تفاهمات عباس وأردوغان تثير الجدل.. وخبراء: انخراط بالمشروع القطري التركي
في ظل المساعي الدولية العديدة، خاصة من جانب الإمارات مؤخراً لحل القضية الفلسطينية ووقف ضم أراضي القدس إلى إسرائيل، إلا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أظهر موقفاً غريباً مثيراً للجدل، برفضه لذلك، بينما تقرب إلى الدول المعادية، ما يثبت انخراطه في المشروع القطري التركي لتدمير المنطقة العربية.
اتصال مع أردوغان
بعد اعتراضات وازدواجية أظهرها أبو مازن مع الإمارات، وتقربه لقطر، أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، اتصالاً هاتفياً، قبل ساعات.
وأفادت وكالة "وفا" الفلسطينية الرسمية، بأن عباس وضع الرئيس التركي "في صورة الحوارات التي تجرى حالياً بين حركتي فتح وحماس والفصائل الفلسطينية، وفق ما تم الاتفاق عليه في اجتماع الأمناء العامين للفصائل، وإصرار الجميع على وحدة الموقف، بهدف تحقيق المصالحة والذهاب للانتخابات".
وطالب عباس "بدعم تركيا لهذا الاتجاه، وكذلك توفير مراقبين من تركيا في إطار المراقبين الدوليين، للمراقبة على الانتخابات".
كما شكر الرئيس الفلسطيني نظيره التركي "على مواقف تركيا الداعمة لفلسطين وقضيتها العادلة"، والاتصالات التي أجراها مع رئيسي صربيا وكوسوفو لحثهما على عدم فتح سفارات أو مكاتب لهما في القدس.
وبحث معه "الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على عدد من الدول، وضرورة مواجهة هذه الضغوط والالتزام بمبادرة السلام العربية".
علاقات سابقة وخطأ جديد
ومن ناحيته، فسر الدكتور أيمن الرقب، محلل سياسي فلسطيني وعضو بحركة "فتح"، سبب ذلك الاتصال بأنه يرجع للعلاقات بين أبو مازن وتركيا، حيث يحاول الرئيس الفلسطيني تغيير المعادلة من خلال توطيد علاقاته بالمحور القطري التركي.
وأضاف الرقب: أن تركيا تستضيف منذ أمس وفدي فتح وحماس لحل القضايا الخلافية بين الفصيلين لتحقيق المصالحة الفلسطينية والوصول لاتفاق يرضي الطرفين، خاصةً أن حماس مصرة على تقاسم وظيفي في السلطة في الضفة، وهذا يحرج أبو مازن في ظل الرفض الإسرائيلي للوجود العلني لحركة حماس في الضفة.
ورجح أن أبو مازن يحاول الضغط على المحور العربي من خلال تقاربه لمحور تركيا قطر، مشدداً على أنه بالتأكيد يخطئ في ذلك لأنه سيبتعد عن محيطه العربي وسيجد نفسه لوحده.
وتابع: إنه توجد معلومات بأن أبو مازن يريد من تركيا أن تضغط على حماس للقبول بالوضع الحالي ودعم أبو مازن في الانتخابات الفلسطينية القادمة، ليجدد عباس شرعيته بطريقة أو بأخرى ليتخلص من خصومه، موضحاً أنه يحتاج لدعم حماس في ذلك وفي حال الموافقة سيعلن عن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المعطلة منذ سنوات وبذلك يضمن التخلص من كل خصومه.
وأردف الرقب أن عباس طلب من تركيا الضغط على حماس للتحلل من التفاهمات بين الحركة وتيار الإصلاح الديمقراطي الذي يقوده القائد الفلسطيني محمد دحلان أكبر خصوم أبو مازن وأردوغان، ومنع عمل كوادره في قطاع غزة واعتقال جزء منهم.
ولفت إلى أن أبو مازن يحمل الجنسية القطرية وأبناؤه وأحفاده يقيمون في الدوحة ويوجد علاقات اقتصادية لأبنائه مع القطريين، ومنها شركة الاتصالات الفلسطينية العاملة في الأراضي الفلسطينية.
التأثير على الإمارات
من ناحيته، أكد أحمد فارس، خبير الشؤون العربية، أن اتصال الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنظيره التركي رجب طيب أردوغان في هذا الوقت، ينم عن رغبته في التأثير على الاتفاق الثلاثي الذي وقعته الإمارات مع أميركا وإسرائيل، الأسبوع الماضي بالبيت الأبيض، والذي يعتبر إنجازاً دبلوماسياً لا مثيل له.
ولفت إلى أن أبو مازن يرتبط بعلاقات قوية مع تركيا وقطر، حيث يحرص على إفادتهم بكل الجديد في البلاد، ما يكشف عن مصلحتهم في استمرار النزاع العربي ضمن المخطط الإرهابي للدولتين، لضرب أمن واستقرار البلدان.