صفقة التبادل السادسة.. الرهائن يعودون وإسرائيل تهدد بالتصعيد

صفقة التبادل السادسة.. الرهائن يعودون وإسرائيل تهدد بالتصعيد

صفقة التبادل السادسة.. الرهائن يعودون وإسرائيل تهدد بالتصعيد
حركة حماس

وسط أنقاض مدينة خان يونس التي مزقتها الحرب، تم تسليم ثلاثة مختطفين إسرائيليين، في إطار الدفعة السادسة من صفقة تبادل الأسرى بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي وإسرائيل، عملية التبادل، التي شابتها توترات وتهديدات متبادلة، جاءت بعد جهود مكثفة من الوسطاء الإقليميين، في وقت تزداد فيه المخاوف من انهيار الهدنة الهشة وعودة العمليات العسكرية، في الوقت الذي ترحب فيه إسرائيل بعودة المختطفين، تبرز أسئلة حول مستقبل المفاوضات ومسار الأزمة التي امتدت لعدة أشهر، وبينما يرى البعض في عمليات التبادل خطوة نحو التهدئة، هناك من يعتبرها مجرد استراحة في صراع مرشح لمزيد من التصعيد، خاصة مع دخول قوى دولية على خط المواجهة.

*تفاصيل العملية وموقع التسليم*


أُنجز التبادل في منطقة مدمرة في خان يونس، حيث أُقيمت منصة شبيهة بتلك التي استخدمت في عمليات التبادل السابقة، في إشارة رمزية إلى استمرار المقاومة في فرض شروطها على إسرائيل. وتم تسليم الرهائن عبر سيارة سوداء، كانت قد نُهبت من الداخل الإسرائيلي خلال هجوم السابع من أكتوبر.

بعد الاستلام، نُقل الرهائن الثلاثة إلى نقطة استقبال أولية في مستوطنات غلاف غزة، حيث خضعوا لفحص طبي أولي قبل نقلهم إلى المستشفيات العسكرية.

ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فإن الصفقة كادت أن تنهار بسبب تأجيل حماس تسليم الأسرى "حتى إشعار آخر"، إلا أن جهود الوسطاء من القاهرة والدوحة نجحت في إعادة تفعيل الاتفاق.

*نتنياهو يعلق ويربط الصفقة بالضغوط الأمريكية*

رحّب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعودة المختطفين، مشددًا على التزام حكومته بإعادة جميع الرهائن، سواء كانوا أحياءً أم أمواتًا.

ووجه نتنياهو شكرًا خاصًا للإدارة الأمريكية، معتبرًا أن تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لعبت دورًا في الضغط على حماس لإتمام الصفقة.

وقال نتنياهو: "لقد استعدنا اليوم ثلاثة من مواطنينا، وسنواصل العمل بلا هوادة لاستعادة البقية. نحن على تواصل مستمر مع حلفائنا الدوليين، وسنستخدم كل الوسائل لإعادة جميع المختطفين".

كما اتهم حماس بمحاولة خرق الاتفاق، مؤكدًا أن تركيز القوات الإسرائيلية في غزة والضغط العسكري كان له أثر في استمرار عمليات الإفراج.

*الرهائن الثلاثة: من هم؟*

ديفيد روزنبرغ، 30 عامًا، إسرائيلي من أصول أوكرانية، كان يعمل مهندسًا في شركة تكنولوجية قبل أن يتم اختطافه مع عائلته في كيبوتس "نير عوز"، سبق أن أُطلق سراح والدته وجدته في نوفمبر الماضي بناءً على تدخلات دبلوماسية.

إيال فاينشتاين، 37 عامًا، إسرائيلي أمريكي يحمل الجنسيتين، وكان من بين أولئك الذين حذروا سكان الكيبوتس من الهجوم، قبل أن يتم أسره، لعبت عائلته دورًا بارزًا في حشد الدعم الدولي لقضية الرهائن.

إيتان ليفي، 45 عامًا، إسرائيلي من أصول أرجنتينية، معروف بنشاطه الاجتماعي في مجتمعه المحلي، حيث كان يدير فعاليات مجتمعية في كيبوتس "نير عوز" قبل أن يتم أسره.

*الوساطة والمخاوف من انهيار الاتفاق*

بينما تُظهر هذه العملية نجاح الوسطاء في احتواء التصعيد، تظل المخاوف قائمة بشأن مستقبل الهدنة.

تأخير تسليم الرهائن، إضافة إلى تصعيد الخطاب السياسي والعسكري، يعكس هشاشة الاتفاق. وقد زاد التوتر بعد تصريحات ترامب التي هدد فيها حماس بـ"الجحيم" في حال لم تُفرج عن جميع الرهائن.

في المقابل، ترى حماس، أن الموقف الأمريكي يعكس انحيازًا واضحًا لإسرائيل، ويهدف إلى تقويض أي مكاسب تفاوضية قد تحققها المقاومة.

*عرقلة فرص التهدئة*


يرى الدكتور محمد المنجي، أستاذ العلوم السياسية، أن تصريحات ترامب تعكس السياسة الأمريكية التقليدية التي تقدم الدعم غير المشروط لإسرائيل؛ مما يعزز موقفها المتشدد في المفاوضات.

ويؤكد المنجي في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن هذه التدخلات تزيد من تعقيد الوضع، حيث تمنح إسرائيل مبررًا للاستمرار في عملياتها العسكرية، بدلاً من دفعها نحو تسوية حقيقية.

ويضيف أن الصفقة الحالية تكشف عن ديناميكيات جديدة في الصراع، حيث استطاعت المقاومة الفلسطينية فرض شروطها وإدارة المفاوضات بمهارة، رغم الضغوط العسكرية والاقتصادية.

لكنه يحذر من أن استمرار التهديدات الأمريكية قد يؤدي إلى انهيار التفاهمات الحالية، ما يفتح الباب أمام جولة جديدة من العنف.