إهانة المدعي العام للجنائية الدولية.. ماذا حدث في داخل الحكومة الإسرائيلية بعد قرار الاعتقال؟
إهانة المدعي العام للجنائية الدولية.. ماذا حدث في داخل الحكومة الإسرائيلية بعد قرار الاعتقال
اشتعل الغضب داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أمس الإثنين، بعد إعلان كريم خان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، طلبه من هيئة المحكمة إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت وغيره من القادة العسكريين الإسرائيليين، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، بجانب إصدار أوامر مماثلة بحق قادة حركة حماس.
غضب نتنياهو
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فقد عبر نتنياهو عن غضبه الشديد داخل أروقة الحكومة، بعد القرار، وقال: إنها كانت "إهانة أخلاقية ذات أبعاد تاريخية".
وفي هجوم شخصي مرير، وصف نتنياهو، كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، أحد "أعظم معادي السامية في العصر الحديث".
وقال: إن خان كان مثل القضاة في ألمانيا النازية الذين حرموا اليهود من حقوقهم الأساسية ومكنوا من حدوث المحرقة، وكان قراره بطلب إصدار أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيليين بمثابة "صب البنزين بقسوة على نيران معاداة السامية المشتعلة في جميع أنحاء العالم".
وتحدث نتنياهو باللغة الإنجليزية في الفيديو الذي نشره مكتبه، وهو يفعل ذلك عندما يريد أن تصل رسالته إلى الجمهور الأجنبي الذي يهمه أكثر، في الولايات المتحدة.
الغضب الذي عبر عنه رئيس الوزراء، والذي رددته القيادة السياسية الإسرائيلية، نشأ من صفحات من اللغة القانونية المختارة بعناية في بيان أصدره خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ومستشار الملك البريطاني.
رفض أمريكي
وبحسب الإذاعة البريطانية، فإن الولايات المتحدة تعد هي الدولة الوحيدة التي رفضت بقوة قرار المحكمة، بينما اختارت الدول الأوروبية إما الرفض بشكل غير مباشر أو دعم القرار، إلا أن كبرى الدول الأوروبية دعمت القرار وعلى رأسها فرنسا.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن: إن التقدم بطلب للحصول على أوامر اعتقال بحق نتنياهو أمر شائن، لم يكن هناك أي تكافؤ بين إسرائيل وحماس.
وطالبت حماس بسحب الاتهامات الموجهة ضد قادتها، مؤكدة أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية "يساوي بين الضحية والجلاد".
وقالت: إن طلب إصدار مذكرات اعتقال بحق القيادة الإسرائيلية جاء متأخرًا سبعة أشهر بعد أن "ارتكب الاحتلال الإسرائيلي آلاف الجرائم".
ولا يجري خان مقارنات مباشرة بين الجانبين، باستثناء عرض ادعائه بأنهما ارتكبا سلسلة من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
ويؤكد أيضًا أن هذه الحرب الأخيرة تأتي في سياق "نزاع مسلح دولي بين إسرائيل وفلسطين، ونزاع مسلح غير دولي بين إسرائيل وحماس".
وتعامل المحكمة فلسطين كدولة، حيث تتمتع بوضع مراقب في الأمم المتحدة، ما يعني أنها كانت قادرة على التوقيع على نظام روما الأساسي الذي أنشأ المحكمة الجنائية الدولية.
وقد أعلن نتنياهو أن الفلسطينيين لن يحصلوا أبداً على الاستقلال في عهده.
انحدار إسرائيلي
وقالت منظمة بتسيلم، وهي منظمة إسرائيلية رائدة في مجال حقوق الإنسان، إن أوامر الاعتقال تمثل "انحدار إسرائيل السريع إلى الهاوية الأخلاقية".
وأضافت، أن "المجتمع الدولي يرسل إشارة إلى إسرائيل بأنها لم تعد قادرة على الاستمرار في سياسة العنف والقتل والدمار التي تنتهجها دون محاسبة".
وأوضحت الإذاعة البريطانية، أن الناشطين في مجال حقوق الإنسان أكدوا لسنوات عديدة أن الدول الغربية القوية، بقيادة الولايات المتحدة، تغض الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، حتى في حين تدين وتعاقب الدول الأخرى التي ليست في معسكرها، ويعتقدون أن الإجراءات التي اتخذها خان وفريقه طال انتظارها.
محاصرة نتنياهو
وأكدت الإذاعة البريطانية، أن صدور أوامر الاعتقال تعني عدم قدرة نتنياهو والقادة العسكريين وعلى رأسهم جالانت من السفر للخارج، وقد أكد منتقدو سلوك إسرائيل في غزة، أن نتنياهو ورجاله أصبحوا محاصرين الآن مثلما حاصروا سكان غزة سنوات طويلة.
وبعد يومين من هجمات حماس في 7 أكتوبر، قال غالانت: "لقد أمرت بفرض حصار كامل على قطاع غزة، لن تكون هناك كهرباء، ولا طعام، ولا وقود، كل شيء مغلق.. نحن نقاتل حيوانات بشرية ونتصرف بناءً على ذلك".
وكتب خان - في بيانه - أن "إسرائيل حرمت عمدًا وبشكل منهجي السكان المدنيين في جميع أنحاء غزة من الأشياء التي لا غنى عنها لبقاء الإنسان على قيد الحياة"، ويقول: إن المجاعة موجودة في أجزاء من غزة و وشيكة في مناطق أخرى.