من نانتوكيت إلى واشنطن.. الكواليس الكاملة لعفو بايدن عن نجله
من نانتوكيت إلى واشنطن.. الكواليس الكاملة لعفو بايدن عن نجله
في خطوة غير متوقعة أثارت موجة من الجدل، أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن عفوًا شاملًا عن ابنه هانتر بايدن، مما يحميه من جميع الجرائم الفيدرالية المحتملة منذ عام 2014، حيث جاء القرار بعد أشهر من التكهنات والتوتر السياسي داخل الأوساط السياسية الأمريكية، خصوصًا مع خسارة بايدن الانتخابات الرئاسية لصالح دونالد ترامب وتصاعد الضغوط على عائلته، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
كواليس القرار
وبحسب مصادر مطلعة، اتخذ بايدن القرار النهائي أثناء تجمع عائلي صغير في عيد الشكر في نانتوكيت، وأبلغ مستشاريه بهذا القرار فور عودته إلى واشنطن، وتم الإعلان عنه رسميًا في اليوم التالي.
رغم أن بايدن كان قد تعهد في السابق بعدم إصدار عفو عن ابنه، فإن التطورات الأخيرة دفعته لاتخاذ هذا القرار، بما في ذلك مخاوفه من أن يصبح هانتر هدفًا سياسيًا بعد مغادرته منصبه.
وقوبل القرار بانتقادات واسعة من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء، حيث انتقدت شخصيات بارزة توقيت الإعلان والطريقة التي تم بها، معتبرين أن القرار قد يُفسر كاستخدام سياسي لصلاحيات العفو، واعتبر بعض المنتقدين أن العفو يعكس عدم مصداقية بايدن بعد تصريحاته السابقة.
من جهة أخرى، دافع مقربون من الرئيس عن القرار باعتباره خطوة إنسانية لحماية ابنه من ضغوط المحاكمات والسجون، خاصة مع التوترات العائلية الناتجة عن تحقيقات استمرت لسنوات.
أسرار العفو الشامل
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن العفو ركز على قضايا هانتر بايدن القانونية التي تضمنت إدانات بتهم حيازة سلاح أثناء إدمان المخدرات واتهامات بالتهرب الضريبي، وجاء القرار ليحول دون استمرار المحاكمات، التي كانت مقررة في 12 و16 ديسمبر، والتي كان من المتوقع أن تثير مزيدًا من الإحراج لعائلة بايدن.
بحسب شهود ومقربين، كان الرئيس قلقًا بشأن الضغوط النفسية والعلنية التي قد تتعرض لها عائلته جراء القضايا، خاصة بعد أن شهدت جلسات المحاكمة في وقت سابق هذا العام تفاصيل صادمة عن حياة هانتر ومعاناته مع الإدمان.
وكان العفو الذي أصدره بايدن غير معتاد من حيث نطاقه، إذ لم يشمل القضايا المتعلقة بالسلاح والضرائب فحسب، بل امتد ليشمل جميع الجرائم الفيدرالية المحتملة منذ عام 2014.
شبّه محللون هذه الخطوة بعفو الرئيس جيرالد فورد عن ريتشارد نيكسون بعد فضيحة ووترغيت؛ مما أثار تساؤلات حول تأثير القرار على نزاهة العدالة.
توقعات مستقبلية
وأوضحت الصحيفة، أنه رغم أن العفو أوقف جميع المحاكمات والإجراءات القانونية ضد هانتر بايدن، إلا أنه أثار نقاشًا واسعًا حول حدود استخدام سلطة العفو الرئاسي، وفي حين يرى البعض أن القرار كان إنسانيًا وشجاعًا، يعتبره آخرون تسييسًا للعدالة وإضرارًا بمصداقية بايدن على الصعيدين السياسي والشخصي.
يظل تأثير هذا القرار على المشهد السياسي الأمريكي موضوعًا للجدل، مع استمرار الانتقادات من خصوم بايدن ومحاولات الحزب الديمقراطي لتجاوز تداعيات هذا القرار في ظل التحديات السياسية المقبلة.