تداعيات الضربة الإسرائيلية على ريف حلب السورية؟

تداعيات الضربة الإسرائيلية على ريف حلب السورية

تداعيات الضربة الإسرائيلية على ريف حلب السورية؟
صورة أرشيفية

هجوم إسرائيلي على مدينة حلب السورية يفتح أبواب جديدة من الصراع المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث شهدت سوريا بجانب قطاع غزوة ضربات إسرائيلية متتالية أشهرها قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، وهو ما فتح أبواب جديدة من الصراع في ظل تواجد قوى إيرانية بسوريا. 

وتتواجد قوى كبرى من الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وهو ما يفتح أبواب صراعًا جديدًا بين الدولتين عقب الهجمات الإيرانية الكبرى التي قامت بها إيران منذ أشهر، وعقب الغارات الإسرائيلية اعتبرت إيران أن ما حدث هو انتهاك صارخ للقانون الدولي والسيادة السورية وتهديد للسلام الإقليمي والدولي.

قصف يؤدي لـ 40 قتيل 

وشهدت سوريا مؤخرًا هجومًا جويًا إسرائيليًا استهدف بعض المواقع في محيط مدينة حلب، وهو الهجوم الثاني الذي يتم الإبلاغ عنه على البلاد في أقل من أسبوع، وأدى إلى وفاة 12 شخصًا و وقوع "بعض الخسائر المادية".

حيث استهداف جوي إسرائيلي لموقع في بلدة حيان بريف حلب الشمالي، أسفر عن انفجارات متتالية في معمل النحاس بالمنطقة التي تسيطر عليها مجموعات إيرانية؛ ما أدى لمقتل 12 عنصرًا من المجموعات الموالية لإيران في حصيلة أولية.


وشنت إسرائيل في 29 مايو هجمات جوية على المنطقة الوسطى في سوريا وعلى مدينة بانياس الساحلية؛ ما أدى إلى مقتل طفلة وإصابة عشرة مدنيين، وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام رسمية سورية.

ضربات إسرائيلية متتالية وإدانات إيرانية 

تشن إسرائيل منذ سنوات هجمات على مواقع تصفها بأنها أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، مع تزايد نفوذ طهران هناك منذ أن بدأت في دعم الرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية التي انطلقت شرارتها عام 2011، وفي أبريل، ردت إيران بإطلاق صواريخ على إسرائيل، بعد غارة جوية يعتقد أنها إسرائيلية دمرت مبنى في مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، وقتلت عددًا من الضباط الإيرانيين من بينهم ضابط برتبة كبيرة.

وقد أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة الغارات الإسرائيلية على مناطق بمحافظة حلب شمالي سوريا، "والتي أدت لاستشهاد عسكريين ومدنيين سوريين"، واعتبرت أن الغارات الإسرائيلية انتهاك صارخ للقانون الدولي والسيادة السورية وتهديد للسلام الإقليمي والدولي.

ويقول الباحث السياسي السوري جمال الشوفي: إن الوضع في سوريا صعبًا للغاية، ومنذ 10 سنوات تعاني سوريا من تداعيات ما سمي بالربيع العربي وتدخل قوى متعددة إلى سوريا ومنها قوى إقليمية مثل إيران وروسيا، وبالتالي الضربات الإسرائيلية الموجهة نحو سوريا هي استفزاز إسرائيلي نحو طهران، والتي تراها إسرائيل العدو الأخطر لها بالمنطقة. 

وأضاف الشوفي، في تصريحات خاصة للعرب مباشر، أن إدارة نتنياهو تحاول بشكل كبير البحث عن مزيد من الوقت خوفًا من انتهاء حرب قطاع غزة في ظل الضغوط الأمريكية، ولذلك تحاول أن يكون لها صراعًا جديدًا وهو ما نراه بالتصعيد في جنوب لبنان مع حزب الله، وكذلك الضربات على حلب ودمشق، وهو ما يزيد من التصعيد في المنطقة، وبالتالي هناك رؤية إسرائيلية لاستمرار الحرب في الوقت الحالي. 

وأكد المحلل السياسي سلمان الشيب، أن إسرائيل تقوم بشكل دورى بهجمات على سوريا، ولكن ما حدث مؤخرًا من ضربات أدت لوفيات كثيرة قد تصل إلى 40 شخصًا هو تصعيد خطير وروسيا نددت بالهجمات واعتبرتها انتهاك صارخ للدولة السورية، وبالتالي على العالم أن يرى ما تفعله إسرائيل في المنطقة من هجمات علي لبنان وسوريا وقطاع غزة ولا تهتم بأي شخصًا. 

وأضاف الشيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الغارات الإسرائيلية انتهاك صارخ للقانون الدولي والسيادة السورية وتهديد للسلام الإقليمي والدولي، وتهدف لتوسيع الأزمة في المنطقة وترميم هزائم إسرائيل أمام فصائل المقاومة الفلسطينية، خاصة وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان خطابه واضح للجميع بأن إسرائيل لم تحقق مكاسب.