أو تصاعد الضغوط الإقليمية عليها.
مصدر مطلع، رفض الكشف عن هويته، أكد لـ"العرب مباشر"، أن قيادة الحوثيين تعمل على تعزيز قبضتها الأمنية والسياسية في صنعاء والمحافظات الاستراتيجية، متوقعة تغييرات مفاجئة قد تهدد نفوذها.
تصعيد عسكري واستعدادات مكثفة
في العاصمة صنعاء، كثّفت الميليشيا انتشار قواتها حول المنشآت الحيوية والساحات العامة، فيما عززت وجودها العسكري في محافظة الحديدة، ذات الأهمية الاستراتيجية، عبر تعيين أحد قادتها كمحافظ جديد.
المصدر أوضح، أن هذه التحركات تأتي كإجراءات استباقية لمواجهة أي تهديدات مستقبلية، سواء انتفاضات شعبية داخلية أو ضغوط عسكرية من قوى الشرعية المدعومة إقليميًا ودوليًا.
خطاب مزدوج.. الحرب والسلام
قيادات الحوثيين تبنت مؤخرًا خطابًا مزدوجًا، تدعي فيه التوازن بين الحرب والسلام.
ففي تصريحات حديثة عبر منصة “إكس”، أكد أحد قادة الحوثيين استعدادهم للسلام بنفس جاهزيتهم للحرب.
لكن مراقبين يرون أن هذه التصريحات تعكس قلقًا داخليًا متزايدًا، خاصة مع تقلص الدعم الإيراني في ظل الضغوط الدولية المتصاعدة، وهو ما يضع الحوثيين أمام اختبار صعب للحفاظ على سيطرتهم.
سقوط الأسد يعيد رسم المشهد
مصدر مقرب من المشهد اليمني أكد، أن سقوط الأسد كان له تأثيرات ارتدادية قد تصل إلى الحوثيين، باعتبارهم إحدى أذرع إيران في المنطقة.
وأشار أن اليمن باتت مهيأة أكثر من أي وقت مضى لانتفاضات شعبية مشابهة لتلك التي أطاحت بالأسد.
وأضاف: أن التراجع الإيراني على المستوى الإقليمي، سواء بسبب العقوبات الدولية أو الضغوط الدبلوماسية، قد يدفع طهران للتخلي عن الحوثيين كما فعلت سابقًا مع حلفاء آخرين، مما يعمق حالة التوجس داخل الجماعة.
مستقبل غامض للحوثيين
الظروف الحالية تشير أن الحوثيين يواجهون مستقبلًا غير واضح المعالم، مع تزايد التخوفات داخل صفوفهم من أن تصبح الجماعة ورقة مساومة في الصراعات الإقليمية.
المصدر ختم حديثه بأن الأيام القادمة قد تحمل تطورات كبيرة، خاصة مع تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية لاستعادة الدولة اليمنية ووضع حد لسيطرة الحوثيين على المناطق الحيوية.