لهذه الأسباب تسعى تركيا لإعادة إشعال الأزمة الليبية

لهذه الأسباب تسعى تركيا لإعادة إشعال الأزمة الليبية
صورة أرشيفية

منذ بدء المفاوضات بين طرفي الصراع في ليبيا وتلعب  دورًا لتعكير صفو أي اتفاق يبدو في الأفق أنه يحمل الأمل في حل الأزمة الليبية، ونجحت أكثر من مرة باستخدام حشودها العسكرية في خلق حالة من الخوف والقلق؛ ما دفع طرفي النزاع في ليبيا لإطلاق عدة تصريحات تحمل تهديدات بهدم كل ما تم التوصل إليه من تفاهمات.

أردوغان يتجاهل العقوبات الأوروبية المرتقبة ويصر على عرقلة الحوار الليبي


النظام التركي دفع حلفاءه في ليبيا لتنظيم حشد عسكري غير مسبوق عبر خطوط إمداد برية وجوية وبحرية بين أنقرة وحكومة الوفاق، فيما التزمت حكومة الوفاق بالصمت التام ولم تصدر أي توضيحات خاصة بذلك الحشد المفاجئ رغم أنه يأتي بعد اتفاق طرفي الصراع على موعد للانتخابات في ديسمبر المقبل.


ويسعى النظام التركي لزيادة حدة التوتر خوفًا على ما اكتسبه داخل ليبيا من نفوذ وسيطرة على جزء من ثروات ليبيا، خاصة أن المفاوضات شهدت تهميشا واضحا للدور التركي، ورغم المخاطر التي تحيط بأنقرة بسبب تحركاتها التي تضعها تحت طائلة العقوبات الأوروبية والدولية خاصة بعد تحذير كبرى الدول الأوروبية وهي فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا من أي محاولات خارجية لعرقلة المفاوضات الليبية وتوعدها بعقوبات صارمة ضد كل طرف يسعى لعرقلة الحوار الليبي إلا أن هذا لم يمنع النظام التركي من مواصلة ألاعيبه.

أردوغان يشحن أعدادا هائلة من المرتزقة إلى طرابلس بشكل غير مسبوق


تحركات أردوغان لإشعال الأوضاع في ليبيا تظهر واضحة في أكثر من بقعة، أهمها سوريا التي شهدت تجهيز عدد ضخم من المرتزقة السوريين وإرسالهم إلى ليبيا خلال الأيام الماضية مع صدور أوامر بوقف عودة المرتزقة المتواجدين بالفعل في طرابلس.


وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان رصده تحركات عسكرية تركية غير مسبوقة برًا وبحرًا وجوًا وكأن تركيا تستعد لحرب شاملة في ليبيا، وتعتمد اعتمادًا كليًا على المرتزقة التي أفاد المرصد السوري بوصول دفعة جديدة من المرتزقة السوريين إلى ليبيا قادمة من تركيا.


وأكد المرصد أن التحركات التركية تعزز المخاوف من وجود خطة لإجهاض الاتفاق الأممي تمهيداً لتفجير الاقتتال ونسف الحوار السياسي بين طرابلس وبنغازي، عبر أدوات أنقرة في ليبيا، بما يخدم مصالحها وأجنداتها التخريبية.


وتابع المرصد: في تحدٍّ واضح للإرادة الدولية التي ترنو إلى التهدئة، كشفت مصادر ليبية عن قيام تركيا بجسر جوي غير مسبوق نحو قاعدة الوطية العسكرية بغرب ليبيا.


وأكدت المصادر، أنّ القيادة العسكرية التركية أرسلت 6 طائرات شحن عسكرية إلى ليبيا، حيث هبطت يومي الخميس والجمعة الماضيين قادمة من قاعدة "مرزيفون" التركية في قاعدة الوطية الليبية الواقعة على بعد حوالي 150 كلم عن العاصمة طرابلس، ونحو 25 كلم عن الحدود التونسية.


وأشارت إلى أنّ تلك الطائرات كانت مُحمّلة بمعدات عسكرية متطورة، منها منصات صواريخ أرض/جو، وبطاريات مدفعية ميدان بعيدة المدى، إلى جانب كميات كبيرة من الذخائر الحربية المُتنوعة التي يتم تكديسها في هذه القاعدة التي سلمتها حكومة السراج إلى تركيا منذ سقوطها في مايو الماضي.

زيارة السيسي لـ"فرنسا" أزعجت أردوغان ودفعته للتصعيد في ليبيا


وتتزامن التحركات التركية المشبوهة، مع زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى باريس، وجاءت كرد على الزيارة المصرية لباريس حيث تمثل الدولتان حائط صد ضد طموحات الرئيس التركي في ليبيا.


وخلال الزيارة الأخيرة، أكد الرئيسان المصري والفرنسي على تطابق وجهتي النظر حول الملف الليبي، والمتمثل في رفض التدخلات الخارجية في ليبيا، وأهمية دعم المسار السياسي، بحسب ما أوردته مواقع عربية.


ويرى مراقبون أن تهديدات وزير الدفاع في حكومة الوفاق الليبية صلاح الدين النمروش بالانسحاب من اتفاق وقف إطلاق النار، جاء وفقًا لاتفاقات مع النظام التركي ردًا على زيارة الرئيس المصري إلى فرنسا.


يأتي ذلك غداة إعلان الجيش الوطني الليبي أمس حالة الاستنفار والتأهب، استعداداً لصد أيّ تحركات عدائية، وذلك بعد رصد سفن حربية تركية قرب المياه الإقليمية الليبية.


يُذكر أن آمر غرفة عمليات تحرير غرب سرت المكلف، أحمد سالم عطية الله آدم، قد وجه برقية إلى كافة آمري القواطع والوحدات التابعة لقوات الجيش الليبي لرفع درجة الاستعداد الكاملة لكافة القوات، مع أخذ الحيطة والحذر والتبليغ عن أيّ تحركات ووقف الإجازات وأوامر الحركة للآليات المغادرة حتى إشعار آخر.