مصر والسعودية يفسدان مخططات قطر للاستيلاء على سوق الغاز
مخططات مشبوهة كبرى تسعى لها كل من قطر وتركيا حتى تستطيع الأولى الهيمنة بشكل كامل على سوق الغاز الطبيعي في منافسة شرسة مع روسيا وإيران إلا أن الثنائي وقف عاجزاً أمام مصر والسعودية اللتين هما الأقرب بالفوز بتصدير الغاز لأوروبا نظراً لموقعهما الجغرافي القريب من أوروبا والبنية التحتية القوية لمصر.
مخططات تركية قطرية للإطاحة بروسيا وإيران
أكدت صحيفة "آرب نيوز" أن روسيا وقطر وإيران خلقوا معادلة معقدة في سوق الغاز الطبيعي، في ظل الظروف الحالية، حيث يواجه الشرق الأوسط العديد من الأزمات وأصبح ساحة للمصالح المتبادلة والمتنافسة.
وتابعت: إنه لا أحد يستطيع أن يقول على وجه اليقين ما إذا كانت الثروة الطبيعية مثل الغاز والنفط في هذه المنطقة نعمة أم نقمة.
ومن هذا المنطلق قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أثناء إعلانه رؤية السعودية 2030، إن المملكة ستعمل بجدية للتغلب على "إدمانها على النفط".
وأشارت إلى أن هناك الآن مشكلة تلوح في الأفق في سوق الغاز الإقليمي، وهي أن قطر عازمة على زيادة إنتاجها من الغاز؛ ما يهدد مصالح دول مثل روسيا وإيران.
على سبيل المثال، تحاول روسيا الحفاظ على مكانتها كواحدة من أكبر منتجي الغاز في العالم، مع الأخذ في الاعتبار العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدوحة وأنقرة، إذا حصلت قطر على الغاز إلى تركيا، فهذا يعني أنها وصلت إلى أبواب أوروبا ووجدت أسواق تصدير جديدة، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان حريص على استيراد الغاز من قطر لتحرير نفسه من ضغوط إيران المستمرة.
في عام 2019، انخفضت واردات تركيا من الغاز من روسيا وإيران بنحو 50%، وانتقدت تركيا إيران لتصديرها غازاً رديئاً النوعية وباهظ الثمن، ونتيجة لذلك، أعلن أردوغان أن حكومته تريد أن تصبح تركيا مكتفية ذاتياً في مجال الطاقة، وفي النهاية أن تكون أنقرة من بين أكبر مصدري الغاز في المنطقة.
مصر والسعودية ينهيان هيمنة قطر على سوق الغاز
وتابعت الصحيفة: إنه من ناحية أخرى، إذا كانت قطر تخطط لتصدير غازها إلى تركيا، فسيتعين عليها ربط خط أنابيب الغاز الخاص بها بتركيا عبر الخليج العربي أو العراق أو إيران، ولن تسمح إيران أبداً لخط الأنابيب بالمرور عبر أراضيها أو حتى المياه المحلية والدولية، حيث ستقلل من حصتها في السوق التركي.
وفي الوقت الحالي، تركز إيران بشكل أكبر على تصدير الغاز إلى الأسواق الآسيوية، وخاصة الهند وأفغانستان. ومع ذلك، واجه خط أنابيب الغاز الذي كان سيمتد إلى باكستان عقبات وهو غير مكتمل، حيث تبلغ تكلفته 200 مليار دولار، وأثارت الهند مخاوف أمنية في باكستان.
وأوضحت الصحيفة أن قطر ترغب في استغلال كافة هذه العوامل للهيمنة على سوق الغاز، ولكن بفضل التطورات الأخيرة في سوق الغاز تعرقلت خطة قطر لتصدير الغاز إلى أوروبا.
وأشارت إلى أن أحد هذه التطورات هو اكتشاف احتياطيات كبيرة من الغاز من قِبَل دول قريبة جغرافياً من أوروبا، على رأسها مصر، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، التي تتطلع إلى دخول سوق تصدير الغاز تماشياً مع رؤية 2030.
ويظل التساؤل هل تفكر السعودية بنقل غازها إلى أوروبا عبر مصر وقناة السويس، حيث اكتشفت مصر التي تلعب دوراً حاسماً في الصراعات السياسية في المنطقة، في عام 2013 احتياطياً كبيراً جداً من الغاز في البحر الأبيض المتوسط (حقل ظهر للغاز) وبدأت الآن في الاستخراج منه.
لذلك، ستصبح مصر قريباً مكتفية ذاتياً من الغاز وتتحول إلى دولة مصدرة، وإذا عملت مصر والمملكة العربية السعودية معاً، فمن المرجح أن يتم إنشاء خط أنابيب غاز؛ ما يعني أن هذين البلدين يمكنهما تصدير كمية كبيرة من الغاز إلى أوروبا.
إذا تم بناء خط أنابيب الغاز، سيكون لمصر والمملكة العربية السعودية بطاقة نفوذ مهمة للتأثير وتغيير التوازن في الألعاب السياسية في المنطقة فيما يتعلق بتدفقات الطاقة.
بينما تحاول قطر أيضاً دخول السوق الأوروبية، لن تقبل روسيا هذا التهديد لمصالحها الاقتصادية.