نصر الله... فتوى في العملة والوقود والصحة
يواصل حسن نصر الله إطلاق الفتاوي التي تنم عن الجهل
من جديد، أطلق مسؤول ميليشيات «حزب الله»، التابعة لإيران، في لبنان، حسن نصر الله، وعود المنّ والسلوى والحلوى الإيرانية، مبشّراً اللبنانيين بفيوض المال الإيراني «النظيف».
بعد غياب عن الظهور، وهو الذي أدمن الخطب والإطلالات التلفزيونية مؤخراً، ظهر الرجل ليقول إن الجماعة - جماعته يعني - يمكنها شراء شحنات من إيران على أن يتم الدفع بالليرة اللبنانية إذا استمر النقص في الوقود في لبنان.
يبدو إن الوعكة التي ألمّت بنصر الله، التي قيل إنها مجرد حساسية، أثرت قليلاً على نقاء الإدراك لعمق الأزمة الاقتصادية والإدارية والخدماتية في الدولة اللبنانية المترنحة.
التقارير الاقتصادية العالمية، ومنها البنك الدولي، تتحدث عن «انهيار غير مسبوق» في الاقتصاد اللبناني، ورئيس الحكومة المكلّف حسان دياب، ظهر قبل أيام«يستغيث» بالعرب ومن وصفهم بأصدقاء لبنان، ورئيس الجمهورية العتيد ميشال عون كان قد تحدّث، في لحظة صدق عجيبة، عن أن لبنان يهوي في «جهنم».
جهل اقتصادي وسياسي مريع، يتحكّم في ميليشيات، بداية من زعيم هذه العصابات، إلى آخر فرد مقاتل، ففاتورة الانهيار الاقتصادي والسياسي اللبناني، تنوء بها العصبة أولو القوة من الدول.
في حرب 2006 التي تسبّب فيها «حزب الله» الإيراني اللبناني، وأحدثت كوارث اقتصادية وإنسانية، ظهر مصطلح المال الإيراني النظيف الذي وعد به حسن نصر الله اللبنانيين، ولم يغسل هذا المال الموعود درن الحروب وقذر الكوارث.
وقتها تحدّث بلال نعيم معاون رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» لوكالة الصحافة الفرنسية، محاولاً تفسير مصدر المال النظيف الموعود به، فقال إن المؤسسات التابعة للحزب تتلقى تمويلاً من «المال الشرعي» الذي يقدمه المرشد الإيراني علي خامنئي.
لكن «المال الشرعي النظيف» هذا لم يسمن من جوع، وانحصر أثره في قواعد الحزب الأساسية فقط.
اليوم من مظاهر هذا الانهيار، بسبب أطراف أولها «حزب الله»، وثانيها الجنرال عون وأتباعه، افتقار لبنان إلى مقوّمات الحياة الجوهرية، وهاهو الرئيس عون، المنضوي في عباءة إيران من خلال «حزب الله»، يوافق على قرض استثنائي بما يصل إلى 300 مليار ليرة (200 مليون دولار) لشركة الكهرباء التابعة للدولة حتى تستورد الوقود اللازم للتوليد «قبل نفاد الإمدادات».
السؤال الذي حيّر العقلاء، متى ينتفض اللبنانيون من أجل أنفسهم، وبقاء حياتهم بأدنى شروطها الطبيعية؟.. بعبارة أخرى، متى يعلن الاستقلال اللبناني الثالث - بعد الاستقلال الأول من فرنسا والثاني من سوريا - من احتلال إيران؟
نصر الله علّق في نفس الكلمة، التي وعد فيها اللبنانيين بالمعونة الإيرانية ودعم العملة الوطنية، عن أنباء مرضه الخطير التي انتشرت مؤخراً، فقال: «في ناس موتونا وفي ناس بدأوا يبحثون عن خليفة».
قال عدي بن الرعلاء الغسّاني:
ليس من مات فاستراح بميْتٍ/ إنما الميْتُ ميِّتُ الأحياء.
نقلا عن صحيفة الشرق الأوسط