غضب دولي لاستخدام قطر تقنيات جديدة ضارة للبيئة قبل المونديال
كشفت تقارير فشل قطر في الحد من الانبعاثات الضارة قبل كأس العالم
حذر تقرير جديد نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الثلاثاء، من أن كأس العالم في قطر فشلت في الوفاء بوعودها بشأن الحد من انبعاثات الكربون؛ ما يخلق مشكلة أخرى لبطولة كأس العالم المرتقبة خلال العام الجاري 2022.
ووفقًا لما نشرته "الغارديان"، زعم المنظمون القطريون أن البطولة التي تضم 32 فريقًا ستكون أول بطولة كأس عالم "محايدة الكربون"؛ ما يعني أن أي انبعاثات ستكون محدودة ومعادلة. ومع ذلك، قامت منظمة "مراقبة سوق الكربون ـ Carbon Market Watch (CMW)"، وهي منظمة غير هادفة للربح تعمل عن كثب مع الاتحاد الأوروبي، بفحص خطط المنظمين، لتكتشف أن الانبعاثات المتوقعة لم يتم الإبلاغ عنها، إضافة إلى البصمة التي تم إنشاؤها من بناء سبعة ملاعب جديدة ذات أهمية خاصة.
وبحسب الصحيفة، قال جيل دوفراسن، المحلل في منظمة مراقبة سوق الكربون (CMW): "سيكون من الرائع رؤية التأثير المناخي لبطولات كأس العالم لكرة القدم يتقلص بشكل كبير، لكن ادعاء حياد الكربون الذي تزعمه قطر ببساطة هو أمر غير موثوق به"، مضيفًا أنه "على الرغم من الافتقار إلى الشفافية، تشير الأدلة إلى أن الانبعاثات من كأس العالم هذه ستكون أعلى بكثير مما كان متوقعًا من قِبل المنظمين".
وتوقع دوفراسن أن هذه الأرصدة من الكربون التي يتم شراؤها لتعويض هذه الانبعاثات لن يكون لها تأثير إيجابي على المناخ بالشكل الكافي".
كما أشارت الصحيفة إلى أنه من الأمور المركزية لشكوى منظمة "مراقبة سوق الكربون CMW" هو حسابها بأن انبعاثات الكربون الناتجة عن الاستادات الجديدة يمكن أن تكون أعلى بثماني مرات من الأرقام الواردة في تحليل قطر. كما يشير تقرير CMW إلى أن المضيفين أجروا عملية حسابية تنشر البصمة الكربونية للملعب على مدار حياته بالكامل، وهو أمر يصفه التقرير بأنه "إشكالية".
وقالت منظمة "مراقبة سوق الكربون CMW": "هذه الملاعب شيدت خصيصًا لكأس العالم"، موضحًا أن "الاستخدام المكثف في المستقبل للعديد من الملاعب في مثل هذه المساحة الجغرافية الصغيرة أمر غير مؤكد، ولاسيما عند النظر إليه مقابل حقيقة أن الدوحة لم يكن لديها سوى ملعب رئيسي واحد قبل حصولها على كأس العالم".
كما كشفت الغارديان عن انتقادات أخرى تتعلق بخطط امتصاص الانبعاثات من خلال "مشتل للأشجار والعشب" على نطاق واسع، حيث يؤكد تقرير المنظمة أن هذه الفكرة "غير موثوقة" لأن أي امتصاص "من غير المحتمل أن يكون دائمًا في هذه المساحات الخضراء الاصطناعية والضعيفة". كما تساءلت الصحيفة عن نظام ائتمان الكربون الذي تخطط قطر لاستخدامه لتعويض الانبعاثات المتبقية في نهاية الحدث.
ويوضح التقرير أن الهيئة الجديدة، المعروفة باسم مجلس الكربون العالمي (GCC)، تم ترخيصها في الأصل من قِبل السلطات القطرية، وله معايير مختلفة لأنظمة الائتمان الأخرى المعمول بها. ويتم استخدامه فيما يتعلق بمشروعين آخرين فقط في جميع أنحاء العالم وقد باع منه 130.000 رصيد. ومن المتوقع بيع ما لا يقل عن 1.8 مليون في كأس العالم.