المعارضة التونسية تنتفض ضدّ نفوذ "أردوغان" في تونس
يعمل أردوغان على تحقيق أحلامه التوسعية على عدة محاور، ورغم الخسائر المتكررة في سوريا وليبيا ومختلف الدول العربية إلا أن محاولات الطاغية التركي لا تتوقف، وفي تونس يحاول أردوغان العثور على بوابة ضخمة يتسلل من خلالها للسيطرة على الشمال الإفريقي ودوله العربية، بمحاولة دفع أذرعته الإخوانية للسيطرة على مفاصل الدولة التونسية وتطويعها لخدمة مشاريعه في المنطقة الإفريقية.
تونس لن تخضع للوصاية العثمانية.. التاريخ لن يعيد نفسه
اتهامات عديدة تطال النظام التركي كان آخِرها اتهامًا مباشرًا من رئيس حزب مشروع تونس "محسن مرزوق" لنظام أردوغان بتهديده بالاغتيال ومحاولة زعزعة استقرار البلاد بنشر أنباء كاذبة عن محاولة المعارضة اغتيال الرئيس التونسي "قيس سعيد" مستغلين في ذلك شبكة كبيرة من المنصات الإعلامية الممولة قطريًا وتركيًا، بالإضافة لمئات الآلاف من الحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكد مرزوق، أن الشعب التونسي لن يسمح بوصاية عثمانية جديدة، وأن الأمر ماضٍ غير قابل للتحقيق الآن، مضيفًا "انتهى عهد التدخلات العسكرية ولن نسمح بأن تصبح تونس تحت وصاية عثمانية جديدة"، "مشددًا على ضرورة اتفاق القوى السياسية في تونس على مواجهة التهديدات التركية".
رئيس مشروع تونس وجَّه طلبًا عاجلاً لوزارة الخارجية التونسية باستدعاء السفير التركي لدى تونس، على خلفية تهديدات باغتيال الرئيس التونسي قيس سعيّد، والتي صدرت عن لاجئ مصري بتركيا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، على حد قوله.
وأشار مرزوق، إلى أنه تعرض لتهديد مباشر باغتياله من المدعو عماد البحيري الذي يحمل الجنسية المصرية ولاجئ بتركيا، والذي تحتضنه السلطات والمخابرات التركية في إطار مخططاتها الإقليمية وتدخلاتها في شؤون بلدان المنطقة.
وأضاف مرزوق، أن نفس الشخص سبق أن روج لسيناريو وهمي يتحدث عن قيام مرزوق وعبير موسى رئيسة الحزب الدستوري الحر، بالتخطيط لاغتيال رئيس الجمهورية قيس سعيّد بدعم من السلطات الإماراتية والسعودية ومحاولة تغيير نظام الحكم، معتبرًا أن هذه الادعاءات باطلة.
وأكد مرزوق ضرورة ألا تلتزم السلطات التونسية الصمت إزاء مثل هذه الإشاعات الخطيرة، وأن تتحرك لحماية هيبة الدولة وأمنها القومي، خاصة وأن السيناريو الذي يتحدث عن مخطط لاغتيال سعيّد يمس أمن الدولة، ويضرب رأس السلطة في تونس، وهو صادر عن لاجئ بتركيا التي تعتبر مسؤولة عن كل ما يصدر عنه من تصريحات.
أردوغان يحلم بتحويل "تونس" لبوابة كبيرة يعبر من خلالها إلى ليبيا
مراقبون أكدوا أن الصراع السياسي في تونس بالأساس ينحصر في المعركة الدائرة بين رئيس الجمهورية قيس سعيّد ورئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، الذي تجاوز صلاحياته ويريد أن يهيمن على القرار السياسي.
موضحين أن هذه التهديدات تندرج في إطار محاولات تركيا الهيمنة على القرار الوطني في تونس، ومخططاتها لضرب استقرار ليبيا حيث يحاول أردوغان جعل تونس بوابة كبيرة يعبر من خلالها جنوده وميليشياته إلى الداخل الليبي لمساعدة السراج على تطبيق مخططاته، كما تعتبر ردة فعل إزاء موقفه الشخصي من الصراع الدائر في الجارة ليبيا.
وأضافوا أن التجاوزات الملموسة للسلطات التركية في تونس بدأت الظهور بشدة خاصة بعد أن حجزت الوحدات الأمنية التونسية بنادق تركية الصنع في الجنوب التونسي، وبعد أن قامت تركيا مؤخرًا بنقل 10 آلاف مرتزق ومتطرف من منطقة إدلب السورية إلى ليبيا، مضيفاً أن كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارته الأخيرة إلى تونس، التي تحدث فيها عن رائحة الدخان كانت تعكس عدم اكتراثه بتونس وبمؤسساتها.
تركيا تقحم تونس في صراع لا شأن لها به.. والإخوان طابور خامس
من جانبه، قال مهدي عبد الجواد السياسي التونسي، إن تركيا أقحمت تونس في صراع لا ناقة لها فيه ولا جمل مستخدمين في ذلك طابورهم الخامس داخل تونس وهم عناصر جماعة الإخوان الذين لا يضعون مصلحة تونس أمام أعينهم، فولاؤهم الوحيد للتنظيم فقط حيث إنهم لا يعترفون بالدول، مضيفًا لذلك أرى إنّ أخطار أردوغان على تونس كثيرة وقاتلة لمسارها الديمقراطي ومعطلة لها في حل مشاكلها الداخلية والتنمويّة.
وأضاف عبد الجواد، الشعب التونسي يرفض تحركات الغنوشي المشبوهة في الملف الليبي، خاصة مع تضخم ثروته مع تلقيه تمويلات تركية وقطرية واستخدام منصبه في تحويلها لدعم حكومة السراج في ليبيا، موضحًا، أن حركة النهضة الإخوانية كالعادة لجأت لنظريات المؤامرة وزعمت أن المعترضين من الشعب والسياسيين في تونس جميعهم مأجورون لتشويه الإخوان.
وتابع، أساليب الإخوان لا تتغير مهما تغير المكان، "حيث دأبوا على مر الزمن، على محاولة خلق نوع من التماهي بين تنظيمهم وكيانات الدول التي ينجحون في الاستيلاء على مقاليد السلطة فيها، بهدف حمل العقل الباطن للشعوب على الاقتناع بأن المساس بهم هو من صميم استهداف الدولة في حد ذاتها".