أسر شهداء مصر في ذكرى ثورة يناير: لم ننسَ إرهاب الإخوان الذي خطف أبناءنا
"الورد اللي فتح في الجناين"... هكذا لقبوا بمصر، بعد أن بذلوا حياتهم لأجل بلادهم، وتحسين مستقبلها وأوضاعها، وترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان، على مدى عدة أعوام، ليسطروا أسماءهم في التاريخ، بشهداء مصر من رجال الشرطة والجيش والمدنيين.
والدة الشهيد مصطفى عميرة: حطيت ابني في الصندوق علشان مصر
الرائد مصطفى يسري عميرة، كان أول شهداء الشرطة في أحداث فض اعتصام جماعة الإخوان الإرهابية بميدان رابعة العدوية 14 أغسطس 2013، حيث أصيب برصاصات قناصة الجماعة الإرهابية، لتخترق جسده الشاب، فيسقط في غيبوبة محاولا النجاة لثلاثة أعوام، لحين وفاته في 19 أغسطس 2016.
ومنذ وفاته لم تغفل والدته وفاء السيد، عن ذكراه والدعاء بالانتقام من جماعة الإخوان الإرهابية، والقصاص من القيادات والقتلة الذين وجهوا بسفك دماء الشباب بعد ثورتي يناير ويونيو، لتفقد الأمهات والزوجات رجالهن وأبناءهن ويشهدن مرارة صعبة، لم تخفض داخلهن حتى الآن.
وقالت وفاء السيد، والدة الشهيد الحي، كما يلقب، إنها أودعت نجلها داخل الصندوق، الذي ضحى بحياته لأجل بلاده وخرج بصدره عاريا أمام القناصة الغادرين، ما يثبت أن أفراد الجماعة يخالفون ما يدعون له من المتاجرة بالدين الذي يخالفون تعاليمه بقتل الأبرياء وسفك الدماء.
وأكدت أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حرص على دعم أهالي الشهداء بكل السبل وتكريمهم، مشيدة بجهوده في تحسين أوضاع البلاد حاليا عبر تطويرها بكل السبل، قائلة: "اللي وصلنا له دلوقتي بسبب دم أولادنا، وجهود الرئيس السيسي، أنقذنا بدل ما نقف طوابير اللاجئين، زي اللي حصل في بلاد تانية".
والد الشهيد شهاب: ابني أصر على المشاركة بثورة يناير علشان بلده
ومن بين جموع الآلاف من الشباب الذين احتشدوا في ميدان التحرير في ثورة يناير، كان الشاب شهاب أحمد، الذي فقد حياته إثر رصاصة غادرة، يوم جمعة الغضب، اخترقت الجانب الأيمن من رأسه لتخرج من الأيسر، أثناء محاولته حماية المتحف المصري.
يتذكر والد شهاب أيام الثورة التي تتزامن مع ذكراها الحالية، أنه أصر على المشاركة في الثورة رغم عدم رغبة أسرته في ذلك خوفًا عليه، لكنه صمم على دعم بلاده في هذه الأوقات العصيبة التي تشهدها مصر من ثورات الربيع العربي.
وأضاف أن نجله كان رافضًا لتواجد الإخوان المسلمين وقتها وخوفه من استغلالهم للثورة مثلما حدث في تونس وقتها، قائلاً: "وهما فعلا سبب المعاناة والأزمات اللي عيشنا فيها بعد كده، نفسي نخلص منهم كلهم بالقصاص العادل علشان نرحم شبابنا من مخططاتهم ضد بلدنا الغالية مصر".
والدة الشهيد إسلام مشهور: الإرهاب أخذ ولادنا وأحلامهم وشباب زي الورد
رغم رحيل نجلها منذ حوالي 3 أعوام، في واحدة من العمليات الإرهابية التي هزت مصر، وهي ملحمة الواحات، في 20 أكتوبر 2017، التي شهدت اشتباكات مع عناصر مسلحة تابعة للإرهابي هشام عشماوي بمنطقة الواحات، برفقة 6 ضباط بينهم اثنان من قطاع الأمن الوطني وثالث من قطاع العمليات الخاصة، وأُصيب 5 شرطيين آخرين.
ومن بين الشهداء في تلك العملية، سقط النقيب إسلام مشهور، الضابط بإدارة العلميات الخاصة بقطاع الأمن المركزي، الذي لم تكف والدته سوزان عبدالمجيد، عن الدعاء يوميا بالانتقام من القتلة والإرهابيين والإخوان الذين أشاعوا تلك الجرائم بالبلاد، قائلة: "لما كنت باشوف مسلسل الاختيار وفيه هشام عشماوي، كان بيبقى نفسي آخد التلفزيون أموته بإيدي".
وتابعت والدة الشهيد أن: "العمليات الإرهابية اللي مصر شافتها على أيد الإخوان وغيرهم راح فيها ولادنا بأحلامهم، وشباب زي الورد ملهمش ذنب في حاجة، ماتوا بغدر التطرف، ربنا يخلصنا منهم خالص".
والد الشهيد عمرو عبدالمنعم: الإرهاب خطف ابني مني ومن ولاده
في سبتمبر الماضي، فقدت نجلها العقيد عمرو عبدالمنعم، أثناء تأدية عمله في سجن طرة، بمنع هروب 4 إرهابيين لتنظيمي "داعش" والإخوان المحكوم عليهم بالإعدام، لتفقد معنى البهجة الحقيقية في الحياة بالنسبة لها.
"الإرهاب خطف ابني مني ومن ولاده، ووجع قلبنا لدرجة مبقاش نحس بطعم الدنيا".. باتت تلك هي المشاعر المسيطرة على والدة الشهيد العقيد عمرو، لتصف حالها بأن "الإرهاب كسر لي قلبي وظهري".
وتمنت الأم السبعينية التخلص تماما من كل المجرمين والإرهابيين في العالم وخضوعهم لمحاكمات سريعة، مؤكدة أنها رغم معرفتها بمكانة نجلها في الجنة إلا أن فقدانه يعتبر صعبا للغاية، لذلك تأمل أن تتخلص البلاد من كل المجرمين الذين يحيكون المخططات السوداء لمصر.