كيف يؤثر تغيير المناخ على اقتصادات الدول الإفريقية؟
يؤثر تغيير المناخ على اقتصادات الدول الإفريقية
يعاني العالم من تداعيات مرعبة للتغير المناخي الذي بدوره يضرب بلدان العالم وظهر جلياً مؤخراً ليعلن عن كوارث بيئية ومناخية هددت العالم بعدما ارتفعت درجات الحرارة بشكل غير مسبوق وهدد ذلك الأمن الغذائي عالمياً.
وتعد القارة السمراء هي القارة الأبرز تضرراً من تغيرات المناخ لما تحمله من كوارث بيئية ومناخية أثرت في جفاف القارة ليصبح الماء شبه منعدم في القارة وكذلك ضربت القارة عدة عواصف كبرى أثرت على البلدان الفقيرة خاصة بدون وعي بيئي للمجتمعات.
موجات جفاف غير مسبوقة
وتشهد إفريقيا أزمات مناخية ضربت البلدان بالكامل، حيث أصبح انعدام الأمن الغذائي في القارة مرعباً مع تغيرات مناخية غير مسبوقة، وآثارها المتمثلة في موجات الجفاف والإجهاد المائي والتهديدات المصاحبة لارتفاع منسوب سطح البحر، ذلك على الرغم من أن نصيبها من الانبعاثات الكربونية العالمية لا يتجاوز الـ 3.5%.
في حين ذلك تقوم الدول الكبرى بإنتاج الجزء الأكبر من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تسبب التغير المناخي، ولكن المتضرر الأكبر هو القارة الإفريقية، ومن المتوقع أن يرتفع متوسط مستوى سطح البحر العالمي بما يصل إلى نصف متر بحلول عام 2050، وإلى مترين بحلول عام 2100.
الكثافة السكانية العالية وتأثيرها على الاقتصاد
يقع عديد من أكبر مدن إفريقيا وأكثرها كثافة سكانية، بما في ذلك لاغوس وأبيدجان وأكرا، على طول الساحل الغربي المنخفض، وهم عرضة لتأثيرات تغير المناخ مثل الفيضانات الساحلية والتلوث، والتي تكلف القارة حوالي 4 مليارات دولار أميركي من الخسائر الاقتصادية السنوية.
كما تم وضع تأثير التغيرات المناخية على السواحل الإفريقية الذي سيزداد بشدة خلال الفترة المقبلة نظرا لحدة التغيرات المناخية التي ستطول الأخضر واليابس في جميع دول العالم وبما ينذر بعواقب وخيمة على اقتصادات تلك الدول والاقتصاد العالمي، بالنظر إلى ما تتمتع به القارة السمراء من موارد أساسية، علاوة على موقعها.
السواحل الإفريقية ستكون الأكثر تضررًا من تأثير التغيرات المناخية خلال العشرة أعوام المقبلة، كما يتم اختفاء بعض المناطق الساحلية على السواحل، كما ما حدث في درنة بليبيا واختفاء مناطق فيها اختفاء كاملاً، نتيجة لإعصار دانيال العنيف الذي أدى لوفاة عدد كبير من الأشخاص بالإضافة إلى الكوارث، وما حدث مسبقا من زلازل في المغرب وأدى لخسائر اقتصادية في البنية التحتية.
وقد أكد الدكتور مجدي علام، مستشار برنامج المناخ العالمي أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، أن التغيرات المناخية أصبحت أسوأ بكثير مما نتوقع، خاصة لما شهده العالم في الفترة الماضية وبالتالي فإن الاقتصاد العالمي سيتأثر بشدة لما يعاني منه العالم في ظل نقص حاد للغذاء والمياه.
وأضاف علام في تصريحات خاصة أن القارة الإفريقية سيتم خفض معدل المساحة الخاصة بها، خاصة في أماكن الساحل، حيث من المقترح أن تختفي مدن كاملة ومنها مدن عربية مثل الإسكندرية التي تعد من أكبر مدن العالم عرضة للتأثيرات المناخية.
بينما يرى الباحث الاقتصادي علي الإدريسي، أن بحلول عام 2030، يمكن أن يعيش حوالي 116 مليون إفريقي في مناطق ساحلية منخفضة الكثافة السكانية، مع تغيرات مناخية وارتفاع أسعار الغذاء عالمياً وكذلك المياه التي بدورها قد تصبح حرب الأجيال القادمة، وهو ما نراه في السدود التي تقوم بها الدول.
وأضاف الإدريسي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن أقاليم صحراوية وغابات تعاني وبشدة من ظروف صعبة وآثار سلبية اقتصادية ومجتمعية نتيجة استمرار تنامي الظواهر المناخية الصعبة الناجمة عن التغيرات المناخية التي تجتاح نطاقات جغرافية متعددة في العالم، لافتاً إلى أن هناك عديداً من التأثيرات السلبية لتغير المناخ في تلك المناطق وأهمها الاقتصاد الذي في الأساس يعاني بشدة في القارة الإفريقية.