«أردوغان وماكرون».. وجهان لعملة «التعصب وبث الكراهية»

«أردوغان وماكرون».. وجهان لعملة «التعصب وبث الكراهية»
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

تصعيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وإصراره على موقفه من نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي «محمد» الذي أغضب المسلمين حول العالم لا يختلف كثيرًا عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي هاجم الرئيس الفرنسي واتهمه بضعف العقل ونصحه بضرورة فحص قواه العقلية، متناسيًا أن ثقافة الكراهية التي ينشرها الرئيس الفرنسي حاليًا هي السلاح والوسيلة المفضلة للرئيس التركي لتحقيق أحلامه بالسيطرة على الشرق الأوسط وإحياء الخلافة العثمانية البائدة.
 
عنصرية أردوغان ضد الأكراد تسببت في مقتلهم في الشوارع


يمارس أردوغان ونظامه العنصرية منذ فترات طويلة، وتقع حوادث قتل وتصفية المعارضين الأكراد في شوارع تركيا كنتيجة طبيعية لعنصرية أردوغان ضد الأكراد فأصبح الاعتداء عليهم أمرًا عاديًا، آخر الحوادث كانت مقتل كردي شاب طعنًا بالسكاكين في أنقرة على يد أتراك مما أثار موجة واسعة من الغضب في صفوف الأكراد، بعد أن أعلنت السلطات التركية عن مقتل الشاب باريش تشاكان 20 عامًا في حديقة تقع بالقرب من منزله.


كما دعت منظمة كردستانية متعددة الأحزاب مقرها شمال سوريا، وهي حركة من أجل مجتمع ديمقراطي (TEV-DEM)، الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق في الجرائم التي ارتكبتها الدولة التركية والمرتزقة المرتبطون بها في منطقة عفرين الكردية في سوريا.


وذكرت وكالة أنباء فرات الموالية للأكراد في بيان، أن المنظمة الكردية حثت الأمم المتحدة على تشكيل لجنة تحقيق للنظر في عمليات "خطف وقتل المدنيين في تركيا، بمن فيهم النساء والأطفال، وتغيير الهندسة الديموغرافية" في المنطقة. 
 
المسيحيون الأكثر تعرضًا للخطر بسبب تصريحات أردوغان


جميع الأقليات في تركيا تعاني تحت حكم "أردوغان"، خاصة بعد تهديد الرئيس التركي باستخدام بقايا السيف في مواجهتهم، والذي اعتبرته الأقليات وخاصة المسيحية تهديدًا مباشراً لهم بالتصفية الجسدية.


وحذرت الصحفية التركية "أوزاي بولوت" المحللة في معهد «جيتستون» من إقامة مجازر للمسيحيين في تركيا، وقالت إن أردوغان استخدم أشد العبارات المهينة في اللغة التركية قائلا لن نسمح للإرهابيين من بقايا السيف في بلدنا بمحاولة تنفيذ أعمالهم الإرهابية، مضيفًا، لقد قل عددهم ولكنهم لا يزالون موجودين»،

مشيرة إلى أن عبارة «بقايا السيف» لا تهين فقط ضحايا تلك المجازر والناجين منها، ولكنها تعرض للخطر المسيحيين الذين تضاءل عددهم في تركيا، والذين غالبا ما يتعرضون لضغوط تشمل هجمات جسدية.


يذكر أن عبارة «بقايا السيف» تستخدم في تركيا للإشارة إلى الناجين من المجازر المسيحية التي استهدفت بشكل رئيس الأرمن، واليونانيين، والآشوريين في عهد الإمبراطورية العثمانية وبعدها تركيا، وترى بولوت أن استخدام أردوغان لتلك العبارة يثير قلقا على عدة مستويات، فالعبارة لا تهين فقط ضحايا تلك المجازر والناجين منها، ولكنها تعرض للخطر المسيحيين الذين تضاءل عددهم في تركيا، والذين غالبًا ما يتعرضون لضغوط تشمل هجمات جسدية.