لبنان في عين العاصفة.. إسرائيل تسعى لنزع سلاح حزب الله وتحقيق أهداف جديدة
لبنان في عين العاصفة.. إسرائيل تسعى لنزع سلاح حزب الله وتحقيق أهداف جديدةلبنان في عين العاصفة.. إسرائيل تسعى لنزع سلاح حزب الله وتحقيق أهداف جديدة
في خطوة تصعيدية جديدة، وسّعت إسرائيل عملياتها البرية في جنوب لبنان، حيث توغلت قواتها في قرى جديدة بعيدة عن الحدود، وذلك في إطار مواجهاتها مع حزب الله، وفقًا لما كشفت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
تصعيد إسرائيلي
وتابعت الصحيفة، أن هذا التصعيد العسكري يأتي في وقت تُبذل فيه جهود دولية، بقيادة الولايات المتحدة، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بينما تبدي الأطراف المعنية مواقف متباينة حيال الشروط المطروحة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس، عن تحقيق تقدم جديد في العمليات البرية ضد أهداف حزب الله، وتزامن ذلك مع سقوط ستة جنود إسرائيليين في اشتباك عنيف داخل مبنى إثر كمين نصبه مقاتلو حزب الله، وهو ما يعكس صعوبة المواجهة مع تكتيكات حرب العصابات التي يعتمدها الحزب.
وأضافت الصحيفة أنه منذ بدء الحملة البرية، أوضحت إسرائيل أن هدفها هو القضاء على البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود، وتدمير مخازن الأسلحة والتحصينات التي تم إعدادها لسنوات بدعم إيراني.
كما شملت العمليات تدمير قرى حدودية واستهداف مواقع استراتيجية، لكن بعض الخبراء يحذرون من أن التوسع الميداني قد يؤدي إلى استنزاف طويل الأمد للجيش الإسرائيلي.
اتفاق وقف إطلاق النار
وأكدت الصحيفة أنه في ظل التصعيد الميداني، تصاعدت الجهود الدبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله.
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، فإن الاقتراح الأساسي الذي يجري التفاوض عليه يتضمن نقل قوات حزب الله وجميع أسلحته شمال نهر الليطاني، الذي يقع على بعد نحو 18 ميلًا من الحدود الإسرائيلية.
وبموجب هذا الاتفاق، ستتولى القوات المسلحة اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة مسؤولية منع عودة حزب الله إلى المناطق القريبة من الحدود. كما سيتم تشكيل لجنة مراقبة دولية، لضمان تنفيذ البنود المتفق عليها.
ورغم التفاؤل الحذر الذي أبداه المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون، لا تزال هناك عقبات رئيسة تعترض طريق الاتفاق، من بين هذه العقبات، مطالبة إسرائيل بضمان آليات صارمة لتطبيق بنود وقف إطلاق النار، بما في ذلك حق التدخل في حال فشل القوات اللبنانية أو الأمم المتحدة في منع عودة حزب الله.
وفي المقابل، رفضت الحكومة اللبنانية وحزب الله الشروط الإسرائيلية للتدخل المباشر، وبدلًا من ذلك، اقترحا إشراك جهة دولية رابعة، يُرجح أن تكون الولايات المتحدة، كضامن إضافي لتنفيذ الاتفاق.
وتتضمن الخطوط العريضة للاقتراح الذي توسطت فيه الولايات المتحدة قيام حزب الله بنقل جميع قواته وأسلحته إلى الشمال من نهر الليطاني - وهو ممر مائي يقع على بعد 18 ميلًا تقريبًا إلى الشمال من الحدود الإسرائيلية وعلى بعد 8 أميال من الحدود عند أقرب نقاطه، على أن يتم تكليف الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بمنع الجماعة المسلحة من العودة.
موقف إسرائيل من المفاوضات
تسعى إسرائيل لضمان تحقيق مكاسب استراتيجية ودبلوماسية من الاتفاق، بما في ذلك منع حزب الله من إعادة تسليح نفسه بدعم من إيران.
وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن التحدي الأكبر يتمثل في تنفيذ الاتفاق ومنع الحزب من استعادة قدراته العسكرية.
كما أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، عن التزام إسرائيل بمواصلة العمليات العسكرية حتى تحقيق أهدافها المعلنة، والتي تشمل نزع سلاح حزب الله بالكامل، وهي المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان عن هذا الهدف بشكل صريح.
وفي الوقت الذي تُجرى فيه المفاوضات، كثفت إسرائيل هجماتها الجوية على مواقع حزب الله، بما في ذلك ضاحية بيروت الجنوبية، المعروفة بأنها معقل الحزب. وتشمل الضربات الجوية استهداف مخازن أسلحة تضم صواريخ باليستية ومنصات إطلاق صواريخ، في محاولة لتقويض قدرة الحزب على مواصلة هجماته.
سيناريوهات مستقبل لبنان
يرى بعض المحللين أن التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى زيادة الضغط على حزب الله للقبول بشروط الاتفاق، لكنهم يحذرون من أن التوغل الميداني العميق قد يتحول إلى عبء استراتيجي في حال استمر الصراع لفترة طويلة.
كما أشار الجنرال الإسرائيلي المتقاعد، إسرائيل زيف، إلى أهمية تأمين شريط أمني على عمق 6 أميال داخل الأراضي اللبنانية لمنع حزب الله من استهداف المناطق الإسرائيلية بالصواريخ المضادة للدبابات. ومع ذلك، شدد على ضرورة تجنب التورط في "مستنقع عسكري" يصعب الخروج منه.