من الإرهاب للسرقة... تركيا تسطو على الشحنات الطبية المتجهة لإسبانيا

من الإرهاب للسرقة... تركيا تسطو على الشحنات الطبية المتجهة لإسبانيا
صورة أرشيفية

بعد أن استمر لأعوام الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" راعياً وأباً روحياً للأعمال الإرهابية في التي شهدتها مختلف بقاع الأرض من أجل مصالحه الخاصة وأحلامه الاستعمارية، انتقل الأمر إلى الجو ليصبح قرصاناً جوياً جديداً في ظل فتك فيروس "كورونا" المستجد "كوفيد 19" بالشعب التركي.

"كورونا" تفتك بتركيا


يتفشى فيروس كورونا بشدة في تركيا، حيث أعلن وزير الصحة، فخر الدين قوجة، خريطة انتشار "كوفيد 19" ليتضح أن مدينة اسطنبول هي بؤرة الفيروس بفارق شاسع عن بقية المدن التركية، حيث وصل عدد الإصابات إلى 15 ألفا و679، أما عدد الوفيات فوصل إلى 277 حالة.


جاءت مدينة اسطنبول في المقدمة حيث بلغت 8852 إصابة و 177 وفاة، بنسبة تزيد عن 50%، بينما حلت في المرتبة الثانية مدينة إزمير بواقع 853 إصابة، وأنقرة 712 إصابة، وقونيا 584 إصابة، وقوجة إيلي 410.


وتم الإعلان عن اسطنبول بؤرة للمرض جراء تلك الأرقام، بعد رفض قوجة في مناسبتين على الأقل تحديد مواقع انتشار الفيروس في البلد، ما يتطلب سرعة فرض حظر التجوال بها، بينما الرئيس التركي مازال مصمما على خيار "الحجر الصحي الطوعي" ويقاوم فكرة الإغلاق التام، من أجل اقتصاده المنهار.

قرصنة جوية لمستلزمات طبية


وبسبب تلك الأعداد وارتفاع الوفيات والإصابات، قرصنت تركيا طائرة محملة بشحنات طبية كانت متجهة لإسبانيا التي تحولت لبؤرة الفيروس، بدلا من تكاتف العالم سويا، وهو ما أظهر الوجه الحقيقي للنظام التركي الفاسد غير الإنساني.


قرصنت تركيا شحنة تضم أجهزة تنفس صناعي ومستلزمات طبية، قادمة من الصين، لمواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في أسبانيا، وهو ما أثار موجة غضب عارمة في البلاد تم على إثرها طرد سفير أنقرة في مدريد، وإعادة النظر في المساعدات المقدمة إلى نظام أردوغان من الاتحاد الأوروبي.
واعتبر الأسبان أن تركيا تتعمد قتل المواطنين بذلك الجرم الفادح، وهو ما وصل لتصويرهم الأمر بمثابة إعلان للحرب، ليثور ضدهم أيضا الأحزاب الإسبانية، حيث غرد حزب "فوكس" عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"ـ قائلا: "هذا ما يحدث حينما تتعامل مع حكومة تنتهج أسلوب عصابات المافيا، حكومة لا تسعى إلا إلى السيطرة والاحتلال مثلما فعلت في اليونان، أو الاستيلاء على أجهزتك الطبية لتتركك وحدك في مواجهة وباء عالمي مثل وباء الكورونا، ونرى أنه إذا ثبتت بالفعل مسؤولية تركيا فإنه لا بد من طرد السفير التركي من أرض إسبانيا". 


وجاء ذلك التصرف الذي يبعد عن الإنسانية تماما، بعد مطالبة أنقرة مدريد بالتنازل عن الأجهزة لعدة أسابيع، بحجة أنها تواجه أزمة في المعدات الطبية اللازمة لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد في تركيا، وهو ما فشلت فيه لتحصل عليه بدافع العنف.

تفاصيل القرصنة


كشفت وزارة الخارجية الإسبانية، أن السلطات التركية استولت على طائرة محملة بأجهزة تنفس كانت فى طريقها من الصين إلى إسبانيا، حيث إن الحكومة التركية تحتجز فى أنقرة شحنة من الإمدادات الطبية تم شراؤها من الصين قادمة لإسبانيا منذ السبت الماضى.


وأضافت أن الحكومة التركية فرضت قيودا على صادرات الأجهزة الطبية على أراضيها بدافع قلقهم بشكل رئيسي من قدرتهم على الحفاظ على نظامهم الصحي، موضحة أن هذه الشحنة ثمينة لأنها تحتوى على 162 جهاز تنفس لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد الخاصة بوحدات العناية المركزة، وفق وسائل إعلام إسبانية.

الاقتصاد التركي الأسوأ


الأسبوع الماضي، أكدت وكالة التصنيف الائتماني الدولية "موديز" في رؤيتها، أن الاقتصاد التركي الأكثر تضررا بالعالم، بسبب انتشار فيروس كورونا من بين الاقتصاديات في مختلف الدول، موضحة أن توقعاتها للسنة المالية في تركيا أن تكون سيئة.


وأضافت أنه بسبب تداعيات الوباء عدلت النمو الاقتصادي الذي قدرته بنسبة 3% إلى تراجع وانكماش بنسبة 1.4% في العام الجاري.


وتابعت "موديز" أن الاقتصاد التركي تلقى صدمة هي الأعنف في العالم، بسبب كورونا، حيث أحدث ركودا كبيرا في الاقتصاد العالمي، بينما حاولت الدول التصدي له مثلما دعت المملكة العربية السعودية لاجتماع افتراضي استثنائي بنهاية الأسبوع الماضي لمجموعة العشرين، بينما لم تقدر أنقرة على الإقدام على أي خطوة حاليا.