أوكرانيا تغرق في الظلام.. روسيا تُصعّد هجماتها وتقطع الكهرباء عن الملايين
أوكرانيا تغرق في الظلام.. روسيا تُصعّد هجماتها وتقطع الكهرباء عن الملايين
شنّت روسيا اليوم الخميس ثاني هجماتها الكبرى هذا الشهر على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، ما أدى إلى قطع الكهرباء عن أكثر من مليون شخص في المناطق الغربية والجنوبية والوسطى من البلاد، حسبما ذكرت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية.
انقطاع التيار الكهربائي
وأفادت الوكالة، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أن الهجمات جاءت ردًا على استخدام أوكرانيا صواريخ أتاكمز الأمريكية متوسطة المدى لضرب الأراضي الروسية، مشيرًا إلى أن "مراكز اتخاذ القرار" في كييف قد تصبح أهدافًا مستقبلية.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بـ"تصعيد جبان"، موضحًا أن الهجمات استخدمت صواريخ كروز مزودة بذخائر عنقودية.
وأفادت وزارة الداخلية الأوكرانية بأن الأضرار طالت منشآت البنية التحتية في تسع مناطق مختلفة.
وأكدت الوكالة أن الهجوم الأخير أثار مخاوف من انقطاع طويل للكهرباء خلال فصل الشتاء، حيث تصل درجات الحرارة في أوكرانيا إلى ما يُقارب الصفر.
وأوضحت السلطات الأوكرانية أن هذه هي الضربة الحادية عشرة على منظومة الطاقة منذ مارس، مع تدمير نصف القدرة التوليدية المتاحة وتضرر شبكات التوزيع بشكل كبير.
تفاصيل الهجمات
وبحسب الجيش الأوكراني، استخدمت روسيا 91 صاروخًا و97 طائرة مسيرة في الهجوم الأخير. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 79 صاروخًا و35 طائرة مسيرة، بينما أشارت إلى أن 62 طائرة مسيرة ربما تعرضت للتشويش بواسطة الحرب الإلكترونية.
وأفادت مصادر في قطاع الطاقة الأوكراني بأن وحدات نووية عدة تم فصلها عن الشبكة خلال الهجمات، ما يثير القلق، حيث تعتمد أوكرانيا على الطاقة النووية لتوفير أكثر من نصف احتياجاتها من الكهرباء.
وتابعت الوكالة الدولية، أنه على الرغم من ذلك، أكدت السلطات الأوكرانية أن جميع الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت كييف قد تم إسقاطها.
تقدّم روسي في دونيتسك
على صعيد آخر، تُواصل القوات الروسية تقدمها في منطقة دونيتسك الشرقية بأسرع وتيرة لها هذا العام، بعد 33 شهرًا من بداية الغزو الروسي. وأطلقت روسيا صاروخًا باليستيًا فرط صوتي متوسط المدى على أوكرانيا، ردًا على السماح الأمريكي والبريطاني لكييف باستخدام صواريخ متقدمة لضرب الأراضي الروسية.
وأكد وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، أن بوتين "لا يسعى للسلام"، داعيًا إلى ضرورة إجباره على ذلك من خلال القوة، مجددًا مطالبة كييف بحصولها على المزيد من الدفاعات الجوية وقدرات بعيدة المدى من الحلفاء الغربيين.
وتابعت الوكالة أن في منطقة لفيف، التي تقع على الحدود مع بولندا، انقطعت الكهرباء عن نحو 524 ألف شخص، وفقًا للحاكم الإقليمي ماكسيم كوزيتسكي، كما انقطع التيار عن ما يقارب 500 ألف شخص في منطقتي فولين وريفنه، وشهدت منطقتا خميلنيتسكي وزيتومير اضطرابات كبيرة في إمدادات الكهرباء.
وأعلنت شركة النفط والغاز الحكومية "نفتوغاز" أن منشآتها تعرضت للهجوم خلال الغارات الصباحية.
ومع اشتداد البرد، لجأت السلطات الأوكرانية إلى تشغيل المولدات لضمان توفير التدفئة والمياه للمستشفيات والمدارس والمرافق الحيوية.
وسمع صوت المولدات بوضوح في العاصمة كييف، حيث اضطرت الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى الاعتماد على توليد الكهرباء ذاتيًا لضمان استمرار عملها.