من غزة لأوكرانيا.. كيف فشلت الأمم المتحدة في وقف إطلاق النار واحتواء التصعيد؟
فشلت الأمم المتحدة في وقف إطلاق النار واحتواء التصعيد بغزة و اوكرانيا
"أنا أشعر بالخجل من الأمم المتحدة" هكذا عبرت وزيرة الدفاع التشيكية جانا سيرنوتشوفا عن الأمر قبل بضعة أيام، في إشارة إلى الأمم المتحدة.
وبحسب موقع "موني كونترول" الدولي، فإنه على الرغم من عدم وجود مبرر لسخط جمهورية التشيك من الأمم المتحدة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خصوصًا أن الجمعية العامة للأمم المتحدة دعت إلى وقف إطلاق النار ولكنها تسلط الضوء على ضعف أكبر منظمة أممية في العالم فالقرار ليس ملزما، لتتكرر مأساة أوكرانيا مرة أخرى ولكن في قطاع غزة وبصورة أبشع.
منظمة بلا أهمية
وأكد الموقع أن تكرار القرارات بدون إلزام الدول لتنفيذها، سرعان ما يجعل الأمم المتحدة منظمة بلا أهمية، في الوقت الذي من المفترض أن تكون الجهاز الرئيسي في العالم للتعاون المتعدد الأطراف وحفظ السلام الجماعي، ويحظر ميثاقها استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، ولكن بهذا المعدل، قد تواجه الأمم المتحدة قريبا مصير سلفها، عصبة الأمم، التي أظهرت أنها عديمة الفائدة في ثلاثينيات القرن العشرين وتم حلها أخيرا بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة.
وتابعت: إن البعض يعتقد أن هذه مجرد الجمعية العامة. إن العمل الحقيقي في الأمم المتحدة هو في مجلس الأمن، الهيئة المكونة من خمسة أعضاء دائمين وعشرة أعضاء متناوبين، ويمكنهم إرسال قوات لتحقيق السلام أو الحفاظ عليه في المناطق المضطربة، لكن هذا المنتدى أصبح النسخة الدبلوماسية من معركة المصارعة الطينية بين الديمقراطيات الغربية بين القوى الخمس التي تتمتع بحق النقض -الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ــ والمحور الآسيوي المتمثل في روسيا والصين.
وأضافت: أن مجلس الأمن يتجه لأن يكون أيضًا بلا فائدة مع استمرار الولايات المتحدة وروسيا والصين في استخدام الفيتو لوقف الصراع في كل من أوكرانيا وغزة.
فشل جديد
وأضاف الموقع أنه في الأسبوع الماضي اقترحت الولايات المتحدة قراراً لمجلس الأمن يدين إرهاب حماس ويؤكد من جديد حق كافة الدول في الدفاع عن نفسها، وطالبت بالإفراج عن الرهائن، كما دعت إلى "هدنة إنسانية" لحماية المدنيين، ولكن روسيا والصين استخدمتا حق النقض الفيتو لإيقافه، ورفضت الإمارات العربية المتحدة العضو غير الدائم في هذه الدورة أيضًا المقترح، لأنه لم يتضمن بشكل صريح أي إلزام لإسرائيل بوقف إطلاق النار.
وتابع: إن القرار التالي كان من روسيا يلزم إسرائيل بوقف إطلاق النار بعد أن سقط أكثر من 8 آلاف فلسطيني ضحية العدوان الإسرائيلي وإلغاء أوامر الإخلاء الفوري لسكان قطاع غزة، لتستخدم الولايات المتحدة حق الفيتو لعرقلة القرار وتوافقها في الرأي المملكة المتحدة في الرأي.
وأضاف: أن بلدانا أخرى، وخاصة تلك الموجودة في ما يسمى بالجنوب العالمي، تحاول البقاء خارج هذا الشجار الجيوسياسي وترفع أيديها عن السخط، وقد صوتت الجابون، العضو الدوري في المجلس، لصالح النصين الأميركي والروسي، فقط من أجل إنجاز شيء ما.
وقالت ممثلة الجابون ليلي ستيلا نجيما ندونج: "نحن نأسف لأن العداء داخل هذا المجلس يجعل أي تقدم مستحيلا".