من أَخْطَر مُخيَّمات العالم.. محاولات لداعِشيّات بالفرار من "الهول"
بينما ينشغل مختلف دول العالم بمحاربة فيروس "كورونا" المستجد القاتل، مازال تنظيم داعش يحاول بث سمومه الإرهابية بطرق ملتوية بعيداً عن الأنظار التي لم تعد تركز عليه حاليا.
الهروب من الهول
ومن داخل واحد من أخطر المخيمات في العالم "مخيم الهول"، الذي يقع في أقصى شرق محافظة الحسكة الواقعة شمال سوريا، توجد عائلات لمقاتلي تنظيم داعش الإرهابي تحت حماية كردية، حيث يشهد على فترات متفاوتة محاولات هرب منهم.
وقبل ساعات، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوى الأمن الداخلي "الأسايش" التابعة لقوات الحماية الكردية، تمكنت من إحباط عملية تهريب نساء من عوائل تنظيم داعش الإرهابي من المتواجدين ضمن المخيم الهول، بعد أن رصدت كاميرات المراقبة ذلك، لتحبط القوات العملية سريعا.
وأضَاف المرصد السوري أنه كانت توجد النية لتهريب 5 نساء من الجنسية الروسية من عوائل تنظيم داعش برفقة 13 من أطفالهم في ساعات الفجر الأولى من الجمعة، حيث قامت امرأة بمحاولة تهريبهم من داخل المخيم، وهي زوجة المسؤول الإداري لعلاقات قتلى التنظيم من الجنسيات غير السورية، وتم رصدهم يحاولون الفرار من السور الجانبي للمخيم.
محاولات سابقة
لم تكن تلك هي المرة الأولى لمحاولة الهروب بالمخيم، حيث إنه إبان شن القوات التركية هجمات على مناطق شمال وشرق سوريا بنهاية العام الماضي، كثف داعش تحركاته في المنطقة وتحرك نساء التنظيم في مخيمات الإيواء التابعة للإدارة الذاتية.
وقبل أشهر، وتحديدا في أكتوبر الماضي، أحبطت قوات سوريا الديمقراطية في مخيم الهول، محاولة فرار نساء داعشيات، وألقت القبض على 14 منهن برفقتهن 21 طفلا من جنسيات مختلفة.
مخيم الهول
يعتبر "الهول" أحد أخطر المخيمات في العالم، حيث يقع في أقصى شرق محافظة الحسكة الواقعة شمالي سوريا، تحت حماية كردية، وتبلغ مساحته 45 كلم، ويضم أكثر من 74 ألف نسمة بين نازح ولاجئ وعوائل من داعش ثلثهم من نساء وأطفال، حيث تصل نسبتهم في المخيم إلى 66% من عدد السكان، وأغلبهم لا يملكون أوراقا ثبوتية، لا سيما الذين ولدوا على أرض "دولة الخلافة" المزعومة بعد التحاق آبائهم بها، وفقا لهيئة الأمم المتحدة.
وتتمسك "الداعشيات" الأجنبيات من مختلف الجنسيات في المخيم بأفكار التنظيم المتطرف إلى الآن، لذلك يقدمن على عمليات عنف نهارا داخل الهول، معظمها متعلق برفض ضحاياهن لأفكارهن المتطرف، حيث يحاولن قتل أو معاقبة أي امرأة لا تلتزم بتعاليمهن كارتداء الزي الشرعي والالتزام بالصلاة وتوقيتها، بالإضافة لجرائم القتل العمد كالخنق أو استخدام السكاكين.
وتمنع السلطات الأمنية في المخيم المتطرفات من مغادرته، بينما تسمح فقط للمدنيين السوريين والعراقيين بالخروج منه.
داعش و"كورونا"
في منتصف مارس الماضي، فاجأ "داعش" العالم أجمع، بقراره وقف عملياته بسبب فيروس "كورونا"، في خطوة غير مسبوقة.
ودعا التنظيم مقاتليه إلى تجنب المدن الأوروبية في الوقت الحالي، خوفا من إصابتهم بفيروس "كورونا" المستجد، محذرهم من السفر والابتعاد عن "أرض الوباء" لتقليل خطر التعرض للمرض القاتل الذي وصفه بـ"الطاعون"، قائلا إن "الأصحاء لا يجب أن يدخلوا أرض الوباء، ولا يخرج المصابون منه".
كما حث التنظيم أنصاره على غسل أيديهم وتغطية أفواههم عند التثاؤب والعطس لمنع انتشاره، مضيفا أن "الأمراض لا تعدي بذاتها ولكن بأمر الله وقدره"، معتبرا أن الفيروس "عذاب أرسله الله لمن شاء".
قنبلة موقوتة
فيما قال الدكتور "أحمد النجار"، المحلل السياسي السوري: إن مخيم الهول هو أشبه بـ"القنبلة الموقوتة"، ففي حال خروج الداعشيات منه، سيتحولن إلى قنابل مستعدة للانفجار في بلادهن، بنشرهن الفوضى والإرهاب فيها.
وأضاف النجار أن ذلك يتضح من خلال أسلوبهن في تنفيذ العديد من أعمال العنف، والتزمت الديني رغم أن أغلبهن لم يَكُنّ مسلمات في البداية، كما أنهن يحكمن المخيم بقوانينهن، مشيراً إلى ارتفاع محاولات الهروب وجرائم القتل منذ العمليات التركية على سوريا، ما ينم عن وجود صلة وطيدة بين الطرفين.
وتابع أن الأوضاع بالمخيم كارثية ولا توصف، فهو بؤرة إرهابية تضم أكثر من 40 ألف داعشية وأطفال دواعش، لذلك فهو التجمع الأكبر والأخطر بالعالم، مطالباً بسرعة حلّه مع ضرورة تأهيل الموجودين فيه على أكمل وجه قبل الإقدام على تلك الخطوة، نظرا لخطورتهم على أبناء سوريا والعالم أجمع.
ورجح أن تكون تلك المحاولة للداعشيات بالهروب من المخيم هي بتنسيق مسبق مع أعضاء التنظيم من أجل تنفيذ المزيد من العمليات الإرهابية ولدعم التواجد التركي الغاشم على أراضيها.