القبض على إيرانيين بعد الهجوم على قاعدة أميركية في الأردن.. القصة الكاملة
القبض على إيرانيين بعد الهجوم على قاعدة أميركية في الأردن.. القصة الكاملة
ألقت السلطات الأميركية القبض على شخصين إيرانيين على خلفية التحقيق في الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية أميركية في الأردن خلال شهر يناير الماضي، وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة أكثر من 40 آخرين.
حيث وقع الهجوم في 28 يناير على قاعدة أميركية صغيرة تقع قرب الحدود الأردنية مع سوريا والعراق، حيث تم استخدام طائرة مسيّرة محملة بالمتفجرات، ويعتقد أن الفصائل المسلحة المدعومة من إيران تقف وراء تنفيذ هذا الهجوم.
من هم المعتقلين
ووفقًا لبيان وزارة العدل الأميركية، تم اعتقال مهدي محمد صادقي، وهو أميركي من أصول إيرانية يقيم في ولاية ماساتشوستس، ومحمد عابديني، وهو سويسري من أصول إيرانية، بتهمة تسريب معلومات تكنولوجية حساسة إلى إيران.
وتفيد التحقيقات، بأن هذه المعلومات لعبت دورًا أساسيًا في تصنيع الطائرة المسيّرة المستخدمة في الهجوم على القاعدة الأميركية.
وقد تتبع التحقيق نظام الملاحة الخاص بالطائرة المسيرة إلى شركة إيرانية يديرها أحد المتهمين، الذي استخدم قطع غيار وتكنولوجيا تم نقلها إلى إيران بواسطة شريكه المزعوم في التآمر.
كيف تم تمرير أشباه الموصلات
وصرّح المدعي العام في ولاية ماساتشوستس، جوشوا ليفي، أن صادقي كان يعمل في شركة متخصصة بأشباه الموصلات مقرها ماساتشوستس، حيث قام بتمرير مواد تكنولوجية دقيقة إلى إيران.
من جانبه، تولى محمد عابديني، الذي يدير شركة مقرها إيران، تصنيع نظام الملاحة الذي وجه الطائرة المسيّرة أثناء الهجوم.
وأوضح الادعاء، أن عابديني أسس شركة واجهة في سويسرا بهدف إخفاء الأنشطة غير القانونية المتعلقة بتصدير تكنولوجيا أميركية محظورة إلى إيران، في خرق لقوانين مكافحة الإرهاب وقوانين التصدير الأميركية.
وتُظهر التحقيقات، أن هذه المواد الحساسة قد استُخدمت في إنتاج طائرة مسيّرة واحدة على الأقل نفذت الهجوم على القاعدة العسكرية في الأردن.
وفي تعليقه على القضية، شدد المدعي العام جوشوا ليفي على أن "هذه الاتهامات تؤكد التزام وزارة العدل بالسعي لتحقيق العدالة لعائلات الجنود الأميركيين الذين قُتلوا أو أُصيبوا في الخارج".
وأشار أن التحقيقات ما تزال جارية، مضيفًا: "نحن عازمون على منع وصول التكنولوجيا الأميركية إلى جهات معادية تهدد أمن بلادنا وأرواح جنودنا".
تفاصيل الحادث
في 28 يناير استهدف هجوم بطائرة مسيرة موقعا أمريكيا في شمال شرق الأردن يعرف باسم البرج 22، والذي يقع بالقرب من حدود الأردن مع سوريا والعراق.
وقد أسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وهم الرقيب ويليام جيروم ريفرز، الرقيب بريونا موفيت، والرقيب كينيدي ساندرز، عندما ضربت الطائرة المسيرة أماكن المعيشة.
كما أسفر الهجوم عن إصابة ما لا يقل عن 40 جنديا آخر.
ويعتقد أن الطائرة الهجومية المسيرة التي نفذت الهجوم قد تم الخلط بينها وبين طائرة أمريكية مسيرة كانت من المقرر أن تعود إلى القاعدة اللوجستية في نفس التوقيت، مما حال دون اعتراضها.
وقد ألقت الولايات المتحدة باللائمة في الهجوم على المقاومة الإسلامية في العراق، المدعومة من إيران، بما في ذلك كتائب حزب الله.
وبعد الهجوم، شنت الولايات المتحدة ضربة مضادة ضخمة استهدفت 85 موقعًا في العراق وسوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني والفصائل التابعة له، كما عززت دفاعات البرج 22.
ويقول الباحث السياسي الإيراني، سنا برق زاهدي: إن هذه القضية تفتح الباب لمناقشة أوسع حول مدى التزام الدول بقوانين حظر تصدير التكنولوجيا الحساسة، واستخدام شركات وهمية وشبكات معقدة لتجاوز هذه القوانين يمثل تحديًا عالميًا يستدعي تنسيقًا دوليًا أكبر لضبط مثل هذه الأنشطة التي تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.
وأضاف زاهدي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الحادث يسلط الضوء على تطور القدرات العسكرية للفصائل التي لديها علاقة بالنظام الإيراني والتي باتت تعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا المتقدمة، تسريب معلومات حساسة من داخل الولايات المتحدة يعكس ضعفًا أمنيًا يتطلب مراجعة شاملة لنظم حماية البيانات التكنولوجية، والهجوم على القاعدة الأميركية في الأردن يشير إلى تحول في طبيعة التهديدات العسكرية التي تواجهها القوات الأميركية، الاعتماد المتزايد على الطائرات المسيّرة يعقد من عمليات الدفاع، ويتطلب تطوير منظومات متقدمة لرصد هذه التهديدات وصدها.