ما وراء سعي قطر للتصالح وإنهاء المقاطعة العربية؟

ما وراء سعي قطر للتصالح وإنهاء  المقاطعة العربية؟
أمير قطر تميم بن حمد

غموض كبير يحيط بموقف قطر من المصالحة مع العرب، فرغم سعيها الكبير والمتواصل لإنهاء المقاطعة إلا أنها في الوقت نفسه لا تعمل على تحجيم علاقاتها مع الجماعات المتطرفة وتركيا وإيران، لتثير التساؤلات عن هدفها من المصالحة هل هو العودة لأحضان العرب مجددا أم زيادة تمكين المتطرفين من بعض الدول التي تشهد صراعات كبرى مثل فلسطين وليبيا.


ازدواجية قطر

وتحاول قطر ممارسة لعبة مزدوجة ولكنها ليست واضحة، فهي تسعى للمصالحة مع العرب من أجل إنهاء المقاطعة وكسب ودّ  الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة جو بايدن ومن ناحية أخرى لا ترغب في التنازل عن علاقاتها مع الجماعات المتطرفة وحماس وتركيا وإيران.


ووفقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فعلى  مدى الأشهر القليلة الماضية ، كانت هناك شائعات مستمرة بأن أزمة الخليج التي بدأت في عام 2017 قد يتم حلها مع قطر لإصلاح العلاقات مع المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين.


وارتبطت هذه الأنباء بإمكانية إقدام تركيا على إصلاح علاقاتها مع مصر ودول الخليج وإسرائيل، وتغذي أنقرة والدوحة هذه القصص الإعلامية عبر وسائل الإعلام الداعمة لها.


ولكن في الواقع، تدعم تركيا حماس بشكل علني، وافترشت لقادة الإرهاب السجادة الحمراء مرتين هذا العام رغم إدانة من وزارة الخارجية الأميركية لاستضافتها للحركة.


كما تلعب قطر لعبة أكثر تعقيدًا ، بعد أن استضافت حماس في الماضي وتمول غزة التي تديرها حماس، ولكنها لا تصدر نفس التصريحات المتطرفة مثل أنقرة، لكن دولًا في المنطقة اتهمت قطر بالدفع بأجندات متطرفة في الماضي.


وتدعم كل من قطر وتركيا جماعة الإخوان المسلمين أو الجماعات التابعة لها في دول مختلفة ، بينما تعتبر السعودية ومصر والإمارات الإخوان جماعة إرهابية. 


صراع عالمي

هذا جزء من صراع عالمي للعديد من المؤسسات الإسلامية ويجب ألا يُنظر إليه على أنه مجرد أزمة خليجية صغيرة فهي لها تداعيات عالمية من ماليزيا إلى باكستان إلى ليبيا. 


لقد كانت تركيا عدوًا عنيدًا للحكومة المصرية، وهددت بقطع العلاقات مع الإمارات عندما وقعت اتفاق سلام مع إسرائيل، حيث يبدو خطاب أنقرة كثيرًا مثل إيران عندما يتعلق الأمر بدعم التطرف.


أما بالنسبة لقطر، فقد خاضت حربا ضد جيرانها العرب باستخدام شركات الضغط الأميركية، ووصلت لأبعد من ذلك بنقل مجموعة من الأصوات المؤيدة لإسرائيل إلى قطر في عامَيْ 2017 و 2018 لمحاولة تعزيز علاقاتها مع إدارة دونالد ترامب، كما سعت إلى حوار إستراتيجي مع الولايات المتحدة، وسخرت قطر جماعات حقوق الإنسان لانتقاد جيرانها. 


والآن تسعى قطر للمصالحة، وتمارس لعبة مزدوجة غير واضحة، فمن ناحية تبدو منفتحة على إسرائيل ويقول أصدقاؤها إنها ذكية ويمكنها إقامة علاقات مع إسرائيل حاولت بيع نفسها للجماعات الموالية لإسرائيل ، بما في ذلك الأصوات اليمينية المتطرفة المؤيدة لإسرائيل ، باعتبارها منفتحة على إسرائيل.


لكن في نهاية المطاف ، كان دور قطر طويل الأمد مع الجماعات الإسلامية اليمينية المتطرفة ، وليس مع المعتدلين. 


وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت المصالحة الخليجية تعني أن قطر تغير دورها وتقلل من اعتمادها على تركيا وعلاقاتها بإيران، أم أن العكس هو الصحيح وتسعى لفتح الأبواب لجماعات مثل حماس عبر مصالحتها. 


من المحتمل ألا ترغب القاهرة أو الرياض في أي انفتاح على جماعة الإخوان ، بعد سنوات ذهبوا فيها قدر الإمكان لسحق الجماعات المرتبطة بها.