بعد زيارة بلينكن.. ماذا عن التقارب السعودي الأميركي؟
تشهد العلاقات السعودية الأميركية تقاربا كبيرا
تباعد في العلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية، حيث تشهد العلاقات نفورًا منذ فترة، إثر الكثير من الأزمات والتي من بينها تسعير البترول السعودي، فضلا عن التقارب الصيني السعودي.
حيث تم التصالح بين السعودية وإيران برعاية صينية، والطرفان الصيني والإيراني هما أشد الخصوم للكيان الأميركي مؤخرا والتي تسعي بدورها لتقليص دور النفوذ الصيني في منطقة الشرق الأوسط .
إلا أن العلاقات الأميركية السعودية تشهد تطورات نسبية مؤخراً ، حيث بات الوضع أفضل نسبيًا وتعاون الطرفان في العديد من الملفات وعلى رأسها الملف السوداني المشتعل خلال هذه الفترة.
بلينكن في المملكة العربية السعودية
وآخر التطورات كانت اجتماع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء السعودي في قصر السلام بجدة، مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وخلال الاجتماع تمت مناقشة عدة ملفات ومنها العلاقات الثنائية بين البلدين، وأوجه التعاون في مختلف المجالات وسبل تعزيزه، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.
ووزارة الخارجية الأميركية أوضحت، أن الوزير بلينكن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ناقشا التعاون الاقتصادي والطاقة النظيفة خلال الاجتماع.
وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "الوزير أكد أن علاقتنا الثنائية يعززها التقدم في ملف حقوق الإنسان"، ومناقشة تعزيز التعاون الاقتصادي ، لا سيما في مجالي الطاقة النظيفة والتكنولوجيا.
وخلال الاجتماع المطول تم بحث مجموعة شاملة من القضايا الثنائية مثل احتمال تطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل وقضايا اليمن والسودان وحقوق الإنسان.
علاقات تاريخية تشهد مداً وجزراً
ويقول منيف الملافخ، أستاذ العلوم السياسية السعودية: إنه لا شك أن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمملكة العربية السعودية، تؤكد على عمق العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين، هذه العلاقة كما هو معروف امتدت على مدى 80 عاما وأكثر.
وأضاف الملافخ في تصريحات خاصة لـ "العرب مباشر"، شهدت العديد من الاضطرابات والمد والجزر خصوصاً في عهد الرئيسين أوباما جو بايدن، لكن هذه العلاقات بشكل عام هي علاقات متماسكة وقوية، كما أن الزيارة تؤكد على حقائق هامة ومن بينها.
الحقيقة الأولى أن الولايات المتحدة أدركت أن المملكة العربية السعودية لاعب رئيسي يمتلك كثيرا من الأوراق الهامة في حل المشاكل الإقليمية ولها تقدير كبير في محيطها العربي والإقليمي نابع من مكانتها الدينية وقوتها الاقتصادية والسياسية.
وأضاف الملافخ الحقيقة الثانية، أن المملكة العربية السعودية اتخذت خطاً سياسياً يبتعد كثيراً على الخط الأميركي ويبتعد كثيراً ولا يتوافق مع الخط الأميركي سواء مع الدول الكبرى مثل الصين وروسيا، أو انضمامها إلى التنظيمات الدولية خارج المنظومة الأوروبية والأميركية كمنظمة شانجهاي في الصين أو منظمة بريكس أو على مستوى معالجة الخلافات والأزمات السياسية في الواقع الإقليمي مثلما حدث مع إيران وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين برعاية صينية.
وتابع، أو بإعادة سوريا إلى مقعدها الطبيعي في الجامعة العربية لتهيئة الأجواء لحل سياسي شامل بسوريا، أو كذلك الإدارة في الملف السوداني حيث تعد السعودية وواشنطن بعقد اتفاقيات لتهدئة الأوضاع في السودان.
وأشار إلى أن الحقيقة الثالثة هي أن الولايات المتحدة الأميركية تدرك أهمية الشرق الأوسط بالنسبة لها وتعمل على التخلي عن سياسة إدارة الظهر لحلفائها التقليديين والانسحاب من منطقة الشرق الأوسط وتعزيز ثقة هذه العلاقات الإستراتيجية وعودة الدور الأميركي للأمن والاستقرار خصوصا في منطقة الإقليم العربي بصفتها منطقة إستراتيجية وحيوية وتعد مصدرا لتزويد العالم بالنفط والطاقة بشكل عام.