فضيحة إخوانية.. النصب على عناصر الجماعة في تركيا من أجل جواز سفر مصري
فضيحة إخوانية.. النصب على عناصر الجماعة في تركيا من أجل جواز سفر مصري
عقب المصالحة المصرية التركية بات عناصر الجماعة الإرهابية الهاربين في تركيا في مرمى وسهام الأزمات، وبات الوجه الآخر يظهر بشكل مباشر؛ مما أدى أن يكون هناك عوامل أخرى نتاج للملاحقة الخاصة من قبل تركيا لعناصر الجماعة.
ومؤخرًا أصبح جميع أفراد الجماعة يبحثون من آن لآخر عن مخرج من الأزمة التي يعانون منها، وهو ما تم الكشف عنه عبر عمليات تزوير، وكذلك نصب من قبل عناصر الجماعة فيما بعضهم البعض.
فضيحة إخوانية في تركيا
وقد تم الكشف عن فضيحة جديدة لجماعة الإخوان الإرهابية تسببت في دخول بعض المذيعين والمصريين الموالين للجماعة السجون في تركيا وغيرها من الدول التي يقيمون فيها، وفق ما كشف الإعلامي المصري الهارب من مصر والمقيم في بريطانيا سامي كمال الدين.
الإعلامي الإخواني كشف خلال فيديو عبر صفحته على منصة "إكس"، أنه تعرض لعملية نصب محكمة من جانب أحد عناصر الجماعة ويدعى محمد زايد كيلاني ينتمي لمحافظة شمال سيناء، وكان هارباً إلى الصومال قبل أن تستدعيه الجماعة للإقامة في تركيا.
وأضاف: أنه تعرف على هذا الإخواني من خلال صديق مشترك وأبلغه أنه يتمتع بعلاقات قوية مع قيادات أمنية مصرية، ويمكنه من خلالهم مساعدته في استخراج جواز سفر مصري له يسمح له بالتنقل بين الدول والعودة لمصر وقتما يشاء.
كما أوضح أنه التقى الشخص الإخواني بالفعل وطلب منه الأخير 9 آلاف دولار مقابل استخراج الجواز في أقرب وقت.
النصب باسم عناصر الجماعة
وقال الإعلامي الهارب: إن الشخص الإخواني قام بتكرار الواقعة مع نحو 15 آخرين بينهم إعلاميون، وقدم لهم جوازات السفر وبعد التحقق منها تبين أنها مزورة.
إلى ذلك أشار إلى أنه أخبر قيادات جبهتي الإخوان المتنازعتين في إسطنبول ولندن بالأمر، وطلب وساطتهما للحصول على أمواله والتحقيق مع هذا العنصر الإخواني لكن دون جدوى.
أتى ذلك بعدما شنت السلطات التركية حملات ومداهمات ضد عناصر الإخوان المقيمين في البلاد، خاصة الذين لا يحملون هويات أو إقامات أو جنسيات.
كما قررت إيقاف عمليات التجنيس والإقامات الإنسانية، والتنبيه على قيادات الجماعة بوقف استقدام أي عناصر أخرى للبلاد.
وبحسب المعلومات، فإن عدد المصريين المقيمين في تركيا يبلغ 35 ألفا، منهم ما بين 5 إلى 7 آلاف من عناصر وقيادات جماعة الإخوان والموالين لهم، وهؤلاء يتركزون في مدينة إسطنبول.
كما حصل 3 آلاف منهم على الجنسية التركية بالفعل، ومازال الباقون بلا هوية أو أوراق ثبوتية، ويعانون من التشتت وسوء وتدني الظروف المعيشية.
ويقول الباحث في شؤون الجماعة الإرهابية، مصطفي حمزة: إن عناصر جماعة الإخوان الإرهابية في تركيا تواجه مجموعة من التحديات المعقدة، حيث أصبحت الأزمات الداخلية واضحة بشكل كبير، بما في ذلك توترات مالية وخلافات شخصية بينهم.
ويرى حمزة - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن هذه الأزمات تُظهر تراجعًا ملحوظًا في دعمهم؛ مما زاد من الضغوط التي تدفع بعض أفراد الجماعة إلى استغلال بعضهم البعض مادياً، وهذه الممارسات نابعة من تفكك داخلي حاد بدأ يظهر بعد تزايد القيود الدولية على نشاطاتهم، ما أدى لتنافس داخلي مرير على الموارد المتاحة في تركيا.
بينما يؤكد الباحث طارق البشبيشي، أنه تعد عمليات النصب التي يتعرض لها عناصر الإخوان بمثابة مؤشر على انعدام الثقة بينهم، فبعض الأفراد يحاولون الاستفادة من الوضع الهش للآخرين، ما يعكس حالة من التنافس غير الصحي، هذه الأزمات تضعف جماعتهم وتؤثر في قدرتهم على التكيف داخل بيئة سياسية معقدة.
وأضاف البشبيشي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن أزمة الإخوان في تركيا ليست فقط مالية، بل تمتد إلى الأبعاد النفسية والاجتماعية، الخلافات المستمرة بينهم تزيد من حالة الارتباك، وتظهر كيف أن التفكك الداخلي يمكن أن يؤدي إلى انهيار مجموعة كانت تعتبر قوية، تلك الصراعات تعكس عدم الاستقرار الذي يواجهه التنظيم في ظل الظروف الحالية.