ماذا يحدث في إثيوبيا.. اضطرابات وأزمات وإعلان حالة الطوارئ في أديس أبابا.. وأميركا تحذر

يواصل الجيش الاثيوبي خسائره أمام قوات تيغراي

ماذا يحدث في إثيوبيا.. اضطرابات وأزمات وإعلان حالة الطوارئ في أديس أبابا.. وأميركا تحذر
صورة أرشيفية

في ظل حالة الاضطرابات العديدة التي تشهد إثيوبيا، أعلنت الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ في البلاد بعد بدء متمردي إقليم تيغراي الزحف نحو العاصمة أديس أبابا، حيث تم فرض حالة الطوارئ على المستوى الوطني وذلك في الوقت الذي تتقدم فيه قوات "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" صوب جنوب البلاد باتجاه أديس أبابا.

ودعت الحكومة سكان العاصمة إلى التسلح على خلفية التقدم الميداني للمتمردين، وطلبت السلطات في أديس أبابا من الأهالي تسجيل الأسلحة وإعداد الدفاعات.

واندلعت الحرب شمال إثيوبيا قبل 11 شهرا بين القوات الاتحادية الإثيوبية وقوات موالية لـ"الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي"، التي تسيطر على الإقليم، ولقي الآلاف حتفهم وفر الملايين من منازلهم وامتد الصراع إلى أقاليم أمهرة وعفر وأورومو المجاورة.

وتسارعت الأحداث في إثيوبيا، خلال الأيام الأخيرة، في ظل تحذيرات رسمية من تقدم "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" صوب العاصمة أديس أبابا.

السفارة الأميركية تحذر

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، إلغاء المعاملة التفضيلية في التجارة لإثيوبيا، بسبب انتهاكات الحقوق في حملتها العسكرية على إقليم تيغراي المضطرب.

وفي تفاعل مع الوضع، أصدرت السفارة الأميركية في أديس أبابا، تعليمات تحظر على موظفيها السفر خارج العاصمة الإثيوبية وتحذر من تدهور الوضع الأمني.

وفي المنحى نفسه، نصحت السفارة الأميركية في أديس أبابا، المواطنين الأميركيين بإعادة النظر في السفر إلى إثيوبيا.

وكتبت السفارة: "لقد تدهور الوضع الأمني بشكل ملحوظ، خلال الأيام الأخيرة، وسط تصعيد مستمر للنزاع المسلح والاضطراب المدني في كل من أمهرة وعفر وتيغراي.

أضافت أن جزءًا مهما من الطريق السريع الذي يربط العاصمة أديس أبابا بمدن أخرى في الشمال، تم إخضاعه لقيود من قبل السلطات.

وأوردت السفارة الأميركية أنها تنصح المواطنين الأميركيين الموجودين في إثيوبيا، خلال الوقت الحالي، بأن يجروا الترتيبات حتى يغادروا.

المشهد في إثيوبيا

وذكرت دراسة لمركز فاروس للدراسات الإفريقية  تنذر التطورات الأخيرة في المشهد الإثيوبي بمشاهد أكثر مأساوية عما لاقتها منطقة القرن الإفريقي في بداية التسعينيات، فتطورات الحرب الإثيوبية التيغرانية دخلت في منطقة اللاعودة وتصاعد احتمالية اللجوء إلى خيار الإبادة الجنسية التي اختبرتها المنطقة سابقا في الحرب الأهلية الراوندية في عام 1994، فمؤخرا أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي حالة التعبئة العامة في الجيش الإثيوبي من خلال حث المدنيين على الانخراط في صفوف الجيش وقتال جبهة تحرير التيغراي التي يبغي استئصالها تماما باعتبارها عشبة ضارة على حسب توصيفه.
 
وأوضحت الدراسة أنه على الجهة المقابلة تسعى قوات جبهة تحرير التيغراي إلى حشد المزيد من أنصارها وتعزيز مواقعها الأمامية خاصة في إقليم عفار وأمهرا وإبرام اتفاقيات مع الجماعات المتمردة الأخرى في البلاد أملا في إرهاق الجيش الإثيوبي واستعادة ذكريات تشكيل اتحاد الجبهة الثورية التي كان لها الفصل في إسقاط نظام الدرك بقيادة هيلاميريام منجستو في عام 1991.
 
أغراض انتهازية

وتابعت الدراسة: إنه اندلعت الأعمال القتالية في إقليم التيغراي في الرابع من نوفمبر الماضي عندما ادعت الحكومة الفيدرالية مهاجمة قوات جبهة تحرير التيغراي لإحدى المواقع العسكرية ونهب سلاحها؛ ما أدى لدخول الجيش الإثيوبي المدعوم من إريتريا مناطق شمال إثيوبيا وخاصة العاصمة ميكيلي وطرد قادة التيغراي منها إلى الجبال والأودية.

ولفتت الدارسة أنه سرعان ما تبدلت الأوضاع تماما في نهاية شهر يونيو 2021 أي خلال إجراء الانتخابات العامة وبدأت جبهة تحرير التيغراي في استعادة تفوقها الحربي ونجحت في استعادة العاصمة ميكلي وأسر الآلاف من قوات الجيش ونجحت أيضا في تطوير هجومها في نهاية يوليو الماضي من خلال الاستيلاء على بعض المناطق في إقليم عفار في محاولة لقطع الطريق على الحكومة الفيدرالية لتجنيد المزيد من شباب الأورومو ومحاولة تهديد الطريق الواصل بين أديس أبابا وجيبوتي الشريان التجاري الأبرز في البلاد.

ويأتي هذا التطور بعد إعلان الجبهة مؤخرا السيطرة على مدينتي دسى وكومبولشا الإستراتيجيتين في إقليم أمهرة، اللتين تشهدان حتى الآن معارك عنيفة بين الطرفين. 

وأفادت "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" بانضمامها إلى القوات المتمردة في إقليم أورومو التي تقاتل أيضا الحكومة المركزية، متحدثة عن الاستعداد للزحف إلى أديس أبابا.