يديعوت أحرنوت: بعد دعوة السيسي.. ترامب يستعد لجولة في الشرق الأوسط
يديعوت أحرنوت: بعد دعوة السيسي.. ترامب يستعد لجولة في الشرق الأوسط

تستعد إسرائيل والولايات المتحدة لاحتمال قيام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة رسمية إلى المنطقة خلال الأسابيع المقبلة، في حال تم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن إطلاق سراح المحتجزين ووقف الحرب في قطاع غزة، وذلك في ظل أجواء تفاؤل متزايدة عبر عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي وجه دعوة علنية إلى ترامب للمشاركة في مراسم التوقيع المرتقبة، وفقًا لما نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.
تحضيرات أولية في تل أبيب وواشنطن
وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، بدأت جهات رسمية في تل أبيب بالتنسيق مع البيت الأبيض لوضع الخطط الأولية لزيارة ترامب، التي قد تتحول إلى حدث سياسي عالمي يوصف بأنه تتويج لإنهاء الحرب في غزة وإتمام صفقة الأسرى.
وتشير مصادر مطلعة، أن البيت الأبيض كان قد ناقش في وقت سابق فكرة زيارة ترامب إلى إسرائيل في منتصف سبتمبر الماضي، تزامنًا مع جولته الأوروبية في المملكة المتحدة، لكن توقف المفاوضات حينها أدى إلى تأجيل الزيارة.
ورغم تعثر المفاوضات في الأسابيع الماضية، تؤكد المصادر أن المؤشرات الحالية من مدينة شرم الشيخ المصرية توحي بحدوث تقدم ملموس في المحادثات التي استؤنفت مؤخرًا برعاية القاهرة، حيث يقود المبعوثان الأمريكيان جاريد كوشنر وستيف ويتكوف جهود التفاوض بين الجانبين الإسرائيلي وحركة حماس.
دعوة مصرية رسمية وترحيب إقليمي
وفي خطاب علني الأربعاء، أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تفاؤله الكبير بشأن قرب التوصل إلى اتفاق شامل، قائلاً: إن القاهرة تدعم بشكل كامل الجهود الدبلوماسية الجارية في شرم الشيخ لإيقاف الحرب في غزة.
كما وجه دعوة مباشرة إلى الرئيس الأمريكي للمشاركة في حفل توقيع الاتفاق النهائي في مصر، مضيفًا: ندعو الرئيس ترامب إلى مواصلة دعمه للجهود الرامية إلى تحقيق اتفاق حول غزة، فقد أرسل مبعوثيه بمهمة واضحة لإنهاء الحرب وتحقيق الاستقرار.
وأكد السيسي، أن الدولة المصرية تعمل دون توقف من أجل وقف القتال وإنهاء معاناة المدنيين، مشددًا على أن القاهرة قادرة على مواجهة أي تحدٍ أو تهديد قد يعرقل مساعيها الدبلوماسية.
كما أشاد بدور ترامب في دعم المفاوضات الحالية، معتبرًا أن جهوده ساهمت في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتصارعة.
ترامب يستعد لـ"الاحتفال بالإنجاز"
من جانب آخر، نقلت مصادر قريبة من الإدارة الأمريكية، أن الرئيس ترامب يرغب بشدة في زيارة المنطقة "للاحتفال بالإنجاز"، إذا ما تم التوصل إلى اتفاق نهائي يضمن وقف الحرب وإطلاق جميع المحتجزين.
وأشارت التقارير إلى أن ترامب يرى في هذه الخطوة لحظة سياسية فارقة يمكن أن تعزز صورته كقائد عالمي قادر على إنهاء أحد أكثر الصراعات تعقيدًا في الشرق الأوسط.
وغالبًا ما يربط ترامب بين شعبيته في إسرائيل ودوره المفترض في إنهاء أزمات المنطقة، إذ لطالما صرح بأن "الإسرائيليين يؤمنون بأنه الوحيد القادر على إعادة الأسرى إلى ديارهم"، مشيرًا إلى أن شعبيته في إسرائيل تصل إلى مستويات غير مسبوقة، وأنه "كان يمكن أن يُنتخب رئيسًا للوزراء بسهولة".
قضية الأسرى.. العقدة الأبرز في المفاوضات
وتؤكد مصادر فلسطينية، أن المفاوضات في شرم الشيخ ما زالت تواجه بعض العقبات، خصوصًا فيما يتعلق بقوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن الاتفاق.
وتشير المعلومات، أن تركيا تمارس ضغوطًا متزايدة لتسريع العملية، بينما تصر حركة حماس على إدراج أسماء معتقلين يقضون أحكامًا طويلة، ما يجعل هذا الملف أكثر تعقيدًا من غيره.
وتضيف المصادر، أن المباحثات تركز على تسوية نهائية تشمل إطلاق جميع المحتجزين لدى الجانبين، ووقفًا دائمًا لإطلاق النار، بالإضافة إلى الترتيبات الأمنية والإدارية التي ستلي انتهاء الحرب في قطاع غزة.
زيارة محتملة تحمل رمزية تاريخية
ويعتقد مراقبون، أن زيارة ترامب المحتملة إلى المنطقة، في حال تم التوصل إلى اتفاق، ستكون حدثًا ذا طابع تاريخي، إذ قد تمثل الإعلان الرسمي عن نهاية أطول جولة قتال بين إسرائيل وحماس منذ عقود.
كما يُتوقع أن تشهد الزيارة مراسم توقيع رسمية يشارك فيها قادة من إسرائيل ومصر والولايات المتحدة، وربما ممثلون عن أطراف عربية وإقليمية أخرى.
ويُرجح أن يتم تنظيم الاحتفال في مدينة شرم الشيخ التي أصبحت مركزًا للمفاوضات الدبلوماسية حول الأزمة، فيما يجري التحضير بالتوازي لمراسم استقبال رسمية في تل أبيب في حال قرر ترامب القيام بجولة ميدانية تشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
تفاؤل حذر وآمال بإنهاء الحرب
ورغم التقدم النسبي في المحادثات، ما تزال فرص التوصل إلى اتفاق نهائي غير مؤكدة، خاصة في ظل استمرار التوتر الميداني داخل القطاع وتباين المواقف بين الجانبين حول بعض التفاصيل الأمنية.
ومع ذلك، يرى المراقبون أن التحركات الأمريكية الأخيرة، إلى جانب الزخم الدبلوماسي المصري، قد تمثل أفضل فرصة منذ اندلاع الحرب للتوصل إلى تسوية حقيقية.
وفي انتظار ما ستسفر عنه مفاوضات شرم الشيخ، يبقى المشهد مفتوحًا على جميع الاحتمالات، بينما تستعد إسرائيل وواشنطن لاحتمال أن تتحول لحظة توقيع اتفاق الأسرى وإنهاء الحرب إلى محطة تاريخية يحتفل فيها ترامب بما يعتبره "إنجازًا شخصيًا ودبلوماسيًا" في قلب الشرق الأوسط.